logo

logo

logo

logo

logo

بيت خلوبي

بيت خلوبي

Bit Halupe - Bit Halupe

بيت خلوبي 

 

بيت خلوبي  Bet – Halupe واحدة من الإمارات الآرامية الصغيرة المتجاورة التي يتردد ذكرها في المصادر الآشورية الحديثة، قامت في منطقة الفرات الأوسط، في المثلث الصغير الذي يشكل رأسه مصب الخابور في الفرات. عاصمتها سور Suru (ربما تل الصور الحالي  45كم شرقي دير الزور). وهي تترابط مع هذه الإمارات  في العلاقات والأحداث التاريخية والمصير الذي آلت إليه؛ مما يظهر وجود اتحاد قبلي ربما كانت جميعها تنضوي تحت لوائه، ومنها لاقي وعاصمتها سيرق Sirq  (حالياً تل العشارة)، التي نشأت على ضفتي الفرات جنوب شرقيّ دير الزور وإلى جنوب ماري، وخندان (الجابرية  [ر] حالياً جنوب شرقيّ لاقي).

لم تورد الحوليات الآشورية أو النقوش الآرامية أصل اسم خلوبي أو فيما إذا كان يشير إلى اسم شخص مؤسس لسلالة مالكة. لكن أقدم ذكر لهذا الاسم جاء في حوليات الملك الآشوري أدد ـ نراري الثاني عام (894ق.م)، عندما توجه من دورـ أدوك ـ ليم Dur- aduk-lim  (تل الشيخ حمد حالياً) إلى زوريخ Zurikh وسيرق، وتسلم الجزية من عدد من البلدات ومن الحكام، ومنهم مُداد  Mudad، وبَرـ أتارا ابن خلوبي Ba-ar–a- ta-ra mar Ha-lu-pe- e  بمعنى: «بر- أتارا بن خلوبي». ولم ترد في النص كلمة بيت كما أن كلمة خلوبي استبقت بالعلامة الدالة على أسماء الإناث. وقد يكون هذا الاسم إشارة إلى تسمية هذه الإمارة باسم امرأة.

أدّى تمرد الإمارات الآرامية إلى تدخل الملك الآشوري توكلتي ـ نينورتا [ر] الثاني عام 884ق.م لإعادة بسط نفوذه على المنطقة في آخر حملة له على هذه البلاد، وهذا ما يمكن الاستدلال عليه من مسلة تل العشارة. ويذكر هذا الملك تفاصيل حملته في أرض لاقي بدءاً من خندان، ثم يسير صعوداً مع ضفة الفرات ثم الخابور. ويتلقى جزية من الحاكم المحلي مُداد في مدينة أقربان Aqarbanu ومدن أخرى. وغالباً ما كانت الهدايا تتضمن الغنم والثيران والحبوب والتبن والبيرة؛ لكنها في سيرق وسور تضمنت كميات كبيرة من الذهب والفضة والقصدير والأواني البرونزية، وتميزت سور بتقديم الصوف الأرجواني. وهذا يشير إلى نشاط تجاري دولي مزدهر شهدته هذه المنطقة التي ارتبطت بعلاقات تجارية مع ساحل البحر المتوسط ومع الجنوب العربي ومع بلاد الرافدين.

بيت خلوبي - تل العشارة

عادت بيت خلوبي وتمردت ضد الملك آشور ناصر- بال الثاني في نحو882ق.م، وقتلت أميرها خَماتايا Khamataya  المعيّن من قبل توكلتي- نينورتا، وقامت بتنصيب أمير آخر محله أصله من إمارة بيت عدين، وهو أخي يبابا Ahi- yababa؛ الأمر الذي استدعى التدخل الآشوري السريع، وتم الانتقام من المتمردين، ونُقل مغتصب العرش أخي – يبابا إلى العاصمة الآشورية نينوى ليُقتل هناك، فيما تم تعيين حاكم جديد محله يُدعى أز- إيلي Azi- ili، وفرضت عليه ضرائب كثيرة.

منحوتة من تل العشارة

وعندما قوي نفوذ هذا الحاكم بدأ يتمرد على الآشوريين؛ مما استوجب تدخل آشور ناصر- بال الثاني من جديد، فنزل الجيش الآشوري على نهر الخابور بوساطة قوارب صنعها في مدينة سور التابعة لبيت خلوبي، وبلغ مصب النهر في الفرات، وهاجم البلدات  المجاورة لسور التابعة له ولكل من أزِـ إيلي وخينتي- إيلي Khenti-ili إلا أنه لم يتمكن من القبض على أزِ- إيلي الذي استطاع أن يفلت من ملاحقة الآشوريين بالفرار إلى مدينة كِببِنُ Kipinu  ثم إلى جبل بشري.

  بعد ذلك تغيب الأخبار عن بيت خلوبي والإمارات الآرامية المجاورة لها، ولكن من المعتقد أنها كانت تدار من قبل حكام كان يتم تعيينهم من الإدارة الآشورية، قبل أن يتم إلحاقها بها على نحو كامل ومباشر في عهد الملك تجلات ـ بلاصر الثالث (744- 722ق.م). 

محمود حمود

مراجع للاستزادة:

- Hartmut Kuhne, Interaction of Aramaeans And Assyrians on The Lower Khabur. (Syria, Tome 86, Année 2009) Pp. 50-52.

   - Edward Lipinski, The Aramaeans: Their Ancient History, Culture, Religion, (Louvain 2000).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1074
الكل : 40603105
اليوم : 132920