logo

logo

logo

logo

logo

الإخنائية (المدرسة-)

اخناييه (مدرسه)

Al- Ikhnâîyya (Madrasa-) - Al- Ikhnâîyya (Madrasa-)



الإخنائية (المدرسة -)

 

 

تقع المدرسة الإخنائية في دمشق القديمة داخل السور، في منطقة باب بريد، شمال الجامع الأموي، إلى الشرق من الخانقاه الجقمقية [ر]، وإلى الشمال من الخانقاه السميساطية [ر].

وهي من مشيّدات العهد المملوكي، أنشأها قاضي القضاة بدمشق شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي تاج الدين بن محمد بن فخر الدين عثمان الإخنائي الشافعي، نسبة إلى إخْنا قرب الإسكندرية بمصر. وُلِدَ سنة 758هـ/1356م، وتلقّى العلوم، وتنقّل في المناصب، وكان قليل البضاعة من العلم، وعوّض عن ذلك ببذل المال في المداراة، وكان يقول: "أنا قاضٍ كريم والبلقيني قاضٍ عالم". تولى القضا في إزرع وغزة وحلب، ثم وُلّي قضا دمشق والخطابة والمشيخة والتدريس فيها سنة 800هـ/1397م حتى تُوفّي في رجب سنة 816هـ/1413م، ودُفِنَ في مدرسته هذه ولم يكن بناؤها قد اكتمل بعد، والذي تمَّ في سنة 820هـ/1417م.

مسقط الوضع الراهن للمدرسة الإخنائية

أُقيمت المدرسة الإخنائية لكي تكون داراً للقرآن الكريم والفقه والحديث، ومقصداً للعلما والمحدّثين والفقرا ، ومسجداً للمصلّين. وقد بُنيت على أنقاض دار القرآن الرشائية التي أُنشئت سنة 440هـ/1009م، وذكرها ولتسينجر  Wulzinger باسم "تربة الشيخ محمد الإخنائي"، وقد حُوِّلت اليوم إلى مسجدٍ تابعٍ لمدرسة الجمعية الغرّا (1432هـ/2011م).

المدرسة الإخنائية

والبنا آبدة معمارية مملوكيّة تحوي مدرسة ومسجداً وتربة لواقفها، شُيّدت من المداميك الحجرية المتناوبة الألوان (البلقا ) من البازلتي الأسود، والكلسي الضارب إلى الصفرة.

المدرسة الإخنائية: القبة من الداخل - المدخل - الضريح

والمدخل الرئيسي حنية رأسية غائرة بنحو 70سم عن سمت الواجهة الشمالية الرئيسية، وتنتهي كتلة المدخل من الأعلى بعقد بشكل المخدات المتلاصقة، والذي عُرف في العمارة الفاطمية، وشاع استخدامه في العصر المملوكي. ويتوسط هذه الكتلة من الأسفل باب خشبي حديث ذو مصراعين، وتتوضّع عن يمينه ويساره جلستان حجريتان (مكسلتان) من البازلت الأسود. يعلو فتحة الباب ساكف حجري ضارب إلى الصفرة، يعلوه مدماك مزرّر، ومدماكان حجريان، ثم فتحة شباك تقع أسفل عقد كتلة المدخل، ويعلوه إفريز حجري مكوّناً إطاراً يلتفّ حول كتلة المدخل منتهياً بأسفلها على شكل منحوتة دائرية (ميمة). ويوجد على يسار المدخل (تجاه الجقمقية) شباك علوي مستطيل ذو إطار، وساكف حجري ضارب إلى الصفرة يستند إلى حجرين منحوتين. وينصّف شباك سفلي مستطيل ذو حماية معدنية (مصبعات) أصلية باقي الجهة الغربية، ويعلوه ساكف حجري، ثم مدماك مزرّر بعرض الشباك. ثم تلتّف هذه الواجهة إلى زاوية الحارة بشطفة يعلوها مقرنصات حجرية جميلة؛ لتستمر عبر واجهة غربيّة مُطلّة على حارة المدرسة الجقمقية المؤدية إلى باب الفراديس في الجامع الأموي، وهي متناظرة في تفاصيلها؛ تحتوي على ثلاثة شبابيك ذات حماية معدنية أصلية تتماثل مواصفاتها وما يعلوها مع واجهة الشباك الشمالي، وينفرد الشباك الوسطي بوجود نص منقوش على مدماك حجري ذكره سوفاجيه Sauvaget كالآتي: "أنشأ هذه الدار المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى محمّد الإخنائي السعديّ الشافعيّ خادم الشريعة المطهّرة بدمشق المحروسة غفر الله له ولوالديه وسامحه وجعلها داراً بحمد الله تعالى للمتعلّمين للقرآن والمتفقّهين والمتحدثّين بحديث النبيّ الأمين جعلها الله خالصة لوجهه الكريم وذلك في سنة عشرين وثمانمائة"، ويتوضّع أسفل النص صورة منحوتة لرنك الدواة الذي يشير عادة إلى اللقب الدودار أو الكاتب ممسك الدواة.

المدرسة الإخنائية: القبة من زوايا مختلفة 

يعلو كامل الواجهتين ثلاثة مداميك حجرية أقيمت في وقت لاحق وقد غُطّي معظمها بالطينة.

وتعلو قبة الضريح زاوية التقا الواجهتين الشمالية والغربية، وهي قبة ملسا نصف كروية تستند إلى رقبة مثمّنة عالية بخلاف المعتاد في القباب المملوكية في دمشق، وينصف جميع أضلاعها فتحات مرتفعة ذات شبابيك خشبية متهالكة ومعقودة بإطار حجري أسود.

ويُدخل عبر باب المدرسة إلى دركاه مستطيلة تحوّلت ميمنتها إلى ميضأة وميسرتها إلى دورات مياه، وهي مسقوفة بقبوات متقاطعة لطيفة. وتفضي الدركاه إلى صحن المدرسة المربع عبر فتحة ذات ساكف حجري يستند إلى حجرين منحوتين.

والجهة الجنوبية للصحن تؤلف واجهة القبلية (حرم الصلاة) عبر عقد حجري عالٍ بعرض ضلع الصحن، يشبه عقد الجهة الغربية للصحن التي تحصر خلفها إيواناً غربياً يتوضّع الباب الذي يؤدي إلى تربة المدرسة في جهته الشمالية. وأما الجهة الشرقية للصحن فمغلقة بجدار مستحدث يُفترض سابقاً فيه وجود إيوان شرقي خلفه ليكتمل مسقط المدرسة المعماري الأثري المفترض.

المدرسة الإخنائية من الداخل 

وحديثاً كُسيت الواجهة الجنوبية للصحن بالحجر المتناوب، وغُطّي القسم الأعلى منها بالطينة الإسمنتية والدهان الأبيض، وهي تحوي فتحات معقودة حديثة وباب يؤدي إلى حرم المسجد، يعلوها فتحة زجاجية واسعة تغطي الجز العلوي من العقد المرتفع.

وأمّا واجهة الصحن الغربية فقد أُغلقت بجدار حديث فيه باب التربة وباب يؤدي إلى الإيوان الغربي وشباك معقود وسطي، يعلوهم شباكان علويّان، وقد كُسيت بشكل مماثل للواجهة الجنوبية المذكورة.

وتحتوي الواجهة الشمالية للصحن إضافة إلى كتلة المدخل على غرفتين علويتين تبرزان قليلاً فوق الصحن، وقد هُدِمت وأُزيلت مع درجها الخشبي الصاعد إليها من الزاوية الشمالية الشرقية، وبقيت بعض تفاصيل آثارها ظاهرة. وأمّا بحرة الصحن المركزيّة والمثمّنة فقد اختفت منذ فترة وجيزة للأسف!

يتم الصعود اليوم إلى تربة المدرسة بثلاث درجات للوصول إلى منسوب أرضيتها الأساسي، حيث تتوسطها التركيبة الرخامية للقبر الذي يضم رفات واقف المدرسة وعلما من آل المنيّر المنسوبين إلى آل البيت.

كُسيت واجهات هذه التركيبة الضريحية بألواح رخامية محفورة على طبقات عدة تحوي أسما الله الحسنى، وآيات قرآنية، وزخارف نباتية، وأسما المدفونين فيه مع ذكر أنسابهم. وتغطي التربة قبة نصف كروية محمولة على رقبة مثمنة تستند إلى مثلثات كروية في الزوايا الأربع. يتوسط جدارها الغربي نافذة معقودة تفتح على حارة الخانقاه الجقمقية، ويماثلها نافذة على جدارها الشمالي تفتح على جادة الغزي، ونافذة جنوبية تفتح على الإيوان الغربي للمدرسة ولكنها مغلقة حالياً. وجميع جدرانها وقبتها مغطاة بالطينة والدهان، وأرضيتها مرصوفة بالحجر.

الإيوان الغربي مسقوف بقبوة متقاطعة بمثلثات، وله باب وشباك مستحدثان ومفتوحان على الصحن، وشباك مغلق على التربة، وشباك غربي معقود يفتح على حارة المدرسة الجقمقية. ويتصل به إلى الجنوب إيوان جنوبي غربي مسقوف بقبوة متقاطعة، وله شباك غربي معقود وتري يفتح أيضاً على حارة الجقمقية، وفيه كتبيّة جنوبية معقودة وترية أيضاً.

وأمّا القبلية (المصلى) التي تحتل الضلع الجنوبية للصحن فهي مسقوفة بسقيفة معدنية حديثة أخفت شكل العقود والسقف المقبب، ويتوضّع على جدارها الجنوبي محراب معقود ذو حنية نصف دائرية وكتبيتان معقودتان متناظرتان عن يمينها ويسارها، حُوّلت اليسارية منهما إلى فتحة تؤدي إلى الخانقاه السميساطية الملاصقة للمدرسة. والمسجد مفتوح على الإيوان الجنوبي الغربي السابق ذكره بعقد واسع، ومغلق حالياً من الجهة الشرقية بجدار غرفة تفتح عبر باب وشباك مطل عليه، مسقوفة بسقيفة حديثة. وهي تحوي كتبيتين معقودتين تنصّفان واجهتيهما الجنوبية والشرقية.

جميع الجدران الداخلية للمدرسة مكسوّة حديثاً بوزرة رخامية (كسوة جدارية) حديثة ثم بطينة حديثة صفرا ، ودُهِنت جميع القبوات باللون الأبيض، وأرضيتها مغطاة بالبلاط الإسمنتي الحديث، وهذا ما أدى إلى تغييرات واضحة في الأوصاف المعمارية للمدرسة.

 

زكريا كبريت

 

 

مراجع للاستزادة:

 - عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، تحقيق جعفر الحسني (مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، مطبعة الترقي، 1367هـ/1948م).

 - يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس، (المعهد الفرنسي بدمشق، مكتبة لبنان، بيروت 1395هـ/1975م).

 - ولتسينجر وواتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير (الطبعة المعرّبة مطبعة سورية، دمشق 1405هـ/1984م).

 - أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق 1410هـ/1989م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 259
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1107
الكل : 40578197
اليوم : 108012