logo

logo

logo

logo

logo

بدر الدين الحسني (بيت-)

بدر دين حسني (بيت)

-

 ¢ بدر الدين الحسني

بدر الدين الحسني (بيت -)

 

يقع بيت الشيخ بدر الدين الحسني مُحدِّث الشام الأكبر (1267 - 1354هـ/1850 - 1935م) داخل سور مدينة دمشق القديمة، في منطقة العمارة الجوانية، شرق الجامع الأموي. يعود تاريخ البناء من خلال المفردات المعمارية وطرازها إلى بدايات القرن 14هـ/20م، مع وجود عناصر في البيت تعود إلى بدايات القرن 12هـ/18م وأواخر القرن 11هـ/17م؛ وكلها تعود إلى العصر العثماني.

الموقع

والبيت ذو فسحة سماوية واحدة، ويتكون من طابقين أرضي وأول، ولا يحتوي على قبو أو طيارة (غرفة علويّة)، وله ثلاثة مداخل: الرئيسي وهو الغربي من جادة النقاشات، من أحد الأزقة التي تتفرع من جادة بدر الدين الحسني، (التي تمتد من النوفرة شرق الجامع الأموي، إلى القيمرية). أما الثاني- وهو الشرقي- فمن جادة المتولي؛ ويرتفع هذا المدخل عن مستوى البيت نحو عشر درجات، والمدخل الثالث من الجهة الشرقية نفسها إلى اليسار من المدخل الثاني، ويؤدي مباشرة إلى غرفة في المستوى الوسطي في الجهة الشرقية، وتدل عناصر هذين المدخلين على أنهما محدثان في فترة تلي تاريخ بناء البيت.

مسقط الطابق الأول
مسقط الطابق الأرضي

يؤطر المدخل الغربي من الخارج مداميك متناوبة من الحجرين المزي والبازلتي، والتي تنتهي من الأعلى بساكف أفقي من الحجر المزي، يعلوه «مندلون» معقود بقوس نصف دائريّة، يتضمن عناصر تزيينية من الحديد التقليدي المشغول، ويفضي المدخل إلى موزع اكتست أرضيته بتشكيلات هندسية تزيينية من الرخام، كما يتضمن طالع ماء مع حوض جداري من الرخام المشقف، وللموزع درج يصعد به إلى الطابق الأول، وباب يؤدي إلى غرفة صغيرة في الجهة الشمالية الغربية، وباب يؤدي إلى القاعة الرئيسية في البيت، كما يؤدي هذا الموزع إلى الفسحة السماوية من زاويتها الشمالية الغربية، أما المدخل الشرقي فيؤدي مباشرة بعد النزول بالدرج الحجري المكشوف إلى الفسحة السماوية، المرصوفة بتشكيلات هندسية من الحجرين المزي والبازلتي، وتتوسطها بركة ماء دائرية الشكل من الحجر المزي، ويحيط بها تكوين من بلاطات الحجر المزي يتضمن مربعاً بداخله دائرة، تملأ زواياه الناجمة عن الفرق بين الدائرة والمربع تكويناتٌ زخرفية هندسية من الرخام المشقف، وجدران الفسحة الداخلية من مداميك الحجر الأبلق، وتطل عليها غرف الطابق الأرضي بنوافذ وأبواب معقودة. أما الطابق الأول فنوافذه مستطيلة من دون عقود.

إيوان البيت وعناصره المعمارية التزيينية

يقع الإيوان في الجهة الجنوبية من الفسحة، ويتضمن جداره الجنوبي عناصر تزيينية نحتية من الحجر، وتكسو أرضيته بلاطات مربعة من الرخام الأبيض المائل للزرقة، مع أميال سوداء، ولا تظهر العناصر الإنشائية لسقفه؛ فهو مغطى بسقف مستعار من الخشب. وينفتح الإيوان على غرفتين جانبيتين شرقية وغربية من خلال بابين، يعلو كلاً منهما «مندلون» مركب من مجموعة العناصر التزيينية الحجرية المنحوتة التي تتخللها ثلاث فتحات طولية. تحتوي الغرفة الشرقية على عتبة وطزر يرتفع عنها بدرجتين، وكلتا الغرفتين ذات سقف مستوٍ تقليدي تظهر أعمدته الخشبية، ولا تحوي الغرفتان أي عناصر تزيينية، باستثناء اليوك والكتبيات (خزائن جدارية) على جانبيه، وقد أخذت تلك العناصر في كلتا الغرفتين نموذجاً أقرب للنماذج المتأثرة بالطراز الأوربي.

تقع القاعة الرئيسية في القسم الشمالي، ويجري الدخول إليها من الفسحة السماوية، أو من موزع المدخل الرئيسي، أرضيتها من بلاط الخزف (البورسلين)، وسقفها من الطوان-الخشب المزخرف- يؤطره إفريز من الجص؛ على النمط المتأثر بالطراز الأوربي. ولها باب ثالث في الجهة الشرقية يؤدي إلى غرفة للطعام، تؤدي إلى المطبخ المرمم حديثاً، ويلحظ في الزاوية الشمالية الشرقية لأسفل جدرانه مداميك ضخمة من الحجارة القديمة التي تعود إلى المنشآت التي كانت قائمة في الفترة الكلاسيكية من ملحقات باب جيرون.

الإيوان والبركة  في الصحن

يتضمن البيت ثلاثة أدراج: أولها الواقع في موزع المدخل الرئيسي، يؤدي إلى القسم الشمالي والغربي من الطابق الأول. أما القسم الشرقي فيصعد إليه من الدرجين الواقعين في الجهة الغربية، وتلتف غرف الطابق الأول التي يبلغ عددها عشر غرف على محيط البيت باستثناء الضلع الغربيّة التي تحتوي فقط على ممر يربط بين القسمين الشمالي والجنوبي. رُصِفت الأرضيات بالبلاط الدمشقي التقليدي، والأسقف تقليدية من الخشب. ويُعدّ القسم الشمالي من الطابق الأول أكبر الأقسام، ويتميز من باقي الأقسام بسقفه الجملوني، وبالعرض الكبير للممر الموزع للغرف فيه الذي يبلغ نحو مترين.

   
    مدخل بيت بدر الدين الحسني
من جادة النقاشات
   
    بهو المدخل الرئيسي
وعناصره المعمارية التزيينية

تعود ملكية البيت اليوم إلى آل الصباح (العائلة الحاكمة في الكويت)، حالته الفيزيائية جيدة، وقد جرى ترميمه في سنتي 1419 - 1420هـ/1998 - 1999م، وكامل عناصره مبنية بالمواد التقليدية، إلا أنه وبالنظر إلى مساحته، وتكامل مفرداته، يُعدّ من البيوت الفقيرة بالعناصر الزخرفية والفنية، بيد أن أهميته المعمارية وكذلك المعنوية والاعتبارية تجعل منه أحد أهم بيوت دمشق القديمة داخل السور.

أحمد دالي

مراجع للاستزادة:

- محمد شريف عدنان الصواف، موسوعة الأسر الدمشقية، تاريخها، أنسابها، أعلامها (بيت الحكمة، دمشق ٢٠١٠م).

- Keenan Brigid, Damascus, Hidden Treasures of the Old City (New York, USA, 2000).

- Stefan Weber, Damascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation (1808-1918), vol. II (Danish Institute of Damascus, 2009).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 524
الكل : 31814090
اليوم : 13633