logo

logo

logo

logo

logo

آبيلا

ابيلا

Abîla - Abila



آبيلا

 

 

تقع آبيلا  Abila إلى الغرب من مدينة دمشق بنحو ثلاثين كيلو متراً في بداية سوق وادي بردى (أي أبانة القديمة) بعد قرية التكية، وقد كانت المنطقة المحيطة بها تسمّى في الفترة الرّومانيّة (آبيلين) حيث كانت جز اً من أملاك الإيتوريين[ر]  Ituraeans، وقد أشار إليها استرابون [ر] وذكر أميرها بطلميوس ووصفه بأنّه زعيم القبائل الإيتورية التي سكنتْ سهل البقاع في لبنان ضمن المنطقة الممتدة من الحدود الغربيّة من دمشق حول الحوض الأعلى لنهر الأردن ومناطق الجليل في شمالي فلسطين.

كما ارتبط اسم آبيلا باسم جبل النبي هابيل، ومن المؤكد أن هذا الاسم الأخير تحريف لاسم آبيلا.

ورد في دائرة معارف لاروس  Larousse الفرنسيّة: "إنّ آبيلا أو آبل هي مدينةٌ قديمة في سورية المجوّفة  Koile-Syria كائنة غربي دمشق في أسفل جبل سنّير، وهي اليوم قرية تُدعى سوق وادي بردى، وقد كانت هذه المدينة قاعدة مملكةٍ يرأسها ليسانياس، ودعا الرّومان هذه المملكة آبيلينية  Abilene، وفي فلسطين آبيلينية أخرى تُدعى اليوم آبل وفيها قبر هابيل بن آدم، كما في الأردن أيضاً آبيلا تعرف باسم (سلوقية آبيلا المقدّسة) من الفترة السلوقيّة  CELΛEKEN ABILΛHNN IEPLΛC، كما يُسمّيها الإفرنج بالمملكة الرُّباعيّة نظراً لمعرفة أربعة حكّامٍ حكموا فيها هم: (ميناوس "معن" وبطلميوس وليسانياس وزينودورس) ومنه سمّيتْ بالعربيّة آبيلينية بالفرنسية (آبل دو ليسانياس Abile de Lysanias".

زار آبيلا العديد من الرحالة وباحثي الكتابات والآثار في القرنين: الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وكتبوا وصفاً كاملاً لها منهم: بوكوك R. Pococke وموترد R. Mouterde. ولويس جالابير Jalabert ورينيه دوسو R. Dussaud، كذلك تحدّثوا عن كتابات إغريقية نُقشتْ بمناسبة شقِّ طريق، وبقايا معبد وثني قديم مكرّس لإله الزمن حُوّل في القرن الرّابع الميلادي إلى كنيسة بيزنطية باسم القديسة هيلانة، ومدرّجات محفورة في الصخر في بعضها كتابات يونانية متأخِّرة.

في سنة 1737م وجد الرّحالة الإنكليزي الشهير بوكوك لوحةً بين البقايا الأثرية الآبيلينية في حائط معبد صغير كتب عليها ما يُبيِّن وجود مقاطعة كان مؤسسها يسمّى ليسانياس رئيس الربع Tetrarch في الآبيلينية. ولم يقف الأمر على باحثي الغرب ورحالته، فقد درس المطران يوسف الدّبس آبيلا وتناول في كتابه المعنون "تاريخ سورية" حكّامها الإيتوريين. وقد تأكّد لدى المؤرّخين أنّ موقع الآبيلينية هو سوق وادي بردى الآن، التي تقع في سفح جبل لبنان الشرقي من جهة الشّرق، وممّا حقّق ذلك العثور على نصوص يونانية وُجدت في هذا المكان ومنها نصّان نُقشا على جانبي الطريق المفتوحة هناك، إلا أنّ قرا ة هذّين النصّين احتوتْ على أخطا ممّا حدا مجدّداً على إعادة قرا تهما من قبل مختصّين صححوا ما ورد بها من خطأ.

من خلال المصادر الأدبية القديمة وما تمّ جمعه من نتائج الأعمال الأثريّة والمسوحات التي تمّتْ في المنطقة تبيّن احتوا الموقع على البقايا الأثريّة التالية:

 >  جز من الطريق المحفورة في الصخر بطول مئة وستين متراً، وعرض خمسة أمتار، وارتفاع عشرة أمتار، يعود إلى العام مئة وأربعة وستين ميلادية، يحتوي في جدرانه نصوصاً يونانية متشابهة المعنى، كبيرة من تسعة أسطر، وصغيرة ذات سبعة أسطر تبيّن أسما من شارك في شقِّ الطّريق، وترجمة النّص الكبير هي: "شُقّتْ الطريق بأموال آبيلا في عهد الحاكم الرّوماني لولاية سورية يوليوس فيروس الذي يكنّ الولا للامبراطور القيصر ماركوس أوريليوس أنطونينوس أغسطس (160-179م)، والامبراطور القيصر لوسيوس أوريليوس فيروس أغسطس وهو زوج لوسيلا ابنة ماركوس أوريلوس وقائد الجيش في ولاية سورية"، أمّا ترجمة النّصوص الصغيرة فهي: "نفّذتْ بإشراف الضابط في الفرقة السادسة عشرة ماركوس فولوسيوس ماكسيموس من أجل سلامة الامبراطور أغسطس أنطونينوس وعظمته".

 >  نصٌّ نُقش قرب سوق وادي بردى ورد فيه: "نمفايوس معتق التترارخس ليسانياس من أجل خلاص الأوغسطيين" أي الامبرطور تيبريوس Tiberius ووالدته ليفية.

 >  قناة مياه منحوتة بالصخر في السفوح الجبليّة المطلة على الوادي ويلاحظ جز واضح منها في قرية (بسيمة).

 >  مدافن محفورة في السفح الجبلي حيث كانت منطقة السفح الجبلي هي المقبرة الرئيسية للبلدة، إذ تحتوي على مدافن حفرتْ في الصخر على شكل فردي وثنائي، وبعضها جماعي حفر على شكل نواويس تضمّ عدّة قبور، وما يميّز المدافن أنّها مزوّدة بكتابات تشير إلى أسما المتوفّين وأعمارهم، في حين نُقشتْ شواهد وكتابات وكوى فيها تماثيل على مداخل المدافن الأخرى، إضافةً إلى مدافن سوق وادي بردى من الفترتين الرّومانية والبيزنطيّة.

 >   بقايا المعبد الذي ذكره بورتر H.Porter عام 1870 في كتابه "خمس سنوات في سورية" حيث يقع على قمّة جبل النبي هابيل، وهو منحوت بالصخر ومكرس لعبادة إله الزمن كرونوس Kronos، ويحتوي على قبر ربّما للملك ليسانياس. وأضاف: "خصّص المعبد للإله كرونوس إله الزمن عند الإغريق، وذكر فيه الإلهان زيوس Zeus الإغريقي وآبيس Apis المصري، وبذلك تكون آبيلا إلى جانب قرية برهليا - التي عثر فيها على عدّة مذابح تذكر الإله آبيس - هما المنطقتين الوحيدتين ضمن سوق وادي بردى وفي سورية التي عبد فيها الإله المصري آبيس".

إن عدم وجود معطيات أثرية كافية عن السكن في هذا المكان سوى ما تناولته كتب الرحّالة والمؤرخين من وصف إلى جانب الكتابات الإغريقية من الفترة الرّومانيّة وبعض المدرّجات والمدافن وبقايا المعبد يقلّل من أهمّية آبيلا من كونها مدينة، وما يدعم ذلك الاعتقاد هو انعدام السكن بالقرب من الموقع الذي بني في الأصل على قمّة جبل فلهذا يميل بعض الباحثين إلى تسميّة المكان بالسوق تيمناً بالتسميّة التي أطلقها العرب الفاتحون عام 31هـ/ 634م (آبل السوق)، علماً أنّ ما أجرته دائرة آثار ريف دمشق من مسح أثري لمنطقة سوق وادي بردى والمناطق المجاورة لها تُظهر أنّ المنطقتين اللتين كانتا عامرتين بالسكان والمعابد في الفترة الرّومانية هما برهليا وكفر العواميد، في حين - بحسب اعتقادهم - لمْ تكن آبيلا سوى سوق اقتصادية لتلاقي الفعاليّات التجارية ربّما أثنا الاحتفال بأعياد الإله أو في مواسم مؤقتة من العام.

 

خالد كيوان

 

 

مراجع للاستزادة:   

- Louis JALABERT, Inscriptions grecques et latines de la Syrie. Mélanges de l’Université Saint- Joseph, (Beyrouth, 1906).

- René MOUTERDE, Reliefs et inscriptions de la Syrie et du Liban. Mélanges de lUniversité Saint -Joseph, (Beyrouth, 1957).

- Maurice SARTRE, D’Alexandre à Zénobie: Histoire du Levant antique, IVe siècle av. J.-C.-IIIe siècle ap. J.-.C. (Paris, 2001).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : مواقع وأحياء
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 155
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 573
الكل : 30995790
اليوم : 51591