logo

logo

logo

logo

logo

جبعدين

جبعدين

-

 جُبْعَدِين

جُبْعَدِين

 

 

تقع قرية جبعدين في سلسلة جبال القلمون، إلى الشمال الشرقي من دمشق، وتبعد عنها نحو ٥٥كم، كما تبعد نحو ٣كم عن معلولا باتجاه الجنوب الغربي، وترتفع عن سطح البحر نحو ١٥٣٠م. وهي تقع بين جبلين: شمالي ويدعى النعمان، وجنوبي ويدعى الفج، ومنه يُدخَل إلى البلدة، ويتمثل بوادٍ صخري طوله ١٥٠م، وعرضه ١٥م، وارتفاعه من الجانبين قد يصل إلى ١٠٠م.

 
مخططات مدافن جبعدين
أدوات صوانية جبعدين

والبلدة مسكونة منذ عصور قديمة، وهذا ما أثبتته التحريات الأثرية التي أجرتها بعثة ألمانية من جامعة توبنغن برئاسة نيكولاس كونارد Nicholas Conard، وقد بدأت عملها في المنطقة عام ١٩٩٩م، وتبين لها وجود عشرات الكهوف والملاجئ الصخرية التي سكنها الإنسان خلال العصور الحجرية. واختارت البعثة أحد هذه الكهوف، وأطلقت عليه اسم «باز جبعدين» [ر]؛ لتجري أعمال تنقيب فيه استمرت حتى عام ٢٠٠٥م، أظهرت خلالها أدوات ومواد أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى، ثم العصر الحجري الوسيط، فالحديث. وكان من أهم اكتشافاتها العثور داخل الكهف على بقايا بيت صغير ينتمي إلى الثقافة النطوفية، بلغت مساحته نحو ٨م٢، وقد بُني من الحجارة، ويُلفى في جزئه الشمالي موقد وجرن حجري. كما عثر في طبقة أثرية أخرى على جرن حجري وبقربه مدق لهرس الحبوب، هذا علاوة على قطع من الحُلي هي بقايا عقد للزينة مصنوعة من الصدف.

تنقيبات كهف باز جبعدين
حلي من الصدف

لا تُلفى في جبعدين بقايا أثرية مادية تعود إلى العصور التاريخية التي سبقت العصر الروماني، بيد أنَّ هناك شيئاً بالغ الأهمية ما زال موجوداً؛ وهو اللغة الآرامية التي يتكلمها سكان البلدة، وتدل على عراقتهم وأصلهم الذي ينتمي إلى الثقافة الآرامية التي انتشرت في سورية خلال الألف الأول قبل الميلاد.

موقد وجرن ضمن الكهف
الفج الصخري المؤدي إلى قرية جبعدين
أدوات حجرية في الكهف
كهف صخري

ومن العصرين الروماني والبيزنطي هناك الكثير من الشواهد في البلدة التي تدل على أهميتها الاقتصادية والعمرانية، وعلى الازدهار الذي وصلت إليه، والكثافة السكانية فيها. ومن هذه الشواهد الأبنية الجنائزية والمعاصر وصهاريج المياه والقنوات والمنشآت المنحوتة في الصخر، وبقايا العناصر المعمارية المنتشرة داخل البلدة وخارجها، كما يتوضع الكثير من الآثار تحت بيوت البلدة القديمة.

أدوات صوانية هلالية من العصر النطوفي
كهوف وملاجئ صخرية
كهوف وملاجئ صخرية
كهوف وملاجئ صخرية

وتتميز الأبنية الجنائزية بدقة نحتها وتنوع أشكالها، فقد كان بعضها مخصصاً للدفن الفردي، وبعضها للجماعي، وبعضها مزود بأدراج. وينتشر القسم الأكبر من هذه المدافن في الهضبة الواقعة جنوب البلدة؛ إذ يُلفى هناك ما لا يقل عن مئة قبر فردي منحوت في الصخر بكل الاتجاهات. وخلف تلك القبور على السفوح نحو ١٥ مدفناً جماعيّاً (نواويس) تتشابه في مخططها الذي يتكون من مدخل مستطيل الشكل، يؤدي إلى بهو رباعي الأضلاع أو خماسيّها، تحيط به أربع معازب للدفن معقودة بقوس، وتتوزع على الواجهات الثلاث؛ إحداها في اليمين، وأخرى في اليسار، واثنتان في الواجهة الداخلية المقابلة لمدخل المدفن. وتتضمن كل معزبة قبرين، طول كل قبر نحو مترين، وعرضه ٦٥سم، ويصل العمق أحياناً إلى ١٤٠سم. وتتميز بعض هذه المدافن بوجود فتحات دائرية في سقفها، يبلغ قطرها نحو ٧٠سم، وهي تؤدي إلى سطح الهضبة.

محمود حمود

 

مراجع للاستزادة:

- وثائق دائرة آثار ريف دمشق.

- تقارير بعثات تنقيب بعثة جامعة توبنغن الألمانية في باز جبعدين (١٩٩٩-٢٠٠٦م).


التصنيف :
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1089
الكل : 45624212
اليوم : 24895