logo

logo

logo

logo

logo

أبو التقا البدري

ابو تقا بدري

Abû Tukâ 'l Badrî - Abou Toukâ 'l Badrî

أبو التُّقا البدري

(847-894هـ/1443-1489م)

أكرم العلبي 

 

أبو بكر بن عبد الله بن أحمد الدمشقي القاهري الشاعر المعروف بابن البدري، وكنيته أبو التّقا، بالتا وليس أبا البقا كما هو شائع. وقد ذكره أستاذه السَّخاوي فقال: أبو التقا، كما أورد الزركلي في الأعلام نصّاً مصوّراً للبدري بخطه فيه اسمه وكنيته، وهو: أبو التقا، أبو بكر البدري.

ولد في دمشق ونشأ بها، وكان يكثر الترداد مع والده إلى القاهرة إلى أن استقرّ فيها وتزوّج منها، وعندما ماتت زوجته ورث عنها ثروة طائلة، فاغتنى بعد فقر، ورحل إلى مكة المكرمة حيث أقام طويلاً، ثم رجع إلى دمشق، وعاد إلى المدينة المنوّرة سنة 892هـ/1487م. وفي العام التالي غادرها إلى مكة المكرمة، حيث التقى الشيخ شمس الدين السّخاوي صاحب "الضو اللامع"، وقرأ عليه، وقال عنه السخاوي: ليس نظمه بالطائل ولا فهمه بالكامل. وحجّ في ذلك العام، ثم قرر الاستقرار في القاهرة، فمرض في غزّة وتوفي فيها.

صنف البدري اثني عشر مؤلفاً منها: "راحة الأرواح في الحشيش والراح" و"مجموع شعر ونوادر" و"نزهة الأدبا وسلوة الغربا " و"نزهة الأنام في محاسن الشام"- وهو أشهر مؤلفاته - وضعه في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، وأغلب الظن أنه وضعه في زيارته الثانية لدمشق، إذ يقول: "لقد أدركت طاحون الشَعرا غير دائرة، ولقد هدمها وكيل المقام الشريف برهان الدين النابلسي في أوائل دولة السلطان الملك الأشرف قايتباي، خلّد الله تعالى ملكه". وقد دخل النابلسي إلى دمشق في أول سنة 874هـ/1470م وكلام البدري يرجح أن يكون تأليفه للكتاب سنة 875هـ/1471م.

ويعد كتابه هذا مصدراً مهمّاً عن خطط دمشق في أواخر عصر المماليك، وقد اعتمد البدري في أول الكتاب - كما يذكر بوضوح - على تاريخ دمشق لابن عساكر، فذكر ما جا فيها من الأحاديث النبوية، كما ذكر أبوابها والفتح العربي لها وبنا الجامع الأموي وأهميته لدمشق، وكلامه عن دور الجامع الأموي في حياة أهل دمشق منقول من رحلة ابن جبير، وعلى ذلك فإن هذا القسم من الكتاب ليست فيه أصالة أو معلومات جديدة.

    وتبدأ أهمية الكتاب عند حديثه عن معالم دمشق في عصره، فهو يقول عن ساحة تحت القلعة إنها تشبه بركة الرطلي في القاهرة، وقال إن الدور والقصور تحيط بهذه الساحة، وفيها العين المشهورة ببرودتها وعذوبة مائها وخفّته. وهذه العين التي يتحدث عنها تدعى "عين علي" كانت في سوق الخيل تحت القلعة قرب جامع يلبغا [ر]، وقد بقيت هذه العين حتى هدم جامع يلبغا في السبعينيات من القرن الماضي. وقال إن الساحة كانت معرضاً دائماً في كل يوم يستمر إلى أذان الفجر.

وذكر جامع يلبغا الذي كانت مساحته 4720 متراً مربعاً، فقال: "إن له صحناً واسعاً فيه بركة مربّعة، داخلها فسقية مستديرة بها نوفرة يصعد فيها الما قدر قامة، وفوقها مكعّب عليه عريشة عنب ملوّن يصل الما إليها، وبجانبها حوضان فيهما أنواع الفواكه والرياحين. وله شبابيك على متنزه (بين النهرين) وبردى، حيث الأشجار الملتفة، حتى إن السالك من جامع يلبغا حتى الربوة يمشي بين أشجار وأثمار ومياهٍ وظل ظليل، لا يمكن أن يرى الشمس إلا أن يقصد رؤيتها".

وقال عن جامع تنكز [ر] الواقع في شارع النصر والذي يرى الناس اليوم صورة ممسوخة عنه ذهبت بكل محاسنه: "إن فيه عشرين شباكاً، ويخترقه نهر بانياس من الصحن، وبه ناعورتان تسقيان الأشجار المحيطة به، فهو متنزه على شكل مسجد".

مراجع للاستزادة:

 - أبو التقا البدري، نزهة الأنام في محاسن الشام (بيروت 1980).

 - شمس الدين السّخاوي، الضو اللامع لأهل القرن التاسع (مكتبة الحياة، 1985).


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 75
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 45598428
اليوم : 143409