logo

logo

logo

logo

logo

الأتابكية (المدرسة-)

اتابكيه (مدرسه)

Atâbikiyya (Madrasa-) - Atâbikiyya (Madrasa-)



الأتابكية (المدرسة (-

 

 

تقع المدرسة الأتابكية أو المدرسة التابتية الشافعية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في جادة حي المدارس بالصالحية. يحدها من جهة الغرب المدرسة المرشدية ودار الحديث الأشرفية المقدسية، ومن الشرق حمام العرائس والتربة الخاتونية، يفصل بينهما الطريق.

بنت هذه المدرسة الأميرة تركان خاتون بنت السلطان الملك عز الدين مسعود بن مودود بن أتابك زنكي بن آق سنقر أمير الموصل زوجة السلطان الملك الأشرف الأيوبي وقد توفيت سنة 046هـ/3421م ودفنت بمدرستها هذه.

مسقط أفقي للمدرسة الأتابكية

ويذكر أن أول من درَّس بها تاج الدين أبو بكر بن طالب المعروف بالإسكندري وبالشحرور، ولم يزل بها إلى أن توفي.

المدرسة الأتابكية الواجهة الشمالية الرئيسية للمدرسة الأتابكية

ذكر الشيخ بدران في سنة 1328هـ/1910م أنه كان فيها خمس غرف أرضية يدرس فيها ستة طلاب فقط، وكان مدرسها الشيخ أمين الكردي، وقد طرأ عليها تعديلات كثيرة؛ أهمها إزالة الجدار الفاصل بين الحرم والقبة؛ وإزالة القبر وجعل الحرم مع القبة واحداً للصلاة. سقطت القبة واستبدل بها سقف من الخشب والطين. كما ذكر الشيخ بدران أن الجدار الغربي مبني بحجارة ضخمة، وبالجانب القبلي مسجد لطيف يظهر لمن رآه أنه مستحدث، وبجانبه إلى الشرق تربة مبنية بالحجارة الكبيرة؛ ولها شباكان في الحائط القبلي يطلان على بستان؛ وشباكان أيضاً يطلان على دمشق، وقد تهدم أعلاها. وبها قبران، وبساحتها بئر يجتمع الما فيه من نهر يزيد وعليه مضخة تجذب الما إلى الأعلى، ومن هذا يظهر أن المدرسة قد استولى الخراب على أكثرها، وبقي جانب منها فهيأ الله له بعض أهل الخير فجعله مسجداً تقام فيه الصلوات إلى اليوم.

صورة قديمة للمدرسة الأتابكية

والمدرسة هي فسحة سماوية يتصدرها من الجهة الجنوبية مصلى مستطيل يجاوره من الشرق فراغ مربع بأبعاد (6.5×6.5م) كان سابقاً قبة، ويظهر ذلك من خلال الدعامات المتوضعة في زوايا الفراغ ترتكز عليها أقواس تحمل رقبة القبة الثُمانية؛ والانتقال من المربع إلى هذه الرقبة يتم بحنية ركنية في كل زاوية لتنتقل الرقبة المثمنة إلى رقبة أخرى ذات 16 ضلعاً ترتكز عليها القبة، وقد أعيد بنا هذه القبة في عام 2006. أما جدار القبة الجنوبي الداخلي فتتوضع عليه نافذتان تطلان على الحديقة - وهي المذكورة في وصف بدران - تقابلهما نافذتان تطلان على الصحن. وتطل المدرسة اليوم على الطريق - من جهة الشمال - بواجهة صغيرة - تتألف من مدخل - بعد أن بنيت على جدار الصحن الشمالي من جهة الطريق مخازن أدت إلى إغلاق النوافذ الثلاث التي كانت عليه. ويتعالى في الزاوية الشمالية الغربية للمبنى مئذنة مربعة.

يتم الوصول إلى الجامع عبر مدخل غائر يُنزل إليه بسبع درجات؛ وهو الأجمل في البنا ، وقد بني من الحجر الأبلق، ويتكون من جدار حجري يحتوي على باب يعلوه عقد مدبب مؤلف من قطع حجرية معشقة (مزررة)، وقد نحت على حجر القفل حلقة تزيينية مستديرة كتب عليها عبارة: "مسجد الأتابكية". يعلوه مقرنص ذو حنايا تتشكل من خمسة صفوف ينفرد الصف الثالث فيها بحنايا محززة، ينتهي بنصف قبة محززة، وهذه لمسة فنية رائعة كسرت رتابة إيقاع السطوح الملسا كما هي العمائر الأيوبية الأخرى، وعلى جدار الباب الأيمن توجد لوحة رخامية تحتوي على نص تأسيسي بخط ثلث يتضمن كتابة نصها:

"المدرسة الأتابكية أنشأتها تركان خاتون زوجة السلطان الملك الأشرف الأيوبي سنة 640هـ/1243م"

الصحن ذو شكل شبه منحرف، أرضه من بلاط الموزاييك الحديث، وجز كبير منه مسقوف بألواح معدنية؛ وقسم منه مسقوف بالعروق الخشبية التقليدية، ويظهر ذلك تغيراً في وظيفته من مساحة مكشوفة إلى فراغات مغطاة تستخدم للصلاة. يطل على هذا الصحن المصلى وفراغات مخصصة للوضو . وجدار المصلى الشمالي المطل على هذه الساحة مكون من (12) مدماكاً من الحجر المنحوت الأصفر ماعدا المدماكين التاسع والحادي عشر بلون أسود ينتهي بمدماك منحوت بارز. أما المصلى فهو بسيط تبلغ أبعاده (5.5×6م)، ويتوضع على جداره الجنوبي محراب بسيط وكتبية ذات ساكف قوسي مدبب. وفي الزاوية الشمالية الغربية للصحن درج حجري يوصل إلى شرفة خشبية ترتكز على الجدار الغربي حيث يوجد باب درج المئذنة؛ وهي ذات جذع مربع بأبعاد (3.9× 3.9م) مبني من الآجر استخدمت الطينة العربية والكلسة في إكسائها؛ وهي بارتفاع إجمالي 27م تقريباً. تتوضع على جذع المئذنة عدة فتحات صغيرة؛ وقبيل نهاية الجذع توجد فتحة واسعة مستطيلة تعلوها فتحتان مستطيلتان صغيرتان بقوسين، يعلوها بروز خشبي يشكل بداية الشرفة الخشبية المربعة (المطف)؛ وهي ذات مظلة خشبية. يستمر الجذع المربع مخترقاً المطف بمقطع أصغر ليخترق المظلة بمضلع مثمن من قسمين مصمتين الأول أكبر من الثاني لتنتهي بجوسق وقمة حجرية على شكل خوذة تشبه مثيلتها في المدرسة المرشدية. وقد رممت أكثر من مرة إثر زلزال دمشق الشهير سنة 1173هـ/1759م في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول. وفي عام 2006م تم وضع مشروع تأهيل المدرسة وترميمها حيث شمل إعادة بنا القبة وفق الشكل الأصلي وترميم المئذنة وعمليات إكسا وإضافة وتأهيل أماكن للخدمات.

 

موفق دغمان

 

 

مراجع للاستزادة:

-  أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق 1989).

-  عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (دمشق 1986).

- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (وزارة الثقافة، دمشق 1995).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 156
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1099
الكل : 40574787
اليوم : 104602