logo

logo

logo

logo

logo

الإيوان

ايوان

-

 الإيوان

الإيوان

 

الإيوان Iwan كلمة فارسية معربة مأخوذة من "إيفان"، وتعني لغوياً قاعة العرش، ومنه إيوان كسرى، ويجمع في العربية على أواوين وإيوانات، وهو الصفة العظيمة المرتفعة عن مستوى أرض البيت، وتحيط بها ثلاثة جدران.

واجهة إيوان الحرملك في قصر العظم

والإيوان في العمارة الإسلامية وحدة معمارية مربعة أو مستطيلة ذات سقف مقبى غالباً ومستوٍ أحياناً، تحيط به ثلاثة جدران من ثلاث جهات فقط، أما الجهة الرابعة فهي مفتوحة بعقد أو قنطرة تطل على صحن أو فناء مكشوف أو بهو، لأنها إن كانت مسدودة سمي الإيوان في هذه الحالة مجلساً، وأرضية الإيوان تعلو دائماً بمقدار درجة أو سلمة أو أكثر عن باقي مسطحات المكان الذي يتقدمه.

إيوان قصر الشهبندر

وقد تتصل بالإيوان قاعات وغرف متعددة بحسب وظيفة البناء الموجودة فيه، ولعل أكبر إيوان - يرجع إلى ما قبل الإسلام بنحو أربعة قرون - هو إيوان كسرى أو طاق كسرى الذي يبلغ عرضه 25م وارتفاعه من الأرض إلى أعلى قمة القوس 34م، ولا زالت معالمه الأثرية باقية حتى اليوم في أطلال المدائن وخرائبها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من بغداد.

إيوان الحرملك في قصر العظم

ما لبثت العمارة الإسلامية أن تبنّت هذا العنصر البنائي ونجحت في جعله عنصراً معمارياً إسلامياً صرفاً، وقد بدأ ذلك الانتشار لاستخدام الإيوانات في العمارة الإسلامية منذ القرن الأول للهجرة حيث وجدت أقدم أمثلة الأواوين في قصر المشتى [ر] الذي بناه الوليد الثاني فيما بين سنتي 125- 126هـ/742-743م ببادية الشام، وفي قصر الأخيضر الذي بناه في العراق عيسى بن موسى سنة (161هـ/778م)، ولم يلبث الإيوان أن هيمن على جزء مهم من الأبنية الخاصة والعامة، فارتبط بتخطيط البيوت السكنية حيث يطل على صحن الدار وتستخدمه العائلة غرفة معيشة في الصيف. وكذلك استخدم في المدارس والبيمارستانات والخانات والخانقاوات وغيرها من الأبنية. وانتشر من أفغانستان إلى مصر، وأحياناً في أماكن أخرى من العالم الإسلامي الواسع الرِّحاب.

إيوان الحرملك في بيت خالد العظم

إيوان جامع الياغوشية

وصار الإيوان حجر الزاوية في تخطيط الأبنية الإسلامية والدينية منها بصفة خاصة، فأشرف على الخارج فيها أحياناً وعلى صحونها وأفنيتها وحدائقها أحياناً أخرى، وشكل محور التخطيط في هذه الأبنية، فتوزعت قاعاتها في الأركان والفراغات التي يتركها اتصال الإيوان أو الإيوانات بالفناء أو الأفنية ولاسيما في المدارس التي شاعت عمارتها في عهد السلاجقة في فارس والعراق، وفي عهد المماليك في مصر والشام، لأن الاختلاف بين المذهبين السني والشيعي كان سبباً جوهرياً في نشأة هذه المدارس كأبنية دينية وتعليمية، فاستخدمت للصلاة ولتدريس المذاهب الفقهية في آن واحد، مما جعل عدد الإيوانات في المدرسة الواحدة لا يتجاوز عدد المذاهب الفقهية المعروفة، وقد يقل عنها أحياناً كثيرة تبعاً لإمكانات المنشئ من ناحية، ولنوعية المذهب من ناحية أخرى، وبذلك حل هذا التخطيط الإيواني أكثر من مشكلة معمارية في البناء الواحد. واستخدام المجال البنائي المكون له على نحو غير مقيد لا ينحصر في هدف واحد فقط؛ لأن الإيوان في المسجد والمدرسة ونحوهما كان يؤدي دور المصلى أو قاعة الدرس والمطالعة وغير ذلك من الأغراض، كذلك كان الإيوان حامياً للبناء من الحر والبرد نتيجة عزله للغرف التي على جانبيه صيفاً وشتاءً، وكان فوق هذا كله أهم العناصر المعمارية التي أسهمت في تنويع أشكال العقود في العمارة الإسلامية وتطورها، وأثرت توزيع كتل البناء على نحو إيقاعي متوازن، فتحكم الإيوان في المخطط المعماري العام للبناء، وهيمن على نسب واجهاته الخارجية، وسيطر على حركة هندسته الداخلية، وتقبل أنواع الزخارف المختلفة بكل مواردها وأشكالها شأنه في ذلك شأن العناصر المعمارية الأخرى.

إيوان البيمارستان القيمري

وتعد الإيوانات الموجودة في المساجد والمدارس والبيمارستانات من أبرز الأمثلة، ومنها الإيوانات الأربعة المميزة في البيمارستان النوري[ر]، وكذلك الإيوان الذي أعيد إحياؤه في المدرسة الظاهرية [ر]، كما تتميز الإيوانات الأربعة في الخانقاه الجقمقية [ر] بصفات تؤكد الرغبة الكبيرة للمنشئ باستخدامها على الرغم من صغر مساحة البناء، وكذلك تتوزع في العمائر السكنية المتبقية في مدينة دمشق أمثلة مهمة لهذه الإيوانات كالموجودة مثلاً في بيت العقاد وبيت نظام [ر] وقصر أسعد باشا العظم [ر. العظم (قصر-)]، وغيرها من الأمثلة الكثيرة ذات المساحات والأشكال المختلفة التي تؤكد أهمية هذا العنصر المعماري ودوره المميز في العمارة الإسلامية بأنواعها وطرزها المختلفة التي عرفت عبر فترات التاريخ الإسلامي.

الإيوان في جامع المدرسة الشاذبكية

الإيوان الشرقي للمدرسة النورية

إيوانات حمام نور الدين الشهيد

الإيوان الشرقي للبيمارستان النوري

إيوان بيت الخطيب في دمشق القديمة

إيوان الحرملك في بيت السباعي

وقد ورد لفظ الإيوان في وثائق الوقف بصيغ متعددة منها: "رواق جديد كبير يحوي إيوانين متقابلين بينهما دور قاعة"، و"إيوان به مرتبة وبابان متقابلان أحدهما خرسان والآخر خزانة كسوة"، و"قاعة إيوانين متقابلين بينهما دور قاعة لطيفة"، و"إيوان كبير بصدره مرتبة يعلوها باذاهنج".

غزوان ياغي

مراجع للاستزادة:

- عاصم محمد رزق، معجم المصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، ط1 (مكتبة مدبولي، القاهرة 2000).

- غزوان ياغي، المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سورية، ط1 (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط 2011).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1069
الكل : 45600066
اليوم : 749