أسود (تل-) /البليخ

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

أسود (تل-) /البليخ

اسود (تل) /بليخ

-

أسود (تل-) /البليخ/

يقع تل أسود Tell Assouad على الضفة الشرقية لفرع من نهر البليخ يدعى نهر التركمان، ويبعد 80كم شمالي الرقة، و20كم جنوبي تل أبيض. يتألف هذا التل من قمتين، ويصل ارتفاعه إلى 20م عن الأرض المجاورة له، وتصل مساحته إلى (400×300م) 1200 متر مربع. أثار هذا التل اهتمام المنقبين منذ النصف الأول من القرن العشرين، فقام م. مالوان M. E. Mallwan عام 1938م ببعض الأسبار التي دلت على وجود طبقات حلفية [ر. حلف (تل وعصر-)]، ولكنه لم يستطلع الطبقات الأخرى الأقدم على الرغم من أنه أشار إلى وجودها. وقد تم تأكيد هذا الأمر من خلال أسبار جديدة قام بها ج. كوڤان J. Cauvin عام 1970م حيث نفذ هذا السبر على شكل خندق بعرض مترين متدرج من القمة حتى الأسفل، ووصل عدد درجاته حتى ثمانية. وتعود الطبقات الأثرية من 1-6 إلى عصر حلف وكشف فيها عن أدوات حجرية، ودمى وحلي وعظام حيوانية، والملاحظ هو عدم وجود فخار، وهذا أمر يمكن تعليله في هذه الطبقات الحلفية بسبب ضيق المساحة المنقبة. ولكن ما عثر عليه من بقايا معمارية كان بيوتاً دائرية الشكل (ثولوي)، وكانت تشيد من اللبن المشوي، وقياساته ثابتة وهي: 33×33×10سم. واستعملت جدارات قليلة السماكة من اللبن مطلية بالكلس الأبيض للفصل بين حجرات البيت الواحد. وعثر في داخل أحد البيوت على قاعدتين من الطين لتمثال، وكذلك على جمجمة لثور وحشي مغروزة في القاعدة، ولعل هذا يشير إلى وظيفة دينية لهذا البنا . ويمكن مقارنة هذا مع ما اكتشف في مواقع أخرى مثل المريبط[ر] في سورية وجطل حيوك[ر] في الأناضول، وهما من المواقع التي قدمت استعمالاً مماثلاً لجمجمة الثور الوحشي. وقد هجر الموقع بعد استيطان حلف وانتقلت السكنى على ما يبدو إلى تل سخلان المقابل لتل أسود.

أما الطبقات الأقدم المتمثلة بالطبقتين 7-8 فإنها تتسم بعدم وجود بقايا معمارية، لكنها احتوت على كميات كبيرة من الفخار الذي صنفه كوفان على النحو التالي:

1- يمكن تقسيم هذه المجموعة التي تمثل نصف الفخار المكتشف إلى مجموعتين، الأولى: آنية لامعة من دون زخارف بعضها ذات عجينة قاسية متجانسة حمرا وبطن دائري وقعر مسطح ومن دون شفة، وبعضها الآخر يتميز فخارها باستعمال القش في العجينة ذات اللون الأسود، وتتشابه في شكلها مع أواني المجموعة السابقة ولكنها أكبر حجماً، وأدق سماكة.

2- الجز الآخر من الفخار وهو غير لماع وقليل السماكة ولا تزيد على 1-1.5سم.


منجل	مخرز رؤوس سهام

زباد وصحون من حجر المرمر	بلطة من الحجر الأخضر

وبالمقارنة مع المواقع الأخرى من الناحية الزمنية فإن تل أسود أول موقع في المنطقة أُنتج فيه الفخار؛ إذ لم يكتشف حتى الآن موقع من العصر الحجري الحديث قدَّم فخاراً في زمن متقدم على زمن تل أسود، فما اكتشف من فخار في مواقع العصر الحجري الحديث، مثل تل مريبط و«أبو هريرة» وجرف الأحمر لا يتعدى المحاولات الأولية. أما في تل أسود فقد كانت هناك عملية تصنيع رائدة للفخار وتعميمه في الاستعمال اليومي. وهناك افتراضات تجعل من تل أسود المهد الأول لصناعة الفخار، في حين هناك من يعتقد أن هذا الموقع كان بمنزلة مركز رئيس لإنتاج الفخار وأنه قام بتزويد المواقع الأخرى به. ومهما يكن مدى الصواب في هذه الاقتراحات فإن تل أسود يعدّ من المواقع الأولى التي صنّعت الفخار واستعملته استعمالاً مكثفاً.

ولم يكن الفخار المادة الوحيدة المستعملة بكثافة في تل أسود، فقد كان للأدوات الصوانية الدور الفعّال في الاستعمال أيضاً، إذ عثر على رؤوس السهام من نمط صناعة جبيل، ومخارز ونصال، وكذلك على أدوات هلالية ومناجل، واستعمل الأوبسيديان في تصنيع بعض النصال. وعثر على بلطات مصنعة من الحجر الأخضر، وهي مشابهة لما صنع في تل مريبط. وقد اختصت مواقع الفرات السوري بهذا التقليد، في حين استعمل الصوان فقط لتصنيع البلطات والفؤوس في الوسط أو الجنوب. كما كشف عن صحون وزباديّ مصنوعة من حجر المرمر.

عمار عبد الرحمن

مراجع للاستزادة:

- جاك كوڤان، سبر في تل أسود- الجزيرة السورية، الحوليات الأثرية العربية السورية مجلد 22 (المديرية العامة للآثار والمتاحف، وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، 1972).

- P. M. M. G. AKKERMANS, The Neolithic of the Balikh Valley, Northern Syria: A First Assessment, in Aurenche and al. in: Préhistoire du Levant. CNRS, (Maison de l’Orient, Lyon 1990).

- M. C. CAUVIN, Note préliminaire sur l’outillage lithique de Tell Assouad. Les Annales Archéologiques Arabes Syriennes, 22 (1972).