logo

logo

logo

logo

logo

بيت زمان

بيت زمان

Bit Zaman - Bit Zaman

بيت زمانِ 

 

بيت زمانِ Bit - Zamani مملكة آرامية تأسست في المنطقة الواقعة إلى الشمال من طور عابدين قرب منابع نهر دجلة، تغير امتدادها الجغرافي مع الوقت؛ لكن حدودها بقيت تصل من نهر الديب أو الكلاب شمال ديار بكر إلى نهر دجلة، و من منطقة قراصة داغ غرباً إلى المنحدرات الجنوبية لجبل طور عابدين جنوباً. ومركزها آمد أو آميدي (حالياً ديار بكر)، وعُرِفَت خلال العصر الآشوري الحديث باسم أميداAmida .

يأتي أول ذكر لبيت زمانِ في نص من تل بيلا (شيبانيبا القديمة)، من العصر الآشوري الوسيط، يرد فيه اسم شخص يدعى آشور- كاشيد Assur-kashid بن بيل- قراد Bel- Qrrad الذي من بيت زمانِ. ومنذ بداية القرن الثالث عشر ق.م؛ تتحدث بعض النصوص الآشورية عن وصول النفوذ الرسمي الآشوري إلى منطقة تدعى بيت زمانِ. ويبدو أن الاسم كان يدل في هذا الوقت على قبيلة آرامية يُرجّح أن زمانِ هو اسم زعيمها الذي أسس دويلة في المنطقة عرفتها المصادر الآشورية باسم بيت زمانِ.

في منتصف القرن الحادي عشر ق.م شن الملك آشور- بيل- كالا (1073- 1053ق.م) حملة ضد الآراميين في عدد من مدن منطقة جبال كاشياري (طور عابدين)، ويأتي ذكر اسم بيت زمانِ ضمن سياق حديثه مقترناً مع مدينة شينامو (Shinamu)؛ وهي مدينة سينابو Sinabu،  التي ذكرها آشور- ناصر بال الثاني عند حملته على بيت زمانِ في القرن التاسع قبل الميلاد. ويبدو أنه منذ عهد آشور- بيل- كالا بدأت منطقة حوض دجلة الأعلى تخرج عن السيطرة الآشورية، لتصل خلال حكم توكلتي- نينورتا الثاني (890-884ق.م) إلى حاكم غير آشوري في بيت زمانِ اسمه أمي بألي Amme- ba’li؛ الذي على الرغم من تعيينه من قبل الملك الآشوري تمرد على السلطة الآشورية. وعلى إثر ذلك رد الملك الآشوري بحملة على المناطق التي تحصن فيها المتمردون في إقليم نائيري Nairi وفي بيت زمانِ. وفي تلك الحملة دُمرت مدينتان، وأجبر حاكم بيت زمانِ على توقيع معاهدة تلزمه مساعدة الآشوريين عند الطلب وعدم الوقوف مع أعدائهم؛ فضلاً عن ضريبة يجب دفعها سنوياً. ويبدو أن هذا التحالف كان موجهاً ضد الإمارات الحورية والأورارطية القائمة في بلاد نائيري، في حوضي الفرات ودجلة الأعلى. فيما بعد تلقى توكلتي- نينورتا رسالة من حاكم بيت زمانِ يُستنتج منها أن قوة من بيت زمانِ لاحقت بعض الأعداء من أوداUda  (قريبة من كليت) حتى شورا Sura  (حالياً وادي سافور).

إن خضوع أمي بألي الدائم للآشوريين أدى إلى حدوث تمرد عليه قاده شيوخ بيت زمانِ بزعامة بور- رامان Bur - Rammanu  أمير مدينة  سينابو  Sinabu، وانتهى الأمر باغتياله عام  (879ق.م). وعلى إثر ذلك تدخل الملك الآشوري آشورـ ناصر بال الثاني، واستطاع القضاء على التمرد واستعادة مدينتي سينابو وتيدو  Tidu ووضع حاميات آشورية فيهما، وتم قتل بوررامان. كما هُجِّر 1500 مقاتل من الآراميين الأخلامو  Ahlamu من أتباع أمي بألي، في حين تم تعيين الزعيم القبلي إيلانو Ilanu  (ربما كان أخا أمي بألي) حاكماً لبيت زمانِ، وفرضت الضرائب السنوية عليه. وقد ظلت نصوص الحوليات الآشورية تصف إيلانو بالشيخ أو بشيخ القبيلة، وهذا ما ينم عن التركيب الاجتماعي والسياسي القبلي الذي قامت عليه بيت زمانِ. وفي عهد آشورـ ناصر بال الثاني كانت ضرائب ملوك بلاد نائيري و «رجل بيت زمانِ» تُدفع في مدينة توشخان Tushkhan، التي حولها الملك الآشوري إلى مدينة ملكية له ومركز لجمع الضرائب ومخزن للحبوب؛ قبل أن يتوجه إلى مدينة سوبرو Subru.

  عاد آراميو بيت زمانِ للتمرد ضد الآشوريين، فهاجم آشور-  ناصر بال الثاني في عام 866ق.م   مدينة إيلانو المحصنة دمدموسا  Damdammusa، وبعد الاستيلاء عليها سار مباشرة إلى مدينة أميد Amedu (مقر إيلانو الملكي)، وأخضعها. وبهذا تكون قد تمت سيطرة الآشوريين على تلك المنطقة، وخضع لهم الحكام المحليون الذين حافظوا على مراكزهم وعلى المصالح الآشورية، وامتنعوا عن التحريض على الثورة ضد الآشوريين.

 بعد ذلك يرد ذكر بيت زمانِ في حوليات الملك شلمنصر الثالث عام 856ق.م؛ عندما مرّ بالمنطقة في طريقه إلى أورارطو. ثم ذُكرت عندما انطلق منها القائد العسكري الآشوري الملقب تُرتان[ر] turtanu في الأولى من خمس حملات ضد أورارطو عام 832ق.م. ومن المعتقد أن بيت زمانِ دخلت ضمن نظام الإدارة الآشورية المباشر خلال الثلث الأخير من القرن التاسع ق.م. لكن ظل معظم سكان بيت زمانِ من الآراميين، كما ظلت دولتهم تحافظ على اسمها خلال القرون اللاحقة، وهذا ما يثبته أحد نصوص تل شيوخ الفوقاني[ر] (قرب جرابلس)، ويعود تاريخه إلى القرن السابع ق.م، ويرد فيه ذكر لـ «أبناء زمانِ».

وقد عرف من أسماء حكام بيت زمانِ اللاحقين أبلاياAplaya ، وكان حكمه في نحو  768ق.م، تاب بيلوTab- belu  من نحو 762ق.م، ومردوخ ـ بيلوـ أوصورMarduk- belu- usur من نحو 726ق.م، وناسخورـ بيل Naskhur-bel  من نحو 705ق.م. أما في القرن السابع قبل الميلاد فقد عرف من بين حكام بيت زمانِ بيل ـ إيقبيBel-iqbi  وبيادي الثانيBayadi II ، كما تشير بعض النصوص الآشورية إلى عدد من حكام بيت زمانِ دون تسميتهم.

لقد أُجريت تنقيبات أثرية في بعض المواقع التي يعتقد أنها تعود إلى مدن قديمة من بيت زمانِ؛ غير أن هذه التنقيبات لم تقدم حتى الآن أدلة واضحة على الخصائص السكانية والمعمارية التي اتصفت بها المنطقة خلال العصر الحديدي، واقترنت ببيت زمانِ، وهذه المواقع تنتشر في  جنوب شرقي تركيا، ومنها:

1- أوتش تبه UchTepe: يتوقع أنه يضم بقايا مدينة تيدو القديمة. وعثر فيه على طبقات أثرية تعود إلى العصرين الآشوريين الوسيط والحديث. كشف فيه عن بناء يعتقد أنه كان قصراً أو مركزاً مدنياً كبيراً دام طوال العصر الحديدي. وقد بنيت الجدران السميكة فيه من اللبن وكذلك رصفت أرضيته باللبن، ووجدت بعض الزخارف على الجدران. كما عثر على بعض المدافن التي ضم الأثاث الجنائزي فيها بعض الجواهر.

2- زيارة تبه Ziyaret Tepe: يعتقد أنه موقع مدينة توشخان، وقد حفرت فيه بعض مجسات السبر التي كشفت عن طبقات أثرية تعود إلى العصرين الآشوريين الوسيط والحديث، وتضمنت بعض جدران البيوت المشيدة باللبن.

3- جيريكانو Giricano: يعتقد أن الموقع كان مركزاً للمنتجات الزراعية Dunnu تأسس خلال العصر الآشوري الوسيط، وكان يديره تابع من النخبة الآشورية مقيم في مدينة توشخان، وهذا ما تدل عليه مجموعة رقم طينية مسمارية، وعددها خمسة عشر رقيماً عثر عليها داخل إناء فخاري، وتؤرخ من السنة الخامسة من حكم آشور- بيل- كالا.

محمود حمود 

مراجع للاستزادة:

-  Jeffrey Szuchman, “ Bit Zamani And Assyria”, Syria  86 (2009), Pp.  55-65.

- Edward Lipinski, The Aramaeans; Their Ancient History, Culture, Religion, (Louvain, 2000).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1078
الكل : 40582024
اليوم : 111839