logo

logo

logo

logo

logo

الآجر

اجر

Brick - Brique



الآجر

 

 

ظهر الآجر Bricks في حضارة المشرق العربي القديم بعد المراحل التي استعمل فيها الطين ثم اللبن في العمارة. ويتم تصنيع الآجر بوساطة تعريض اللبن للشوي في  أفران خاصة (قمائن)، بدرجات حرارة معينة. لكن التوصل إلى صناعة الآجر لم ينهِ الدور الرئيس للبن في تشييد الأبنية. إذ اقتصر استعمال الآجر على أجزا محددة من الأبنية وضمن استعمالات خاصة، وتعتمد هذه الاستعمالات على خواص للآجر في مقاومة الرطوبة وتحمل الأثقال الكبيرة. لكن ملا مة اللبن لمناخ المنطقة - بسبب كونه عازلاً جيداً- جعله مفضلاً في تشييد الجدران على الآجر، ناهيك عما تتطلب صناعة الآجر من جهود وتكاليف بسبب الوقود اللازم لعملية شيه.

يعتقد أن صناعة الآجر ابتدأت في دور الوركا في الألف الرابع قبل الميلاد، بعد أن تم التوصل إلى شيّ المخاريط الطينية التي شاع استعمالها في تزيين واجهات الأبنية في ذلك الدور. واستمرت صناعة الآجر واستعماله في العمارة بعد ذلك طوال العصور التاريخية حتى الوقت الحاضر. ويرد اسم الآجر في النصوص المسمارية الأكادية مضاهياً لاسمه في اللغة العربية، ذلك (أنه  أجُرُّ في الأكادية. وفي السومرية يكتب بالمقاطع الرمزية (لوغوغرام)، الآتية: سِج 4- أل- أور 3- را SIG-AL-ÙR-RA.   ومما يدل على أهمية الآجر في الحضارة القديمة أن ديانة بلاد الرافدين القديمة عرفت وجود إله مختص بهذه الصناعة اسمه كُلاّ Kulla.

لم يستعمل الآجر في تشييد الجدران لكنه استعمل في بنا أسس جدران اللبن، خصوصاً في المناطق التي لاتتوافر فيها الحجارة. وأحياناً كان الآجر يستعمل في إكسا بعض الجدران. وفي العصر البرونزي الوسيط استعمل الآجر في تشييد الأجزا السفلى من الجدران. ومن الاستعمالات الأكثر شيوعاً للآجر وصف أرضيات بعض الغرف والباحات المفتوحة خصوصاً في الأبنية العامة مثل القصور والمعابد. وفي العصر البرونزي الحديث ظهر استعمال جديد للآجر في تزيين الواجهات، وكانت تكون من تماثيل آلهة بشكل نافر من تلك الواجهات، وقد وجدت هذه التزيينات في عدد من مدن وادي الرافدين. استعمل الآجر أيضاً في تشييد دكاك المذابح في المعابد، واكتشفت أمثلة من هذه المذابح في معابد مدينة إيمار القديمة (مسكنة [ر] حالياً) على الضفة الغربية لنهر الفرات في سورية. وهناك استعمال آخر للآجر في تشييد الأضرحة أو تغليف جوانبها الداخلية وكذلك في تغطية النواويس الفخارية. كما استعمل الآجر في تكوين المصاطب تحت الأبنية. ومن الاستعمالات المهمة للآجر كانت وضع النقوش التذكارية عليه، فقد كانت هناك ممارسة في العصور التاريخية تقضي بوضع نقش أو ختم مكتوب للحاكم على عدد من آجرات بناية مهمة، مثل القصر أو المعبد، يتضمن اسم الحاكم والجهة التي شيدت من أجلها البناية وتفاصيل عنها. وفي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ظهر الآجر المزجج الملون الذي كان يستعمل في واجهات الجدران. من أقدم المواقع الأثرية السورية التي اكتشف فيها الآجر موقع حبوبة الكبيرة[ر]، الذي يعود تاريخه إلى دورأوروك الأخير في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد. فقد كشفت التنقيبات في الجز الجنوبي من هذا الموقع (تل قناص)، عن أرضية من الآجر الصغير الحجم مع حوض ما ، ومجرى مغطى بألواح من حجر الكلس. وفي المعابد الأربعة المكتشفة في تل بيدر - في منطقة الخابور - استعمل الآجر في بنا السلالم الصغيرة التي تتقدم مداخل تلك المعابد التي يعود تاريخها إلى نحو 2400 ق.م، وكذلك في المداخل نفسها. واستعمل الآجر في تكوين السقف المعقود للضريح تحت أرضية قاعة العرش في القصر الشرقي (قصر الشكَّناكوّ)، في ماري[ر] الذي يعود تاريخه إلى أواخر الألف الثالث قبل الميلاد. ومن العصر البرونزي الوسيط كشف في  تل العشارة [ر]، على الفرات، عن غرفة ضمن بناية مجمع إداري. وتمثل هذه الغرفة مرفقاً كتابياً، وتتوسطها تسع آجرات كبيرة رصفت على الأرضية الطينية للغرفة. وقد فسر المنقبون هذه الآجرات على أنها موضع جلوس  الكاتب، ويسند هذا التفسير وجود جرة فخارية متوسطة الحجم تحتوي على كمية من الطين يبدو أنها كانت معدة لصنع الرقم الطينية للكتابة. وكانت هناك مجموعة من الرقم الطينية المدونة في هذه الغرفة. وفي ماري وجدت تسع آجرات في أسس معبد شمس تحمل جميعها نصاً مسمارياً لملك ماري يخدون لِم (1820- 1800ق.م)، وكشف في موقع تل بري ومحمد دياب في منطقة الخابور عن باحات رصفت أرضياتها بالآجر فضلاً عن قبور لها سقوف معقودة بالآجر. وكشف مثل ذلك في تل طابان [ر] على الخابور الأوسط، من العصر الآشوري الوسيط، وكانت بعض الآجرات في قبو الدفن تحمل نصاً مسمارياً باسم حاكم مدينة تابيتو. ووجدت أرضيات مرصوفة بالآجر من الألف الأول قبل الميلاد في تل حلف [ر] وفي الطبقة التاسعة في تل خميس[ر] على الفرات.

 

جمال تموم

 

 

مراجع للاستزادة:

-  جون اوتس، بابل: تاريخ مصور، ترجمة: سمير عبد الرحيم الجلبي (بغداد 1990).

- O. AURENCHE, La Maison orientale. L’architecture du Proche- Orient ancien, des origines au milieu du quartrième millénaire, (Paris, 1981).


التصنيف : العصور التاريخية
النوع : عناصر معمارية
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 211
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 579
الكل : 31294978
اليوم : 43166