خماش (نجدة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

خماش (نجدة-)

خماش (نجده)

-

خماش

خماش (نجدة -)

(١٩٣١-٢٠١٤م)

ولدت نجدة خماش في مدينة دمشق، في حي الصالحية العريق؛ لأب فلسطيني وأم ألمانية، وعاشت جزءاً من حياتها في فلسطين. درست في مدارس دمشق وثانوياتها، وأكملت دراستها الجامعية في جامعة دمشق حتى تخرجت في كلية الآداب- قسم التاريخ.

بعد حصولها على الإجازة تقدمت للعمل مدرّسة في وزارة التربية حيث عُيِّنت في إحدى ثانويات مدينة السويداء، ولكنها لم تلتحق، فنُقلت إلى مدينة دمشق مدرّسة متدربة، ثم رُفِّعت إلى مدرّسة أصيلة سنة ١٩٥٩م.

درّست في العديد من ثانويات دمشق، منها ثانوية بنات دمشق (ثانوية الحلبوني) وثانوية ساطع الحصري حتى سنة ١٩٧٩م، ثم نُدبت إلى وزارة التعليم العالي للتدريس في جامعة دمشق بوصفها مدرّسة متفرّغة، وبعد ذلك نُقِلت إلى ملاك وزارة التعليم العالي سنة ١٩٨٠م.

تزوجت رياض المالكي السياسي السوري المعروف الذي ينتمي إلى إحدى أسر دمشق العريقة، وهو شقيق العقيد عدنان المالكي الذي اغتيل في الملعب البلدي بدمشق سنة ١٩٥٥م، ورُزقت منه بأربعة أولاد ذكور. تابعت نجدة خماش دراساتها العليا، فنالت شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي، وشهادة الدكتوراه بمرتبة «شرف» من جامعة دمشق بإشراف نبيه العاقل، وكان عنوان أطروحتها: «الشام في صدر الإسلام من الفتح وحتى سقوط الخلافة الأموية – دراسة الأوضاع الاجتماعية والإدارية».

بعد حصولها على شهادة الدكتوراه عملت مدرّسة متفرغة في جامعة دمشق– كلية الآداب– قسم التاريخ، ورُفّعت إلى درجة أستاذة مساعدة سنة ١٩٨٩م.

أُوفدت بمهمة علمية إلى القاهرة، ومن ثمّ بمهمة علمية أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية مدة أربعة أشهر بداية سنة ١٩٩١م.

تعاقدت مع الجامعة من خارج الملاك للتدريس في قسم التاريخ حتى نهاية سنة ١٩٩٦م، وبعد ذلك انتقلت للعمل لدى هيئة الموسوعة العربية، فكانت فيها رئيس شعبة التاريخ في العصور الإسلامية في قسم الحضارة العربية، ثم رئيس قسم الحضارة العربية، ثم خبيرة في شعبة الآثار في العصر الإسلامي في «موسوعة الآثار في سورية».

تميزت بشخصيتها الهادئة المتزنة، وكانت تعامل الناس معاملة حضاريّة وشفافة، وتبني علاقاتها معهم على الاحترام المتبادل، وعلى الرغم من تواضعها كانت تملك شخصية قوية واثقة من نفسها، وتجيد الحوار والنقاش بأسلوب علمي وأكاديمي.

أشرفت على العديد من أطاريح الدكتوراه لطلاب الدراسات العليا في قسم التاريخ، كما شاركت في مناقشة العديد من الرسائل التي أعدت لنيل شهادة الماجستير ضمن لجان الحكم المشكّلة لهذا الغرض، وكان ينظر إليها بثقة كبيرة واحترام لآرائها وملاحظاتها وطريقة حوارها.

أما عن إنتاجها العلمي ومؤلفاتها؛ فإن لديها العديد من الكتب الجامعية والأبحاث المنشورة في مجلة دراسات تاريخية، وبعض الكُتيِّبات والأبحاث في الموسوعة العربية، كما ألّفت كتاب: «خلافة بني أمية في الميزان». ومن إنتاجها العلمي في جامعة دمشق، كتاب «دراسة في العصر الأموي»، وكتاب «الحضارة العربية الإسلامية/ دراسات في الآثار الإسلامية»، وشاركت نبيه العاقل في تأليف كتاب بعنوان: «تاريخ الدولة العربية الإسلامية الأولى- عصر الرسول ﷺ والخلفاء الراشدين».

كان لها حضورها المميز في أعمال لجنة كتابة تاريخ العرب، وإصدارات مجلة دراسات تاريخية سواء في كتابة أبحاث للمجلة أم في القيام بتحكيم الأبحاث المقدّمة للمجلة من قبل باحثين آخرين، وتميز تحكيمها للأبحاث بالمصداقية والخبرة وعمق الاطلاع.

ومن الأبحاث التي نُشرت لها في مجلة «دراسات تاريخية»، وهي مجلة علمية مُحكّمة: تعريب النقد وأثره على العلاقات العربية والبيزنطية (١٩٨٤م)، وأوضاع الفلاحين في الشام والعراق في صدر الإسلام (١٩٨٤م)، والردّة وموقف الخليفة أبي بكر منها (١٩٨٧م)، والإدارة في الأندلس في عهد عبد الرحمن الداخل (١٩٨٧م)، والضريبة الزراعية وأهميتها في صدر الإسلام (١٩٩٢م)، والأوضاع الإدارية في الحجاز في العصر الأموي «دراسة مقارنة» (١٩٩٣م).

أما دراساتها في الموسوعة العربية فقد أعدت العديد من الأبحاث والكتيّبات، إضافة إلى تحكيمها للأبحاث التي كُلِّف بعض الباحثين إعدادها في التاريخ الإسلامي، ومن الكتيبات التي قامت بتأليفها للموسوعة: «مآثر النظام القضائي في الإسلام»، و»نظام الحسبة في الإسلام»، كما شاركت بإعداد كتيّب «القدس زهرة المدائن»، وكتيب «حلب المدينة الخالدة». وقدمت للموسوعتين الشاملة وموسوعة الآثار العديد من الأبحاث.

عبد الكريم علي