logo

logo

logo

logo

logo

الأسعدية (حمام-)

اسعديه (حمام)

Al-As'adiyya (Hammâm-) - Al-As'adiyya (Hammâm-)



الأسعدية (حمام -)

 

 
مخطط يظهر أقسام حمام الأسعدية في حماة

يقع حمام الأسعدية في وسط سوق المنصورية (سوق الطويل) في حماة، وهو سوق عظيم بناه الملك المنصور محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر. ويضم العديد من الحمامات والخانات والجوامع فضلاً عن عدد كبير من الحوانيت المقسمة وفق الوظيفة، ويجاور حمام الأسعدية خان الجمرك وجامع الأشقر وجامع الأحدب.

يعود بنا الحمام إلى الفترة العثمانية؛ إذ بني عام 1144هـ/1731م على يد أسعد باشا العظم والي حماة آنذاك.

يتألف الحمام من أربعة أقسام هي البراني والوسطاني والجواني وأخيراً القميم. يتم الدخول إليه من جهة الشرق إلى القسم البراني الذي تتوسطه بركة ما مثمنة مرتفعة، وتحيط بها مصاطب للجلوس، وتعلو هذا القسم قبة من الآجر ترتفع نحو 10م. كما يتميز القسم البراني من الحمام بوجود لوحات لرسوم جدارية منفذة بطريقة الفريسك، أهمها اللوحة التي كانت تقع على الجدار الجنوبي وتمثل منظراً رائع الجمال لمدينة إسطنبول التركية بقصورها وبساتينها. أما اللوحات المتبقية فهي لوحات رسمت حديثاً.

وفي البراني هناك باب منخفض على الجدار الجنوبي ينفتح على درج حجري يُصعَد عبره إلى سطح الحمام. ويتم العبور إلى القسم الوسطاني عبر باب يقود إلى دهليز صغير يتم الولوج منه إلى الوسطاني الأول، وهو ساحة مبلطة بالبلاط الحجري المزين بالرخام الملون، وتتوسطها أيضاً بحرة صغيرة مثمنة الشكل، وعلى الجوانب تتوضع المصاطب المرتفعة قليلاً عن الأرضية وهذا القسم كان يستخدم في حال ازدحام البراني بوصفه قسماً ملحقاً بالبراني لتخفيف ضغط الزبائن. وعبر باب في الجدار الغربي يتم الولوج إلى الوسطاني الثاني حيث توجد ست مقاصير تنفتح على قاعة صغيرة مقببة ومرصوفة بالبلاط الحجري.

أما الجواني (وهو القسم الحار) فيتم الدخول إليه من الجهة الشرقية، ويقع على تماس مع بيت النار، أو القميم من الجهة الغربية حيث يستفاد من حرارة النار لرفع درجة الحرارة تحت البلاط الحجري في المساحة المقببة التي تتوسط هذا القسم. وتنفتح عليها ثماني مقاصير للاستحمام تحتوي كل منها على أجران المياه الحجرية المخصصة للمياه الباردة والساخنة التي تصلها من أنابيب فخارية متوضعة في الجدران.

 
حمام الأسعدية: أرضية القسم الجواني   حمام الأسعدية: القسم البراني

تضم القباب في قسمي الوسطاني وقسم الجواني القُمريات، وهي فتحات صغيرة تتوضع على قبوات الغمس وتتوزع بأشكال هندسية جميلة مزودة بزجاج ملون، ومهمتها توفير الإضا ة والنور للمكان الأمر الذي يترك انطباعاً جميلاً في النفس.

وقد استعيض عن قسم القميم بتجهيزات التسخين الحديثة، وهو مهجور حالياً، ولكن يمكن أن تُشاهد غرفة تسخين المياه (الخزانة) وفيها القدور التي كانت تستخدم في عملية التسخين، وهذه الغرفة متصلة مع قسم الجواني بوساطة نافذة صغيرة. كما تُشاهَد ساحة القميم التي تنفتح بباب على الزقاق الخلفي الذي كان يتم من خلاله تزويد الحمام بالمواد اللازمة لعملية تسخين المياه. ويلحظ أيضاً بقايا خزان المياه الحجري الذي كانت تصب فيه المياه القادمة من ناعورة المأمورية التي كانت تمد المياه لأربعة حمامات هي الأسعدية والحلق والدرويشية والقاضي، بحسب ما ورد في سجلات المحكمة الشرعية لعام 1196هـ/1781م.

 
حمام الأسعدية: بحرة البراني   حمام الأسعدية: أرضية القسم الوسطاني والبحرة المثمنة التي تتوسطها

تم ترميم الحمام خلال المراحل الزمنية المتلاحقة، ولكن أهم الترميمات قامت بها شركة الإنشا ات العسكرية بحماة عام 1983م، إضافة إلى ترميمات قام بها مستثمروا الحمام خلال العقد الحالي وتركزت على تجديد طبقة الكلسة التقليدية التي تكسو الجدران من الداخل، وترميم قبوات السطح وقمرياته، إضافة إلى بلاط الأرضيات في بعض الأماكن.

ويوجد في حمام الأسعدية مناشف قديمة تقليدية من صناعة الأنوال اليدوية التي تشتهر بها حماة منها القطنية أو الحريرية، والأخرى منسوجة بشكل مزخرف ومطعمة بخيوط الحرير والذهب والفضة.

 

مجد حجازي

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  أحمد الصابوني، تاريخ حماة (المطبعة الأهلية).

 -  أحمد وصفي زكريا، جولة أثرية في بعض البلدان الشامية (دار الفكر، دمشق 1934).

" وزارة البلديات"، مجلة العمران- عدد خاص بحماة، العدد 29-30 حزيران، سنة 1969م.

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 429
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 639
الكل : 31782553
اليوم : 58014