logo

logo

logo

logo

logo

أبو الفداء (مدرسة-) /بصرى

ابو فداء (مدرسه) /بصري

Abû 'l Fidâ' (Madrasa-) /(Bosrâ) - Abou 'l Fidâ' (Madrasa-) /(Bosrâ)



أبو الفدا (مدرسة -)/(بصرى(

 

 

تقع مدرسة أبو الفدا في مدينة بصرى[ر] الأثرية، وتعدّ إحدى أهم آثار المواقع الإسلامية العديدة التي تتوزع في مدينة بصرى، ويقع البنا في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة الأثرية وإلى الشمال من بركة الحاج - التي كانت تسقي الحجاج المارين ببصرى فضلاً عن تزويد خندق القلعة بالمياه - ويجاور بنا المدرسة تربة أيوبية دفن فيها شرف ابن الأمير ياقوت والي قلعة بصرى المتوفى 654هـ/1256م.

تم بنا مدرسة "أبو الفدا " في عهد حاكم بصرى أبي الفدا الصالح إسماعيل بن سلطان الملك العادل أبي بكر وذلك في عام 622هـ/1225- 1226م.

الجدير ذكره عدم معرفة أصل الاسم الذي تطلقه العامة على هذه المدرسة وهو "جامع ومدرسة الدباغة"، فلا يوجد أي دليل على أن المدرسة كانت مدبغة، ويذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد أن هذه المدرسة كانت تعلم القرآن للعاملين في مهنة الدباغة، ولكن أيضاً لا يوجد ما يثبت هذا الموضوع من الناحية التاريخية.

يعود البنا إلى الفترة الأيوبية التي ازدهرت فيها بصرى ازدهاراً مميزاً، فقد كانت مقراً عسكرياً مهماً للملوك الأيوبيين فضلاً عن كون المدينة إحدى أهم المحطات على طريق الحجاج في ذهابهم وإيابهم  لزيارة البيت الحرام.

الموقع العام لمدرسة أبي الفدا في بصرى

وتعدّ مدرسة "أبو الفدا " إحدى أهم العمائر الإسلامية التي بنيت عام 622هـ/1225م، وقد دون هذا التاريخ على واجهة الجدار الجنوبي للمدرسة بما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم: أمر بإنشا المكان المبارك مولانا السلطان السيد الأجل الكبير العالم العادل المجاهد المرابط المؤيد المظفر المنصور الملك الصالح عماد الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين ابو الفدا إسماعيل ابن السلطان الشهيد الملك العادل سيف الدين أبو بكر أيوب خليل أمير المؤمنين قدس الله روحه ووقفه وحبسه الأمير الأجل… الكبير شمس الدين سنقر عبد الله الصالحي مدرسة أيام حياته ومقبرة عند وفاته… حسب ما تضمنه كتاب الوقف وأثبت فيه من الوصف… نفعهما الله. وذلك في سنة اثنين وعشرين وستمائة للهجرة النبوية".

المخططات المعمارية التقريبية لمدرسة أبي الفدا في بصرى

بنيت المدرسة بواسطة المعمار المكنى بابن عباد (بحسب الكتابات الموجودة في وسط واجهة المدرسة)؛ وذلك بالحجارة البازلتية السودا ، وكان سقف المدرسة مؤلفاً من ريود حجرية مستطيلة فضلاً عن وجود قبة من الآجر تغطي فراغ الدفن، والغريب في عمارة هذا البنا ألا يكون لمئذنته سقف أو درج كما هو مألوف في المآذن السورية بذلك العصر، فالدخول للمئذنة يتم بوساطة درج خارجي في الجدار الشمالي للمدرسة.

صورة تظهر مدرسة "أبو الفدا " ببصرى

وعلى مدى القرون الماضية كانت هذه المدرسة نقطة إشعاع ثقافي وعلمي، فقد تم تحويلها في الثمانينيات من القرن الماضي إلى مدرسة ابتدائية استحدث مدخلها في الجدار الشمالي للبنا ؛ لتقوم بعد ذلك المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم شامل أعاد للمدرسة رونقها الأصيل كما تم تدعيم مختلف أجزا المبنى إنشائياً، وأعيدت أجزا كثيرة إلى ما كانت عليه؛ لتتحول المدرسة أخيراً إلى مركز ثقافي، وذلك في عام 1999م ومازال مستمراً في نشاطه حتى الوقت الحاضر.

 يتسم مخطط المدرسة بأنه لا يشبه تخطيط المدارس والمساجد الإسلامية القائمة في مدينة بصرى، فالمخطط عبارة عن صالة مستطيلة الشكل، سقفها مرفوع على ستة عقود ترتكز على أعمدة رشيقة متطاولة مدمجة؛ إضافة إلى ست غرف بما فيها الغرفة المخصصة للمدفن.

وفي نهاية البنا من الجهة الجنوبية محراب وثلاث نوافذ مستطيلة بسيطة الشكل، وتتميز واجهات البنا الداخلية والخارجية بالبساطة الواضحة، فهي مبنية من الحجارة البازلتية المنحوتة من القطع المتوسط والصغير فضلاً عن سواكف بازلتية بقطع كبير تعلو النوافذ المستطيلة للمبنى مع عدم وجود أي تكلف أو زخارف تذكر في البنا .

أما سقف حجرة الدفن التي تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية فهو مبني من الآجر على شكل قبة مرتفعة، ويوجد في أسفل الجدار الجنوبي للمدرسة فتحات كان لها دور في تعبئة المياه وتوزيعها لبركة الحاج.

 لا بد من التأكيد أنه على امتداد ثمانية قرون حافظت مدرسة "أبو الفدا " على الدور الثقافي والإنساني الذي أنشئت من أجله، فهي مركز إشعاع ديني ثقافي شكّل نقطة تميز حضارية امتدت على مدى القرون والسنوات المتلاحقة.

 

مجد حجازي

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  مجلة «العمران» ، العدد 33 - 34 نيسان - أيار (وزارة البلديات 1970).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 133
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40566316
اليوم : 96131