logo

logo

logo

logo

logo

الأسدية الجوانية (المدرسة-)

اسديه جوانيه (مدرسه)

Al-Asadiyya 'l Juwwâniyya (Madrasa-) - Al-Asadiyya 'l Jouwwâniyya (Madrasa-)



الأَسَدية الجُوّانيّة (المدرسة -)

 

 

تقع المدرسة الأسدية الجوانية داخل باب قنسرين في حلب، في محلة كانت تعرف بالرحبة قديماً، منطقة عقارية /8/ محضر (732).

الموقع العام للمدرسة الأسدية الجوانية، العقار رقم 0732

أنشأها أسد الدين شيركوه بن شادي (ت 564 هـ/1168م)، عم صلاح الدين الأيوبي، وقد رُممت المدرسة خلال العهد العثماني، وربما يعود الإيوان الحالي إلى تلك الفترة، وهناك لوحة في وسط الواجهة الشمالية تُؤرّخ هذا الترميم لسنة 1316هـ/1898م. وكانت آنذاك- كما جا في المراجع- "مشتملة على إيوان كبير وخلاوي للفقها وبركة ما "، وقد عُمِّر في وسط صحن المدرسة حوض كبير سنة 1310هـ/1892م، كما عثر نحو سنة 1323هـ/1905م على صهريج ما كان مردوماً فأُصلِح وملئ من قناة ما قريبة.

وفي عام 1998م أجرى مشروع إحيا حلب القديمة لهذه المدرسة عمليات ترميم واسعة ضمن مشروع رائد للترميم تناول حي باب قنسرين بأكمله.

يتكون المسقط الأفقي للمدرسة الآن من مدخل يؤدي إلى ممر مكشوف، أضيفت إلى الشمال منه دورات مياه، ويليه باحة يحيط بها غرباً القبلية (رواق القبلة)، وجنوباً ثلاث غرف للمجاورين (خلوات)، وإيوان، وشرقاً قاعتان والمدخل، وشمالاً ثلاث غرف للمجاورين والحاصل. والمدخل الرئيسي عبارة عن باب صغير منخفض يتجه شرقاً، يليه ممر مكشوف يضم بضع درجات يفصل بينها استراحات تهبط إلى الباحة، وهناك إلى شمالي الممر نوافذ للجوار.

وتضم الباحة حوضاً كبيراً زُرِع فيه أشجار مثمرة وخلفه بئر، تليه بركة كبيرة في وسطها نافورة، كان قد اقتطع من جهاتها الثلاث: الغربية والجنوبية والشمالية أحواض للزراعة. أما اليوم - وبعد الترميم الأخير- فقد اقتصر الاقتطاع على الطرف الغربي من البركة. وقد بُنِي سياج البركة بالحجارة الكبيرة (بلغ طول أحدها 110سم وعرضها 15سم وارتفاعها 60سم)، وكانت سابقاً تتصل مع بعضها بكلاليب من الرصاص والحديد.

المسقط الأفقي للمدرسة الأسدية الجوانية

وخلف البركة درجتان معترضتان كبيرتان يبلغ ارتفاع الواحدة منهما 28سم تؤديان إلى مصطبة تقع أمام القبلية، وهي غالباً ليست من أصل البنا .

 
المحراب   داخل القبلية

وتمتد القبلية طولياً، وتتكون من ثلاثة أجزا غير متساوية تفصل بينها أقواس ضخمة مدببة أكبرها القسم الأوسط؛ وهو مربع الشكل ويضم المحراب، وقد سُقِف بقبة مدببة قرميدية، ترتكز فوق رقبة اثني عشرية قليلة الارتفاع، ويتم الانتقال من الشكل المربع إلى الشكل الاثنى عشري بمثلثين هرميين مقلوبين في كل زاوية، وقد سقف كل من الطرفين بقبو برميلي متطاول مدبب مكون من حجارة صغيرة بينها مونة.

 
الواجهة الداخلية الشمالية   الإيوان

والمحراب بسيط له ظفران مروحيان، ويحيط به زخارف هندسية متعرجة zigzag. ولا يوجد في هذه المدرسة منبر أو مئذنة، على عادة ما كان دارجاً في أغلب المدارس الأيوبية والزنكية، وما وجد فيها من المنابر والمآذن فهو يعود إلى فترات لاحقة غالباً.

وإيوان المدرسة صغير، يتراجع قليلاً عن الغرف التي تجاوره، ويسقفه قبو متطاول وقبو متقاطع في جز منه، والقاعة هي غرفة كبيرة يسقفها قبو متقاطع، وغرف المجاورين (الخلوات) عددها ست غرف، يسقف كل منها قبو متقاطع، وتضم كل منها عتبة أمام الباب وخزانة جدارية أو أكثر.

 
الواجهة الداخلية الغربية (واجهة قبلية)   المدخل الرئيسي

ويلحق بالمدرسة مدفن يقع في غربي القبلية، ويفصلها عنه قوس مجزو ة (موتورة)، وهو يتألف من جزأين؛ أحدهما يقع شمالاً والآخر جنوباً، وقد سُقف كل منهما بقبو متطاول في حين سُقف القسم الأوسط بسقف مستو خشبي يمتد فوق جذوع الشجر.

الواجهة الداخلية الجنوبية

وللمدرسة أربع واجهات داخلية، أهمها الواجهة الداخلية الشرقية؛ وهي واجهة القبلية، والتي تضم بد اً من الشمال: الباب، وهو كبير ومرتفع يعلوه قوس مجزو ، تليه مصطبة تنفتح عليها ثلاث نوافـذ ترتفع 20سم تقريباً عن سطح المصطبة، يحد كلاً منها قوس مجزو ة، وفوق كل نافذة طاقة، يحد كلاً منها قوس مدببة ذات المراكز الأربعة العثمانية، ويحيط بالكل قوس كبيرة مدببة من الحجارة الكبيرة، وقد بني الجدار خارج القوس بحجارة كبيرة في حين بني الجدار داخل القوس بحجارة صغيرة، مما يدعو للاعتقاد أن القوس والجدار حوله يعودان إلى العصر الزنكي، وقد سد فراغه في وقت لاحق في العهد العثماني، وتأخذ واجهة القبلية شكل إيوان ينفتح على الباحة بقوس كبيرة شأن أغلب الأواوين في مدينة حلب، وفي الأعلى تبدو القبة المدببة. أما الواجهة الجنوبية: فتتألف بد اً من الشرق من نافذة للجوار، يليها إلى الأمام جدار الحاصل المصمت ويضم صنبور ما أسفله، ويليه ثلاث غرف للمجاورين تضم واجهة كل منها باباً ونافذة يحد كلاً منها قوس مجزو ة، وهناك طاقة صغيرة بينهما في الأعلى، وقد بنيت الجدران من الحجارة الكبيرة في القسم السفلي، ولكنها تصغر كلما كان الاتجاه إلى الأعلى.

وتتكون الواجهة الشمالية - بد اً من الغرب - من جدار أصم، يليه ثلاث غرف للمجاورين تضم واجهة كل منها نافـذة وباباً، يحد كلاً منها قوس مجزو ة، وهناك طاقة دائرية بينهما في الأعلى، ويوجد نص في أعلى هذه الواجهة كتب فيه: "جددت هذه المدرسة سنة (1316هـ/1898م)". ويلي ذلك إيوان صغير قليل الارتفاع، لا يتعدى ارتفاعه غرفة المجاورين، ويفصله عن الباحة درجة واحدة، وتضم هذه الواجهة ميزابين بسيطين، ويتوجها إفريز بسيط. وتضم الواجهة الغربية غرفتين؛ الأولى - ابتدا من الجنوب - لها نافذة تطل على الإيوان، يليها باب يطل على الباحة، وفي الأعلى حنية صغيرة (مشكاة). وتطل الغرفة الثانية على الباحة بنافذة وباب، ويحد النوافذ والأبواب قوس مجزو ة، ويلي الغرفتين دهليز المدخل الرئيسي للمدرسة.

وتعد الواجهة التي تحوي المدخل الرئيسي للمدرسة أهم واجهاتها الخارجية، وهي واجهة شرقية تضم المدخل؛ وهو على شكل باب متواضع قليل الارتفاع، أمامه درجة، ويعلوه قوس مجزو ة، كتب على مفتاحه بالخط العثماني "المدرسة الأسدية الجوانية".

 

لميا الجاسر

 

 

مراجع للاستزادة:

 - لميا جاسر، مدارس حلب الأثرية تاريخها وعمارتها (حلب 2000).

 - ابن شداد، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمرا الشام والجزيرة (المعهد الفرنسي، 1953).

 - ابن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب (بيروت 1909).

 - سبط ابن العجمي الحلبي، كنوز الذهب في تاريخ حلب (حلب 1997).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 393
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 525
الكل : 31672874
اليوم : 27456