logo

logo

logo

logo

logo

ابن المبرد (يوسف بن عبد الهادي-)

ابن مبرد (يوسف بن عبد هادي)

Ibn 'l Mubarrid (Yûsuf bin Abdelhâdi-) - Ibn 'l Moubarrid (Yûsuf bin Abdelhâdi-)



ابن المبرد (يوسف بن عبد الهادي-)

(841 -909هـ /1437-1503م)

 

 أشهر مؤلفاته التاريخيّة

 

جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن الحسن بن أحمد بن عبد الهادي القرشي الدمشقي الصالحي، المعروف بابن المبرد بكسر الميم وفتحها على اختلاف بين المؤرخين، وهو لقب جده أحمد الذي سمي بذلك لخشونة يده.

ولد في دمشق، وقرأ على علما عصره في الشام ومصر، وألف فيهم عدّة معاجم ذكر فيها أسما هم كاملة، وتُوفِّي في داره بالصالحية، ودُفن في قاسيون، وكانت له جنازة حافلة، وأثنى عليه العلما ؛ فوصفه الكمال الغزي في "النعت الأكمل" بأنه الشيخ الإمام، عمدة الحفّاظ المسندين، بقيّة السلف وقدوة الخلف، وهي ألقاب كانت تُغدق على معظم العلما .

ولم يكن ابن المبرد بالرجل الرحّالة ، فقد ذكر أنه سافر إلى بعلبك، وقرأ فيها على عدد من العلما ، كما سافر إلى الأراضي المقدسة سنة 898هـ/1493م بحسب ما ذكره السخاوي، ولم يرحل إلى القاهرة العاصمة الثقافية في ذلك الوقت. وكان يقيم بصورة شبه دائمة في المعقل الذي وضع فيه معظم مصنفاته؛ وهو المدرسة العمرية الحنبلية في الصالحيّة التي بناها السلطان العادل نور الدين زنكي سنة 555هـ/1160م، وكانت من أكبر مدارس دمشق على الإطلاق، وما تزال أختام هذه المدرسة على كتب ابن المبرد حتى اليوم. وكانت له أرض في الغوطة يؤجرها، ويعيش بريعها حتى لا يمدّ يده إلى أحد.

وقد اشترى من ماله الخاص مكتبة قيّمة أوقفها على المدرسة العمريّة، وهذا الوقف موجود في مكتبة الأسد برقم 19 آداب نقلاً عن المكتبة الظاهرية، ويضم هذا الوقف نحواً من 600 مصنّف، منها نحو 400 كتاب ورسالة من تأليفه أو تهذيبه، بقي منها حتى اليوم نحو سبعين مؤلفاً ومجموعاً ورسالة.

وضع ابن المبرد عدداً وافراً من المؤلفات فيها الغثُّ والسمين، ففيها رسائل عن الحمامات والخانات والحارات تكاد تكون مجرد فهارس، وليست مؤلفات أصيلة، وليس فيها ذلك الإبداع والعمق والأصالة الموجودة في مؤلفات معاصره في القاهرة تقي الدين المقريزي؛ صاحب "خطط القاهرة"، وكما قال تلميذه النعيمي "صاحب الدارس في تاريخ المدارس": "إن كثيراً من مؤلفاته غير محرّرة ولا مراجعة؛ لأنه لم يفرغ لذلك".

وبالمقابل فهناك بعض المؤلفات نالت حظاً وافراً من التحرير والتدقيق مثل: "مُغني ذوي الأفهام" و"التبين" و"الدرّ التقي" و"الميرة في حل مشكلة السيرة" و"ثمار المقاصد في ذكر المساجد" و"تاريخ الصالحية". وقد قام صلاح الخيمي بذكر مؤلفات ابن المبرد على حروف المعجم، وأشار إلى الموجود منها اليوم وأماكن وجودها، وذلك في مجلّة معهد المخطوطات العربية - رمضان 1402هـ/1982م - المجلد 26.

وفيما يلي أشهر مؤلفاته التاريخيّة:

1- " التغريد بمدح السلطان السعيد"، ورقمه 23 آداب، وهو في مدح السلطان محمّد الفاتح وولده أبي يزيد العثماني، بمناسبة فتح القسطنطينيّة.

2- "المروج السندسية الفيحيّة بتاريخ الصالحية"، وهو كتاب ألفه ابن المبرد، ولخصه ابن كنان 1153هـ/1740م، فنسب إليه، ونشر بعنوان "المروج السندسية الفسيحة"، وهو خطأ.

3- " ثمار المقاصد في ذكر المساجد"، وهو كتاب مهم ليس لأن ابن المبرد ألفه، بل لأن أسعد طلس حققه ونشره سنة 1362هـ/1943م قبل أن يعمّ الهدم الآثار التاريخية في دمشق، فوصف حال المساجد والحارات والأسواق كما كانت في عهده. وزاد على ما كتبه ابن المبرد زيادة كبيرة ممتازة.

4- " آداب الحمام"، وقد أورد فيه ما يجري في حمامات دمشق في عهده، وفيه معلومات عن الحياة الاجتماعية بدمشق.

5- " الإعانات في معرفة الخانات"، وذكر فيه أسما 76 خاناً كانت في دمشق، وقد نشره حبيب الزيات في مجلة "المشرق" اللبنانية سنة 1946م، وليس فيه جديد.

6- "الحِسبة" وقد نشر في المشرق سنة 1937م، ويتحدث عن أوضاع الأسواق في دمشق، وفيه معلومات جيدة عن أسواق دمشق ودور المحتسب في قمع الغش وضبط الموازين والأسعار.

  "7-ذمّ الهوى، والذعرُ في أحوال الزُّعر"، تناول فيه أحوال "الزعران" في دمشق، وبيّن أنه لا يجوز قتلهم لأنهم أعوان الظلمة، وهو أهم مصدر عن الزعران في دمشق في أواخر عصر المماليك.

 8- "صبُّ الخمول على من وصل أذاه إلى أوليا الله وإلى الرسول"، وهو كتاب تاريخي غاية في الأهمية، ألفه سنة  903هـ/ 1498م بسبب الفتن التي أشعلها الأمير المملوكي "آقبردي" في دمشق، وقد اجتمع به ابن المبرد، ونصحه بكف الأذى والرمي على دمشق.

9- " عدّة الملمات في تعداد الحمامات"، وفيه ذكر حمامات دمشق نقلاً عن ابن عساكر وابن شداد، وليس فيه جديد.

10- " نزهة الرفاق في شرح حالة الأسواق"، نشره حبيب الزيات في "المشرق" سنة 1939م؛ ص 18 وما بعد، وتحدث فيه عن أسواق دمشق وما يباع فيها.

11- " وقف كتب يوسف بن عبد الهادي" ورقمه 19 أدب، ويقع في 150 ورقة.

12- " برق الشام في محاسن إقليم الشام" مجلة "المشرق" 1934م.

والملاحَظ أن مؤلفاته لم تنتشر وتشتهر مثل مؤلفات تلميذه ابن طولون وغيره، ويرجع ذلك إلى سببين:

الأول: أن قسماً كبيراً منها كان بخطّه، وخطّه مثل خط معاصِره ابن طوق تماماً، فهو غير منقوط ومتشابك ومتداخل، تصعب قرا ته ونسخه على وجه الصحَّة، حتى إنَّ ابن كنّان الصالحي قال في مقدمة "المروج السندسية": إنه لخَّصه بحسب ما أمكن من الاطلاع على خطه.

والثاني: أن عدداً غير قليل منها، تكاد تكون عناوين أو فهارس، وليست مصنفات بمعنى الكلمة. وهذا لا يقلل بحال من الأحوال من قيمة ابن المبرد ومؤلفاته فقد أغنى مكتبة دمشق بمعلومات نادرة عن الصالحية والأسواق والحمامات والخانات والزعران في دمشق في أواخر عصر المماليك.

 

أكرم العلبي

 

 

مراجع للاستزادة:

- أسعد طلس، مقدّمة كتاب ثمار المقاصد لابن المبرد (مكتبة لبنان 1975).

- أكرم حسن العلبي، دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين (الشركة المتحدة، دمشق 1982).

- صلاح الدين المنجد، معجم المؤرخين الدمشقيين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1978).

- نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة، تحقيق جبرائيل جبور (دار الآفاق الجديدة، بيروت 1979).

 

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 61
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 598
الكل : 31152919
اليوم : 54309