logo

logo

logo

logo

logo

بيت خيلان

بيت خيلان

Bit Hilani - Bit Hilani

بيت خيلاني 

 

بيت خيلاني Bit hilani طراز معماري خاص بالأبنية الرسمية، ورد ذكره في نصوص الملك الآشوري سرجون الثاني (721-705ق.م)، ويتحدث فيها عن قصور شيدها في عاصمته الجديدة دور- شروكين (خرسباد حالياً شمال نينوى). يذكر سرجون الثاني في نصوصه تلك أنه شيد عند «مداخل القصور أروقة مصممة على طراز قصور شمالي سورية (خاتي) الذي يطلق عليه باللغة الأمورية (الكنعانية) بيت خيلاني»، ويستطرد الملك الآشوري فيذكر أنه نصب دعامات لإسناد تلك المداخل بشكل تماثيل أسود ضخمة وأعمدة من خشب الأرز. وهكذا قدم النص الملكي الآشوري معنى بيت- خيلاني بصفته المدخل ذا الرواق والأعمدة بشكل التماثيل، وهذا ما كان شائعاً في شمالي سورية في الألف الأول قبل الميلاد. كما حدد النص نفسه أصل هذا الطراز المعماري الذي هو من شمالي سورية، واسمه باللغة الأمورية «بيت خيلاني». وقد كشفت التنقيبات الأثرية في موقع دور- شروكين عن القصر F  قرب الزاوية الجنوبية من المدينة، حيث وجد فيه المدخل الذي يحمل خصائص بيت خيلاني المذكورة في النص. ومن الواضح أن ما أخذ من قبل الملك الآشوري اقتصر فقط على المدخل الخارجي، ويرجح بعض الباحثين أن بيت خيلاني يشمل أيضاً المداخل العريضة ذات الأعمدة وتتقدمها درجات حتى إذا كانت داخل الأبنية. والمرادف الأكادي لهذا المصطلح الأموري/  الكنعاني هو بيت أبّاتِ bit appāti، لكن النصوص الملكية الآشورية، مثل نصوص الملكين تجلات- بلاصر الثالث وسنحاريب استمرت تستعمل الاسم الأموري بيت خيلاني.

مخطط بيت خيلاني

تتميز أبنية بيت خيلاني في المواقع السورية القديمة من الألف الأول قبل الميلاد بوجود رواق عند المدخل يتصدره من عمود واحد إلى ثلاثة، وهذا الرواق يتقدم غرفة مركزية مستطيلة الشكل على جهتها الطويلة حيث يوجد مدخل يؤدي إليها من الرواق، وعادة يرقى إلى الرواق بوساطة درجات قليلة. وللأعمدة قواعد كبيرة تكون أحياناً منحوتة بشكل حيوانات مزدوجة. وقد كان هناك جدل حول أصل هذا الطراز المعماري السوري، إذ ذهب بعض الباحثين إلى أنه من أصل حثي من بلاد الأناضول، وذهب آخرون إلى أن أصله يعود إلى ميتاني المملكة الحورية التي قامت في شمال- شرقي سورية في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، لكن التنقيبات الأثرية التي أجريت في موقع مدينة ألالاخ [ر] (تل العطشانة) دلت على أن هذا الطراز المعماري من أصل سوري قديم يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

القصر المعبد، نموذج بيت خيلاني، حلف

ففي داخل قصر يارم- لِم في ألالاخ (من القرن الثامن عشر قبل الميلاد) كان مدخل إحدى غرفه عريضاً تتقدمه بضع درجات وتتوسطه أربعة أعمدة خشبية، وقد عدت هذه الغرفة ومدخلها مثالاً متقدماً زمنياً لطراز بيت خيلاني. وكان هذا قبل قيام مملكة ميتاني بثلاثة قرون. ولكن حتى في ذلك الزمن كان المثال الآخر الأقرب إلى بيت خيلاني متطوراً من قصر يارم- لِم، وفي ألالاخ أيضاً، وذلك في قصر ملكها نقميبا (من نحو 1500 ق.م)، فمدخل هذا القصر كان بشكل رواق (الرقم 1 في مخططات المنقبين) يتوسط واجهتَه المفتوحة عمودان تتقدمهما بضع درجات يصعد بوساطتها من الساحة الأمامية. وبعد هذا الرواق هناك باحة مركزية.

واجهة متحف حلب، نموذج واجهة معبد حلف

من المواقع الأثرية السورية المهمة التي كشف فيها عن بيت خيلاني تل حلف (موقع مدينة جوزان القديمة) وذلك من نحو القرن التاسع قبل الميلاد، فقد شيد قصر الحاكم المحلي كبارا Kapara  بمدخل عريض تتوسطه ثلاثة أعمدة كون كل منها من قاعدة بشكل أسد ينتصب فوقه إله، وفي كل من طرفي المدخل تمثال كائن مركب  (Sphinx)، وهو المدخل الذي بُني شبه له في مدخل متحف حلب الحالي. وفي زنجرلي (موقع مدينة سمأل [ر] القديمة) ضمت قلعة المدينة قصرين من طراز بيت خيلاني يرقى إلى كل منهما بدرج قصير وعريض يؤدي إلى رواق بأعمدة في واجهته. ومن الألف الأول قبل الميلاد أيضاً كشف عن بناءين من هذا الطراز في تل طعينات [ر] جنوبي سهل العمق، يطلان على ساحة واسعة. وفي تل الفخيرية - في منطقة أعالي الخابورفتح مجس سبر عام 1940م كشف فيه تحت طبقات العصور الهيلينستية والرومانية (الطبقة الخامسة) عن جزء من قصر بمخطط بيت خيلاني. وظهر مخطط بيت خيلاني أيضاً في الطبقة الثانية في موقع جرن كبير على الفرات الأعلى في سورية، وكذلك في المدينة السفلى في تل الشيخ حمد (دور كتليمو القديمة) على الخابور الأوسط حيث كان القصر F من الطراز نفسه. وفي تل الشيخ حسن- على الضفة الشرقية للفرات- أقيم بناء من طراز بيت خيلاني على قمة الموقع المهجور في العصر الآشوري الحديث. وفي فلسطين وجدت بوابة مع بناء برجي يماثل طراز بيت خيلاني، وذلك في الطبقة الأخيرة من العصر الحديدي في تل مرسيم [ر].

ريا محســن

مراجع للاستزادة:

-H. Frankfort, “The Origin Of The Bit Hilani”, Iraq 14 (1952), Pp.120-131.

-I. Winter, “Art As Evidence For Interaction: Relations Between The Assyrian Empire And North Syria”, Mesopotamien Und Seine Nachbarn, (Eds.) H. J. Nissen And J. Renger, (Berlin, 1982), Pp. 355-382.

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31194124
اليوم : 19281