logo

logo

logo

logo

logo

الإمام (شفيق-)

امام (شفيق)

-



الإمام (شفيق-)

(1913- 1993)

 

 

ولد شفيق بن عبد الحميد بن محيي الدين الإمام في بيت دمشقي في حي سوق ساروجا (حارة داور آغا)، وكان جدّه محيي الدين مدّرساً للعلوم الدينية بالأستانة، وقد عين مفتياً وإماماً للجندرمة التركية، ومنها استقى لقبه "الإمام"، في حين كان والده عبد الحميد موظفاً بمصلحة المواصلات (دائرة الزفتية).

درس الابتدائية وردحاً من الإعدادية في مدرسة الأخوة (الفرير)، وتميز بحدة ذكائه ووسامته مذ كان يافعاً وشاباً حتى أواخر حياته.

قام الأمير جعفر الحسني الجزائري إبان تسلمه إدارة الآثار سنة 1935 بتأسيس كادر آثاري وطني ضم خيرة العناصر الوطنية، وكان من بين أولئك الرعيل المتقدم "شفيق الإمام"؛ الناشط في أفواج الكشفية والأندية المختلفة آنذاك؛ والذي كان يمتلك ذكا ً وقاداً، وشكلاً حسناً، ولغة فرنسية طلقة، ونقاطاً إيجابية عدة؛ منها حبه الشديد لعمله وانكبابه عليه، وذوقه الرفيع في اكتشاف كوامن الفن في القطع الأثرية، ومهارته الفائقة في التصوير الضوئي.

التحق بمتحف دمشق الوطني سنة 1939 هاوٍياً ذا مزاج وطبيعة خاصتين، وما إن احتك بالقطع والمكتشفات الأثرية حتى أخذته عن ناصيته فأصبح يصل الليل بالنهار بالعمل، وصار ترميم الآثار وصيانتها ومن ثم تصويرها هاجسه الوحيد الذي أكسبه خبرة متميزة، وأصبح خلال فترة وجيزة مرجعاً وصديقاً مهماً لجميع العاملين في الآثار. وقد قام بتشييد عدد من القاعات والمتاحف في المحافظات، وأسهم في تجهيز المتاحف التي تعنى بالتقاليد الشعبية في القطر.

جمعته المدرسة الآثارية الوطنية بسليم عادل عبد الحق الذي عُيِّن محافظاً لمتحف دمشق الوطني سنة 1945؛ فمديراً عاماً للآثار سنة 1950، وكان عبد الحق ينتدبه لكل عمل فيه إبداع متميز، ولم يكن شفيق مخططاً وباحثاً بالمعنى المنهجي الأكاديمي؛ وإنما كان عند الضرورة يبتكر أشيا خارقة في الإبداع.

كُلِّف الإشراف على أعمال الترميم التي تقررت عند البد بتحويل مبنى قصر العظم إلى متحف للتقاليد الشعبية عام 1952، كما أُفضي إليه بإدارته وترؤس جميع الأعمال التي تجري فيه، وكان عمله في إحيا القصر وإقامة متحف للتقاليد الشعبية فيه الأكثر قيمة بحياته.

افتتح المتحف في13/9/1954 بعد جهود مضنية بذلها الإمام إذ جمع 57% من القطع المعروضة في القصر والتي تضم  نماذج للأزيا الشعبية والأسلحة والسجاد والبسط والنحاسيات والحلي والزجاجيات والخشبيات المطعمة بالصدف والعظم، وأنواع عديدة من القش المزين والمزخرف، والآلات اليدوية التي كانت تستخدم في الحرف الشعبية، والآلات الموسيقية النادرة، واللوحات والصور الفنية للفنانين الشعبيين أمثال أبي صبحي التيناوي وغيره، إضافة إلى التماثيل الجصية المتقنة التي مثلت الحياة العامة.

لم يدرس الفن والآثار في الجامعات والأكاديميات العليا، بل عثر عليهما جاهزين في عقله وقلبه، وكانا يصعّدان من روحه بعفوية، كما أنه امتلك العلم بفطرية غريزية، وامتلك ناصية قواعد الفن والجمال، ومثله مثل الفنانين العباقرة الذين يجهلهم عصرهم، ولا يُقدّرون إلا بعد موتهم.

واعترافاً بفضله افتتحت في 2011/3/10 قاعة باسم شفيق الإمام للمعارض المؤقتة  في قصر العظم.

 

محمد خالد حمودة

 

 

مراجع للاستزادة:

- عدنان البني، "رائد الفنون والتقاليد الشعبية في سورية"، مجلة المعرفة، العدد 894، آذار، 5002م.

- محمد خالد حمودة، "شفيق الإمام رائد علم التراث والتقاليد الشعبية السورية"، مجلة مهد الحضارات، العددان الثالث عشر والرابع عشر، 1102م.

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 573
الكل : 31585207
اليوم : 20062