logo

logo

logo

logo

logo

آراق السلحدار (تربة-)

اراق سلحدار (تربه)

Arâk' l Selehdâr (Cemetery-) - Arâq' l Selehdâr (Cimetière-)



آراق السّلحدار (تربة -)

 

 

تقع تربة آراق السلحدار في مدينة دمشق عند بداية الطريق العام المؤدي إلى حي الميدان التحتاني، وقد أمر بإنشائها الأمير آراق السّلحدار نائب السلطنة المملوكية بمدينة صفد في فلسطين سنة 750هـ/1349م لتكون مكاناً يدفن فيه بعد موته الذي كان سنة 754هـ/1353م، وشهرت التربة باسم تربة وجامع سيدي صهيب الرومي المدفون في المدينة المنورة، وله مقام وجامع يحمل اسمه ملاصق للجهة الجنوبية للتربة، حيث تشكل التربة بواجهتها المميزة مع واجهة الجامع الملاصق والسبيل الملحق به مجموعة معمارية مميزة.

الواجهة الشرقية الرئيسية لتربة آراق السلحدار

يتم الدخول إلى البنا عبر باب يفضي مباشرة إلى دهليز عريض له ثلاثة أبواب، يوصل اثنان منهما على يمين الداخل ويساره مباشرة إلى غرفتين كبيرتين تتألف كل منهما من مساحة مربعة كانت مغطاة بقبة زائلة، وكانت محملة على أربع مناطق انتقال، بكل منها أربعة صفوف من الحنايا المتصاعدة تمثل الشواهد الوحيدة الباقية اليوم على شكل القبتين الزائلتين اللتين حل مكانهما أسقف متهالكة.

وكان يتوسط القبة الشمالية الواقعة على يمين الداخل تركيبة خشبية تعلو قبر الأمير آراق السلحدار، ولا تحتوي القبة الجنوبية اليوم على أي تركيبات تشير إلى وجود قبور تحتها بالرغم من الترجيح بأنها بنيت مع القبة الأولى لتكون مدفناً لأسرة المنشئ، وتطلّ كلتا القبتين على الشّارع بشباك سفلي مستطيل وقمرية علوية.

أما فتحة الباب الثالث في دهليز الدخول التي يعلوها عقد نصف دائري فيتوصل عبرها مباشرة إلى مساحة مربعة مغطاة بسقفٍ خشبيٍّ مستوٍ يفتح بجدارها الجنوبي إيوان مغطّى بسقفٍ مستوٍ يطلّ عليها بعقد نصف دائري من الحجر الأبلق، ويفتح بصدره محرابٌ مجوفٌ به عمودان رخاميان مدمجان يحملان عقداً نصف دائري، وبجانبه فتحتا شباك علوي وسفلي يطلان على صحن جامع سيدي صهيب الملاصق.

ويحتل الجدارَ الشمالي للمساحة المربعة عقدٌ نصف دائري مشابه لعقد الإيوان الجنوبي، وتشير الدلائل إلى أنه كان يمثل واجهة إيوان شمالي مقابل قبل أن يزال سقفه ويتحول فراغه اليوم إلى ملحقات محدثة.

ويبدو أن هذه الأجزا الغربية للتربة كانت قاعة متكاملة (تحتوي دور قاعة وإيوانين شمالي وجنوبي)، تقوم فراغاتها بوظيفة المصلّى والمكان الصّالح للإقامة عند زيارة القبور على عادة ما شاع في ذلك العصر.

 
الواجهة الجنوبية الداخلية لقاعة المصلى   المدخل الرئيسي لتربة آراق السلحدار
واجهة المدخل الرئيسية لتربة آراق السلحدار

وللتربة واجهة رئيسية وحيدة تمتد على الشارع العام، وهي واجهة شرقية مبنية بمداميك متناسقة من حجارة متناوبة بيضا وصفرا (مشهرة)، وبيضا وسودا (بلقا ) خاصة في مستواها السفلي المرتفع لمستوى عتب الفتحات، وتمتاز كتلة هذه الواجهة بتناظر معماري فريد كمثيلاتها من الترب التي تعود إلى الفترة المملوكية بدمشق، حيث يتوسطها كتلة المدخل الرئيسي الذي يتوزع على جانبيه شباكان مستطيلان مغشىً كل منهما بمصبعات أصلية من الحديد، يعلو كلاً منهما قمرية مدورة، ويؤطر الواجهة من الأعلى شريط قالبي بارز، في حين شطفت كل من نهايتي الواجهة عند الزاويتين من الأسفل للأعلى بشطف ينتهي بصدر صغير مقرنص. أما كتلة المدخل الرئيسي فهي مكونة من حجر غائر متوج بعقد مدائني ثلاثي كُسِيت ريشتاه بصفوف من المقرنصات المتصاعدة ذات الدلايات، في حين زينت قمة العقد بزخارف إشعاعية بارزة بشكل محارة أو صدفة، ويشغل كوشتي العقد (المساحة أعلى العقد) زخارف هندسية محفورة بشكل شريط ثنائي (جفت لاعب) يمتد لينعقد فوق قمة العقد بشكل دائرة حليت بقطع من القيشاني التركوازي اللون التي تساقط قسم كبير منها، ويتوسط أسفل حجر المدخل فتحة باب الدخول التي يعلوها عتب عريض مُسَجَّلٌ عليه نقش كتابي يتضمن نص التأسيس للتربة واسم بانيها وتاريخ البنا وبعض أوقافها كالآتي:

السّطر الأول: "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشا هذه التربة المباركـة العبد الفقير إلى الله آراق بن عبد الله السلحدار نائب

السّطر الثاني: السلطنة الشريفة بصفد المحروسة، كان مملوك مولانا السلطان الملك الناصر محمد الشهيد بن الملك المنصور قلاوون

السّطر الثالث: تغمّده الله برحمته وأوقف عليها الحصة من بستان مليك والطبقة والإسطبل والحوانيت وذلك في شهور

السّطر الرابع: سنة خمسين وسبعمائة أحسن الله عاقبتها وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين".

وعلى جانبي العتب نقشان آخران بهما دعا وذكر لأوقاف التربة ومقدارها، وكل هذه النقوش جا ت مكتوبة بخط الثلث المملوكي، ويعلو هذا العتب عقد عاتق مزرّر بأشكال أوراق ثلاثية يعلوه شريط مزين بأشكال هندسية بتناوب الأحجار البيضا والسودا ، ويلي ذلك للأعلى قمرية مدورة لإضا ة الممر الواقع خلف باب الدخول.

وقد أدخلت التربة اليوم ضمن مشروع ترميم متكامل يضم مسجد صهيب الرومي ومقامه، والسبيل الملحق به، والتربة بإشراف مباشر من المديرية العامة للآثار والمتاحف بدأت نتائجه تظهر بإعادة بنا القبتين بالكامل على طرازهما الأصلي، كما يؤمل منه أن يعيد لهذه التربة مكانتها المعمارية المميزة.

 

غزوان ياغي

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  عبد القادر الريحاوي، العمارة العربية الإسلامية خصائصها وآثارها في سورية (وزارة الثقافة، دمشق 1979).

 -  أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق 1989).

 -  عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسايرة الخيال (المجمع العلمي العربي للتأليف والدراسات والترجمة، بيروت 1986).

 -  قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (وزارة الثقافة، دمشق 1995).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 313
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40589868
اليوم : 119683