ابن سلامة (تربة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

ابن سلامة (تربة-)

ابن سلامه (تربه)

Ibn Salâma (Cemetery-) - Ibn Salâma (Cimetière-)

ابن سلامة (تربة -)

تقع تربة ابن سلامة في دمشق، منطقة الصالحية، حي "أبو جرش"، شمال شرقي جامع عبد الغني النابلسي، غرب المدرسة الصاحبة [ر]، زقاق الحلاّلات (حارة هيثم أرناؤوط) على زاوية شارع البرا بن مالك ومقابل مسجد الحلاّلات.

المسقط الأفقي لتربة ابن سلامة

أنشأها في العهد الأيوبي أبو عبد الله الحسن بن سلامة الرقي المتوفى سنة 610هـ/1213م والمدفون فيها، وذلك بحسب النص المنقوش على ساكف شباك الواجهة الشمالية: "بسم الله الرحمن الرحيم، كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، هذه تربة العبد الفقير الغريب الراجي رحمة ربه أبو عبد الله الحسن ابن سلامة الرقي، توفي في ربيع الآخر سنة عشر وستمائة رحمه الله تعالى".

مسقط التربة مربّع الشكل وطول ضلعها 8.83م وبمساحة 78م2، وجدرانها مبنية من مداميك الأحجار الكلسية بارتفاع 45سم.

تعلو التربة قبّة نصف كروية محزّزة 16حزّاً، في منتصف كل منها فتحة دائرية صغيرة ربما كانت مغطاة بمضاوٍ زجاجية، وتستند إلى رقبة بطبقتين، العلوية منهما تتألف من 16 ضلعاً: تحوي الأضلاع الأربع الرئيسية المتعامدة نوافذ معقودة بعقد مدبّب، والأضلاع الباقية تحوي أربعة محاريب زخرفية، وأربعة محاريب بصدفات سباعية الحزوز، وأربعة محاريب بطاسات ملسا . وأما الطبقة السفلية للرقبة فهي أكثر ارتفاعاً، وتتألف من ثماني أضلاع: يحوي كل ضلع من الأضلاع الأربعة الرئيسية المتعامدة نافذتين معقودتين مدبّبتين يحيط بهما عقد عالٍ مدبّب، وتحوي الأضلاع الأربع الباقية نوافذ صمّا معقودة مدبّبة تحيط بإطار زخرفي بسيط. القبّة مدهونة باللون القرميدي من الخارج وباللون الأبيض من الداخل، وأما رقبتاها فهما مدهونتان باللون الأبيض من الداخل والخارج، وهما مبنيّتان من الطوب القرميدي.

الواجهة الشرقية متناظرة، ينصّفها شباكان مستطيلان ذوا عقدين حجريّين وتريّين، يعلوهما ساكفان حجريان منحوتان، فوقهما عقدان حجريّان وتريّان ثم مدماكان ينتهيان بمدماك حجري مشطوف بارز للخارج يشكّل إفريز التربة التي يحيط بجميع واجهاتها.


الواجهة الداخلية	تربة ابن سلامة

مناطق الانتقال في القبة	القبة من الداخل

أمّا الواجهة الشمالية فهي متماثلة تقريباً مع الشرقية، ويميزها وجود النصّ المنقوش على ساكف الشباك اليساري سابق الذكر، وتلتقي هاتان الواجهتان بشطفة بسيطة تنتهي بحنية محرابية صغيرة، وأمّا الواجهتان الغربية والجنوبية فهما مغلقتان بالتصاق المحلات بها.

يتمّ الدخول إلى التربة عبر محل في نهاية واجهتها الشمالية ملتصق بالواجهة الغربية، ويُفضي إلى باب التربة الغربي الخشبي ذي المصراعين، يعلوه عقد مدبّب، ويتوضّع عن يمينه شباك مماثل للشبابيك الأخرى، ويجمع بين الباب والشباك عقد مرتفع مدبّب. يفتح هذا الباب على قاعة الضريح المربّعة والمزالة أرضيتها وقبراها اللذان لم يبقَ من آثارهما سوى ركام أحجار متناثرة، والمفترض أن يكونا في وسط القاعة. الجدران الداخلية مغطاة بالطينة والكلسة البيضا المهترئة والمتساقط أجزا منها، ولا يميّز القبة سوى وجود أربعة مثلثات كروية (سراويل) ذوات حنيات محرابية صغيرة في أعلى زواياها الأربع الواقعة أسفل رقبتي القبة، فضلاً عن وجود كتبيّة تنصّف الجدار الجنوبي، يحيط بها عقد مرتفع مماثل لباقي الجدران.

تعرّضت التربة لترميمات بسيطة لجدرانها، يظهر ذلك جلياً من خلال استبدال أحجار أخرى ببعض احجارها بمقاييس مختلفة. وكذلك يتبيّن من خلال وجود حجرين منحوتين من البازلت الأسود على زاوية الواجهة الشمالية والشرقية؛ كانا يشكّلان قاعدتين لبداية عقد مرتفع للحارة كان يحمل سيباطاً قديماً مندثراً، كما يؤكّد ذلك إحدى الصور التي أخذت سنة 1338هـ/1919م.

جمال كبريت

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر الريحاوي، العمارة العربية الإسلامية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1979).

- جان سوفاجيه، الآثار التاريخية في دمشق، تعريب: أكرم العلبي (دار الطباع، دمشق 1991).

- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1995).