logo

logo

logo

logo

logo

الآشولية (الثقافة-)

اشوليه (ثقافه)

-

الآشولية (الثقافة-)

 

   

تعود تسمية الآشولية Acheuléen إلى موقع سانت آشول Saint-Acheul في فرنسا الذي ذكر للمرة الأولى في عام 1872م من قبل ج. مورتيلييه G. Mortillet، وتترافق تسمية الآشولية مع وجود الفأس الحجري biface في مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى paléolithique inférieur   و(1.4 مليون إلى 150 ألف سنة قبل الحاضر). ويمكن تعريف الفأس الحجري في قاموس ما قبل التاريخ بأنه أداة حجرية لوزية الشكل façonnage على الوجهين بشكل كلي أو جزئي.

ظهرت الصناعة الحجرية المميزة للثقافة الآشولية في إفريقيا والمشرق العربي وأوربا، وتختلف نسبة الفؤوس فيها من منطقة إلى أخرى من 20 إلى 100%؛ ففي منطقة المشرق قد تصل إلى 90%، أما في إفريقيا فتتضا ل إلى 20%. تنسب الصناعات الآشولية إلى إنسان الهومواركتوس Homo- erectus الذي وجد على سبيل المثال في موقع الندوية، وتقسّم هذه الصناعة الحجرية الآشولية إلى ثلاث فترات كبرى:

أولاً- الفترة الممتدة بين 1.800000 إلى 800 ألف سنة قبل الميلاد:

تميزت هذه الفترة بنوعين من الصناعات: النوع الأول يمتد بين 1.800.000 و800 ألف سنة ق.م، ويتميز ببدائيته وتشابهه مع الصناعات الإفريقية المعاصرة. انتشر هذا النوع على الشريط الساحلي وفي سهل العاصي، وقد اكتشفت مؤخراً صناعة غير فأسية في موقع الهمّل في حوض الكوم؛ إذ اقترح الباحثون تاريخ مليون عام لهذه الصناعة غير الفأسية. يقوَّم هذا التأريخ وفقاً لنمط الأدوات وطريقة تصنيعها؛ إذ تعتمد على استخراج الشظايا؛ وتحتوي على قواطع choppers ونوى وشظايا ونوى ذات وجوه متعددة polyèdres ونوى كروية الشكل  .spheroids

النوع الثاني: هو الصناعة الفأسية الآشولية الممتدة زمنياً من 1.400.000 حتى 800 ألف سنة ق.م، أو ما يعرف بالآشولي الأدنى، وتتميز بوجود كمية كبيرة من القواطع والأدوات المصنعة على شظايا والنوى ذات الوجوه المتعددة والنوى كروية الشكل؛ إلى جانب أشباه الفؤوس proto-biface والفؤوس ثلاثية الوجوه trièdre أو رباعية الوجوه .tétraèdre إذاً تتميز بداية الصناعة الفأسية أو الآشولية في المشرق بترافقها مع أدوات أقدم منها، ولا يوجد الكثير من المواقع الآشولية العائدة إلى هذه الفترة، وتنتشر بوضوح في حوض نهر الكبير الشمالي (ست مرخو- العائد إلى 900 ألف - 800 ألف سنة قبل الميلاد - وشيخ محمّد وجبل إدريس) ومواقع حوض العاصي. أما الموقع الآشولي الأقدم فهو موقع العبيدية في فلسطين العائد إلى 1.300.000 حتى 1.200.000 سنة قبل الميلاد.

يتميز موقع بذة رحمة في فلسطين- المؤرخ بنحو مليون سنة قبل الميلاد - بوجود صناعة مغايرة، تهدف إلى تصنيع أدوات على شظايا ذات حجم صغير استخرجت من خلال طَرْق النوى الحجرية. هيمنت هذه الطريقة في منطقة أوربا الشرقية خلال العصر الحجري القديم، ولها مواقع شبيهة في الصين (منطقة نيهوان المؤرخة بنحو مليون عام). والجدير ذكره أن جميع أدوات هذه الفترة صنعت بوساطة المطارق الحجرية.

فأس يدوية لوزية الشكل من موقع الندوية
(الرسم نقلا عن لوتونسورير وآخرين 1983م)
إلى اليمين: فأس ثلاثية الوجوه من موقع اللطامنة (الرسم لكلارك 1966م)
إلى اليسار: فأس ثلاثية الوجوه من موقع الميرا (الرسم لبويدا: بويدا وآخرون 2004م)
فؤوس ثلاثية الوجوه من موقع الميرا
(إيريك بويدا وآخرون 2004م)

 

 ثانياً- الفترة الممتدة من 800 ألف إلى 400 ألف سنة قبل الميلاد:

تتعدد المواقع الآشولية العائدة إلى هذه الفترة التي تعرف بـ "الآشولي الوسيط"، وتتوزع على الساحل والمناطق الداخلية. تنسب هذه المواقع بصفة رئيسة إلى سحنتين أكثر تطوراً من الفترة السابقة:

1- السحنة ذات الفؤوس البيضوية واللوزية:  تغيب فيها الفؤوس الثلاثية الوجوه المتطاولة، على الرغم من وجود عدد كبير من الفؤوس، كما تضم نوى وشظايا. ويقل عدد القواطع والأدوات مقارنة بالفترة السابقة. تنتشر هذه الصناعة الحجرية في مواقع برزين وخلاّلّة وجبل جبيتا في حوض نهر الكبير الشمالي، كما تنتشر في موقعي رأس بيروت ووادي عبيت في لبنان.

2- السحنة ذات الفؤوس الثلاثية الوجوه: تحتوي على فؤوس متطاولة الشكل ونوى قواطع. تنتشر في المناطق الداخلية في حوض نهر الليطاني وفي عدة مواقع في حوض نهر العاصي؛ وفي البادية. والمواقع التي تعود إلى هذه الفترة هي: الميرا في منطقة الكوم (700 ألف سنة) واللطامنة من 700 ألف إلى 550 ألف سنة قبل الميلاد.

تتميّز مواقع نهر الفرات (شنينية ومعدن) بغياب الفؤوس والنوى المتعددة الوجوه sphéroïds في حين لا تحتوي مواقع العاصي ومصطبة الرستن على الفؤوس اليدوية، وهي عبارة عن صناعة شظايا وقواطع.

أما موقع جسر بنات يعقوب في فلسطين فهو الموقع الوحيد ذو النمط المشابه لإفريقيا، تم تأريخه بنحو 780 ألف سنة ق.م. يقدّم صناعات لأداة البلطة hachereau التي تشابه مثيلاتها الإفريقية. أداة البلطة هي أداة مصنعة على شظية ذات حجم كبير حيث يتم تشذيب الأطراف؛ أو أحياناً تشكيلها بطريقه الفأس مع الحفاظ على طرف غير مشذب. والجدير ذكره أن جميع أدوات هذه الفترة صنعت بوساطة المطارق الحجرية.

ثالثاً- الفترة الممتدة من 400 ألف إلى 150 ألف سنة قبل الميلاد:

يرتفع عدد الفؤوس في هذه الفترة المعروفة باسم "الآشولي الأعلى" لتبقى الأداة المهيمنة، ويتناقص عدد النوى القواطع ضمن الصناعات، كما يبدأ استخدام المطارق العظمية والخشبية لتصنيع الفؤوس التي كانت تصنّع سابقاً بوساطة المطرقة الحجرية.

تنتشر سحنة الفؤوس البيضوية واللوزية في مواقع عديدة في منطقة المشرق العربي القديم، ويلاحظ وجود الفؤوس المنتظمة الشكل والمشذبة بعناية. يستمر تأثير سحنة الفؤوس الثلاثية الأوجه العائدة إلى الفترة السابقة في مواقع الفرات مثل: حمّام كبير وسبخة وعين طابوس وأبو جمعة، وعلى العاصي (العشارنة). ويمكن اقتراح وجود تقاليد مختلفة - كما في موقع جندارية - لتكون دليلاً على وجود مجموعات متباينة عاشت في المنطقة نفسها، فقد احتوى هذا الموقع على صناعة خالية من الفؤوس اليدوية.

مع نهاية الآشولي الأعلى بدأت التقنية اللفلوازية بالظهور إلى جانب ظهور الصناعات اليبرودية والآشولية - اليبرودي والعمودية خلال الفترة الانتقالية بين العصر الحجري القديم الأدنى والعصر الحجري القديم الأوسط.

وبهذا يمكن تتبع ملامح الثقافة الآشولية من خلال الصناعة الحجرية ومميزاتها في مواقع المشرق العربي القديم، والتي امتدت حتى 150 ألف سنة ق.م.

 

هزار الأحمر

 

 

مراجع للاستزادة:

-E. BOËDA, M. A. COURTY, N. FEDEROFF, C. GRIGGO, I. G. HEDLEY, & S. MUHESEN, Le site acheuléen d’El Meirah, Syrie. in: Aurenche O., Le Mière M., Sanlaville P. (eds), From the River to the Sea. the Paleolithic and the Neolithic on the Euphrates and the Northern Levant. Studies in honour of Lorraine Copeland. BAR Int. Series, 1263, (2004), pp. 165-201.

 - L. GOURHAN, Dictionnaire de la préhistoire, (Paris, 1988).

 - S. MUHEISEN, Bilan sur la préhistoire en Syrie. In: Syria. Tome 69, fascicule 3-4, (1992), pp. 247-303.

 

 

التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1063
الكل : 40601295
اليوم : 131110