logo

logo

logo

logo

logo

بركة رام (موقع-)

بركه رام (موقع)

-

بركة رام (موقع -) 

 

إن موقع بركة رام هو أحد مواقع عصور ما قبل التاريخ القليلة التي عثر عليها في مرتفعات الجولان السوري، على ضفاف بحيرة صغيرة تحمل الاسم نفسه، بين بلدة مجدل شمس شمالاً وبانياس غرباً في أقصى شماليّ الجولان، ويقع إلى الشمال منه وادي اليعفوري في الخاصرة الجنوبية لجبل الحرمون، وتتسم أرض الجولان عموماً بالوعورة، وكثرة الأحجار، وقلة التربة بسبب بنيتها الجيولوجية المؤلفة من صخور بازلتية واندفاعية؛ إذ تقع أغلب الأراضي تحت الاندفاعات البركانية، وتكثر المخاريط البركانية، التي شكلت تلالاً على سطح هضبة الجولان مثل تل خنزير 977م، وتصل أعلى قمة مخروط بركاني في الجولان في قمة بير عجم 1157م.

عرف هذا الموقع بداية عام 1979 عند القيام بمشروع استصلاح أراضٍ زراعية في المنطقة، حيث عثر على أدوات حجرية؛ من بينها فؤوس يدوية، جرت على إثرها مسوحات أثرية؛ أظهرت أهمية الموقع؛ مما دفع إلى تنقيبه في موسمي 1980 و1981. وعلى الرغم من صعوبة الحفر في جميع المناطق؛ لأنها مغطاة بطبقة من البازلت يزيد سمكها على 4م؛ فقد عثر على 6809 لقى أثرية اشتملت على 6405 كسر حجرية ناجمة عن تصنيع الأدوات الحجرية التي بلغ عددها 404 أدوات حجرية، كما تتضمن اللقى الأثرية عدداً من التماثيل الآدمية الصغيرة الحجم، وتشير هذه اللقى بمجملها إلى استخدام الإنسان لهذا الموقع في أغلب أقسام العصر الحجري القديم Paleolithic وما بعده.

بحيرة بركة رام 

أقدم الأدوات الحجرية ثماني فؤوس يدوية hand axes، صُنعت إحداها من البازلت والبقية من الصوان، شكلت نسبة 1.98% من مجموع الأدوات الحجرية. أخذت الفؤوس اليدوية الشكل اللوزي، مع استخدام مبكر للتقنية اللفلوازية Levallois techniques في تصنيعها، واستخدام واضح للمطرقة الناعمة (العظم أو الخشب) في التصنيع، وقد نُسبت هذه الأدوات إلى الطور الأعلى من الثقافة الآشولية Upper Acheulian الذي أخذت فيه الفؤوس اليدوية شكلاً لوزياً أو قلبياً، مثّل هذا تقليداً حضارياً واحداً شمل مواقع بلاد الشام التي تعود إلى الطور الأعلى من الثقافة الآشولية، الذي انتشرت مواقعه على مساحة واسعة من بلاد الشام من الساحل حتى نهر الفرات؛ كموقعي الندوية وعين عسكر في البادية السورية، وموقع القرماشي في حوض العاصي، وأم قطافة (الطبقة D)  في فلسطين، وعين الأسد في الأردن، وموقع رأس بيروت (III و IV) في لبنان.

بركة رام- تمثال لفينوس الإلهة الأم 

إن المرحلة الحضارية الثانية التي أظهرتها الأدوات الحجرية كانت الموستيرية، وكان لها النصيب الأكبر من عدد الأدوات الحجرية المكتشفة، يأتي في مقدمتها المقاحف side scrapes، ومنها المقحف البسيط المحدب خاصة، إضافة إلى النوى cores، والشظايا اللفلوازية Levallois flakes. ولا يختلف موقع بركة رام عن باقي مواقع بلاد الشام بنسبة المقاحف الكبيرة، فهي سمة من سمات العصر الحجري القديم الوسيط Middle Paleolithic في بلاد الشام، وتلازمت فيه الصناعة اللفلوازية مع الموستيرية، ويمكن تحديد ثلاث مراحل متعاقبة في الصناعات الحجرية لهذا العصر اعتماداً على الطبقات الأثرية لموقع الطابون [ر]، وهي من الأقدم D,C,B.

كما أظهرت الاكتشافات الأثرية في موقع بركة رام عدداً من التماثيل الآدمية، اكتشف إحداها ضمن أدوات تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى؛ كالمكاشط end scrapes، والأزاميل burins.

ومن الجدير ذكره وجود آثار إغريقية ورومانية وبيزنطية. ويبقى موقع بركة رام موقعاً فريداً من نوعه في منطقة الجولان، وقد أعطى اكتشافات مهمة؛ على الرغم من أن التنقيب فيه لم يشمل أكثر من 25.5م2.

أحمد دياب

مراجع للاستزادة:

- A. Marshack, On the “Geological” Explanation of the Berekhat Ram Figurine. Current Anthropology 36.3 (1995).

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 40476984
اليوم : 6799