logo

logo

logo

logo

logo

أراغون شاه (جامع-)

اراغون شاه (جامع)

Araghûn Shâh (Mosque-) - Aragôn Shâh (Mosquée-)



أراغون شاه (جامع -)

 

 

يقع جامع أراغون شاه في لبنان بمدينة طرابلس جنوب مدرستيّ السقرقيّة والخاتونيّة في شارع زقاق البلاط بمحلّة الحدّادين في الناحية الجنوبية من المدينة القديمة، حيث كانت تقوم عنده بوّابة طرابلس الجنوبية المعروفة بـ"بوابة الرمل" التي تؤدّي إلى مقابر المسلمين المعروفة بـ"مقبرة باب الرمل". وكانت هذه الطريق تعدّ نقطة الانطلاق جنوباً إلى مدينة بيروت، وقد أزيلت البوّابة في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي في أثنا شق الطريق إلى محلّة ساحة الدفتردار، وما زال قسم من آثارها يظهر عند الزاوية الشرقية الجنوبية من جدار الجامع الخارجي.

الواجهة الخارجية لجامع آراغون شاه

الجامع يسمّيه العامّة جامع الغونشا، ويكتبه بعضهم أرغونشاه، وهو تصحيف لاسم أراغون شاه مؤسّس الجامع، الذي جا اسمه في رحلة عبد الغني النابلسي الغناشاه. وكان الجامع قديماً يحمل اسم زاوية أراغون شاه أو مدرسة أراغون شاه، وظل يُعرف بهذا الاسم حتى سنة 880هـ/1475م. وهو تاريخ المرسوم المنقوش فوق بابه الرئيسي، أي في عصر المماليك.

وبانيه هو الأمير سيف الدين أرغون شاه الإبراهيمي المنجكي الظاهري برقوق الخازندار، تولّى نيابة السلطنة في طرابلس في شهر ذي الحجّة سنة 796هـ/1393م عوضاً عن الأمير دمرداش المحمّدي، وظل بها حتى نقل إلى نيابة حلب سنة 800هـ/1397م. وإن كانت المصادر التاريخيّة لم تذكر أن هذا النائب قد أقام أي بنا في طرابلس في أثنا نيابته عليها فلعل ذلك يعود إلى أن الجامع كان في الأساس زاوية صغيرة عُرفت باسمه كما جا في النص التاريخي المنقوش على عتبة الباب الشرقي له، ولا يعرف متى تحوّل إلى جامع. وعندما زار الرحّالة عبد الغني النابلسي طرابلس سنة 1112هـ/1700م سمّاه جامعاً، وهذا يعني أن التغيير قد طرأ عليه خلال القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين. ومن المحتمل أن المئذنة بُنيت في وقت لاحق فوق الزاوية عندما تمّ توسيعها لتتحوّل إلى مسجد، ويُستدل على ذلك من طراز المئذنة المعماري المتأثر بالهندسة العثمانية، وهي أهم ما يميّز الجامع إذ يخلوا من الزخرفة في الداخل والخارج.

والمئذنة أسطوانية الشكل تقوم على قاعدة تنتهي بأعلاها بأربع زوايا مثلثة الرؤوس، مبنية بالكامل بالحجارة الكلسية الناصعة البياض، وفي الساق الأسطوانية لها إفريزان دائريان كالسّوار حول المعصم، وفي أعلاها زخرفة رائعة من التوريقات الهندسية مرصوفة بشكل أشرطة زخرفية متطابقة، وتتسع تدريجياً إلى أعلى، لتنتهي عند قاعدة الشرفة التي يتّسع محيطها الدائري عن محيط الساق السفلى للمئذنة. والشرفة مؤلّفة من عشر أضلاع دائرية ذات درابزين حجري به زخارف هندسية مفرغة لأشكال نجوم ومربعات ودواشر، ويقوم فوق زاوية جدران الشرفة عشرة أوتاد خشبية يرتكز عليها سقف خشبي مغطّى بالقرميد الأحمر يشكّل مظلّة دائريّة لحماية الشرفة. وقد تضررت هذه المئذنة تضرراً كبيراً في أثنا الحرب اللبنانية، وجرى ترميمها عام 2008م بتمويل من أهل الخير.

مسقط أفقي لجامع آراغون شاه

وللجامع بابان شرقي وغربي. الباب الشرقي هو الباب القديم للزاوية، وهو مستطيل الشكل مفرّغ ويخلو من الزخرفة، ويلاحظ في أعلى تجويف هذا الباب تحت القنطرة وجود تجويف مستطيل الشكل يُحتمل أنه كان معدّاً لتثبيت لوحة تؤرّخ لبنا الجامع، وتحته عتبة الباب ذات الحجارة المتعاقبة الملوّنة والمثبّتة بطراز الأبلق المملوكي، ويوجد أسفلها مستطيل حجري من قطعة واحدة يمتد على عرض البوابة ويحمل مرسوماً أصدره السلطان الأشرف قايتباي في سنة 880هـ/1475م. وهو من أربعة أسطر (240× 32 سم) هذا نصه:

  جامع آراغون شاه : مقطع عرضي

(سطر1) الحمد لله لمّا كان بتاريخ خامس عشر جمادى الآخرة سنة ثمانين وثمانماية ورد مرسوم شريف مربّع جيشي من الأبواب الشريفة السلطان الملك الأشرف قايتباي خلّد الله ملكه بأن جهات (سطر2) وقف المرحوم أرغون شاه بالسقي بطرابلس المحروسة لا تؤجّر لا لمتجوّه ولا ذي شوكة واجهار الندا لزرّاع الأراضي بالحماية والرعاية ومنع (سطر3) من يعارضهم حسب ما شرط به الواقف في كتابه وتسليم الأراضي للسيد الحسيب النسيب السيد نور الدين محمود الحسيني الأدهمي الناظر والشيخ بها بالزاوية المذكورة فأشار به المقرّ الأشرف (سطر4) العالي المولوي السيفي أزدمر الأشرفي مولانا ملك الأمرا كافل المملكة الطرابلسية أعزّ الله أنصاره ورسم بنقش ذلك على باب المدرسة حسب ما شرط به الواقف في كتابه وملعون من يغيّر في ذلك ويسعى في تجديده.وتنفتح في الواجهة الشرقية الرئيسية للجامع ست نوافذ تعلوها عتبات من الأبلق ذي الحجارة المتاعقبة السودا البازلتية والبيضا الكلسية، وتعلو هذه الشبابيك ثلاث نوافذ طوليّة صغيرة تساهم في التهوية والإنارة.

  جامع آراغون شاه : الواجهة الجنوبية الشرقية

أمّا الباب الغربي للجامع فهو حديث البنا ، وقد أقيم مع الجناح الغربي من الحرم ممّا يلي الدعامات وذلك خلال النصف الأول من القرن العشرين. ويبلغ طول الحرم 20.50 متراً وعرضه 17 متراً، وبه دعامات مستطيلة الشكل، وترتفع في وسط سقفه قبّة دائرية كبيرة ليس فيها أي زخرفة ولا تنفتح بها أي نافذة، وكذلك هو الحال في المنبر الذي يخلو من الزخرفة، أمّا المحراب فيرتكز على عمودين زُنيت تيجانهما بالمقرنصات البسيطة. وتقع مغاسل الوضو في الممرّ المؤدي من بوابة الجامع الشرقية إلى داخل الحرم، ومن هذا الممر المعقود يرتفع سلّم حجري يودّي إلى السطح حيث البوابة والسلم المؤدّيان إلى أعلى المئذنة. والجامع مبني بأكمله - في واجهاته وأروقته ودعاماته وقبته - بالحجارة الرميلة، وكان مطلياً من الداخل والخارج بطبقة كلسية بيضا تحمي الحجارة الرملية من التفتت، ما عدا المئذنة التي بنيت بحجارة كلسية صلبة ولم تكن مطلية بالكلس. والجامع برمّته بحاجة ماسة إلى ورشة ترميم وتأهيل متكاملة.

 

هشام النعسان

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  ابن حبيب الحسن بن عمر الحلبي، المنتقى من درة الأسلاك (دار الملاح، دمشق 1420هـ/1999م).

 -  خير الدين الأسدي، موسوعة حلب المقارنة (جامعة حلب، 1984-1988م).

 -  محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (منشورات مديرية الآثار العامة، دمشق 1957م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 307
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 597
الكل : 31681043
اليوم : 35625