logo

logo

logo

logo

logo

أبو شامة (مقام-)

ابو شامه (مقام)

Abû Shâma (Makâm-) - Abou Shâma (Maqâm-)



أبو شامة (مقام (

 

 

يقع مقام "أبو شامة" في محلة العقيبة، شارع الأموي في الزاوية الجنوبية - الشرقية لمقبرة الدحداح، وهو بنا بسيط يتألف من ضريح يحتل عرض الفسحة السماوية الضيقة لمنزل كان ملاصقاً للخانقاه النحاسية من الجهة الشرقية، يفصل المقام عن الشارع جدار فُتح فيه باب ونافذة من القضبان الحديدية، وقد وضعت لوحة رخامية فوق شاهدة الضريح الذي غطته النباتات بسبب الإهمال تضمنت العبارة الآتية:

"الفاتحة - مرج الدحداح- مقام الولي العلامة المقرئ الفقيه المؤرخ أبي شامة، وهو شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي: صاحب التصانيف الشهيرة المتوفى في 19 رمضان سنة 665 هجرية"؛ ولوحة دلالة فوق النافذة تحمل العبارة السابقة ذاتها.

    وأبو شامة هذا الذي ينسب إليه المقام هو مؤرخ محدث باحث، وعُرِف بأبي شامة لوجود شامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر، وقد ولد في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة 599هـ الموافق للعاشر من شهر كانون الثاني سنة 1202م، أصله من القدس ومولده في دمشق في حي متواضع من أحيائها يعرف بدرب الفواخير القريب من الباب الشرقي، وهو من أسرة متواضعة هاجرت إلى دمشق بعد احتلال الصليبيين للقدس سنة 492هـ/1099م. حفظ القرآن صغيراً وأتمّ دراسته الأولى في علم القرا ات القرآنية في المدرسة العزيزية سنة 615هـ/1218م التي كانت ملاصقة للجدار الشمالي للجامع الأموي، ليقوم بجولة علمية بصحبة معلمه شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام، وليعود ثانية إلى دمشق ويقيم نحو 12 سنة في المدرسة العادلية [ر] التي تركها سنة660هـ/1262م، وكان قد بلغ الستين من عمره ليعمل مدرِّساً في المدرسة الركنية حتى عام 662هـ/1264م حيث ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية (الجوانية) [ر] حتى وفاته - في بداية العصر المملوكي - إثر تعرضه للضرب من قبل رجلين كانا قد ادعيا الحضور طلباً لفتوى، فلما اطمئنا لخلو المنزل اعتديا عليه بالضرب المبرح وذلك في منزله الكائن في محلة طاحونة الأشنان فمرض نتيجة لذلك، فقيل له ألا تشتكي المعتدين فقال في ذلك:

قلتُ لمن قالَ أما تشتكي                    

     ما قد جرى فهو عظيمُ جليلْ

يقيِّضُ اللهُ تعالـى لنا                        

     من يأخذُ الحقَّ ويشفي الغليلْ

إذا توكَّلـنا عليهِ كفى                      

     فحسبُنا اللهُ ونعمَ الوكــيلْ

له مؤلفات عدة أشهرها كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين (النورية والصلاحية)"، وقد وضعه في المدرسة العادلية [ر] وجمع فيه الكثير من الحوادث التي وقعت زمن الدولتين منتهياً إلى عام وفاة صلاح الدين الأيوبي 589هـ/1193م، ثم استكمل الأحداث من عام 590هـ/1194م حتى وفاته في كتابه "الذيل على الروضتين" الذي سماه ناشره "تراجم رجال القرنين السادس والسابع"؛ إضافة إلى كتب أخرى في أنواع العلوم، فألف كتاب "إبراز المعاني في شرح حرز المعاني" أي في شرح قصيدة الشاطبية مطولاً ثم اختصره في كتاب "الشهر المشهور"؛ إضافة إلى كتاب "شرح الحديث المقتفى في مبعث المصطفى" الذي صنف فيه درجات علم الحديث الشريف وبيَّن فضل طلبه، وكتاب "ضو الساري إلى معرفة رؤية الباري"، وكتاب "المحقق في الأصول" وكتاب "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز"، ومختصر تاريخ ابن عساكر وغيرها. ووقف كتبه ومصنفاته جميعها في المكتبة العادلية فكانت مما احترق في أثنا تعرضها للحريق أيام فتنة غازان المغولي وحريق سنة 778هـ/1376م.

 

عماد موسى

 

 

مراجع للاستزادة:

 -  أبو شامة، تراجم رجال القرنين السادس والسابع المعروف بـ "الذيل على الروضتين"، تعليق إبراهيم شمس الدين (دار الكتب العلمية، بيروت 2002).

 -  قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (وزارة الثقافة، دمشق 1995).

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 117
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40564350
اليوم : 94165