logo

logo

logo

logo

logo

بيت بخيان

بيت بخيان

Bit Bahyan - Bit Bahyan

بيت بخيان 

 

بيت بخيان  Bet – Bahyani مملكة آرامية تأسست في القرن العاشر قبل الميلاد، وكانت عاصمتها جوزن  Gozan/ جوزانا (تل حلف حالياً على الضفة الغربية لنهر الخابور، 3كم جنوب غرب رأس العين). وكانت تسيطر على منطقة تمتد على جزء كبير من حوض الخابور الأعلى ووصلت شمالاً حتى بيت زمان (منطقة ديار بكر)، وغرباً إلى البليخ ومملكة بيت عدين، وشرقاً إلى مملكة نصيبين. تبعت لها مدن «سيكانSikkan » (تل الفخيرية)، و«أزران Azran»، و «ساهالSahal »، و«مالانا Ma’ Allana ».

لم يعرف اسم جوزن قبل الألف الأول ق.م، ويرد أول ذكر لها كعاصمة لبيت بخيان في حوليات الملك الآشوري أدد نراري الثاني (911-891ق.م) بعد حملة على بلاد هاني جلبات ونصيبين ولم يتمكن من احتلالهما، فتوجه نحو جوزن ثم دخل مدينة سيكان واستلم جزية كبيرة من «أبي سلامو» ابن «بخيان»، كان من بينها أحصنة وعربات وكمية من الذهب والفضة، وممتلكات قصره الثمينة.

كما يذكر الملك آشور ناصر بال الثاني استلامه جزية مشابهة من بيت بخيان عام 881ق.م. وتظهر حوليات هذا الملك أن جوزن أصبحت تحت النفوذ الآشوري المباشر، من خلال  مساهمة عسكرية تضمنت قوات مشاة وفرسان وعربات قدمتها له. ومنذ عام 870ق.م أصبحت جوزن مقاطعة آشورية، ولهذا لم يرد ذكرها في حوليات الملك الأشوري شلمانصر الثالث (858-824ق.م) إلا مرة واحدة. لكنها خرجت على الطاعة الآشورية لعدد من السنين - مثل غيرها من الممالك الآرامية- نتيجة فترة الاضطراب التي سادت المملكة الآشورية أواخر حكم شلمانصر الثالث، قبل أن تعاد السيطرة عليها على يد الملك الصغير السن أدد نراري الثالث (810-783ق.م) وأمه شمو رامات (سميراميس). لينتهي الحكم الآرامي فيها عام 808ق.م، ولتصبح مقاطعة آشورية يديرها حكام عرف منهم: منو- كي – أشور Mannu- ki- Assur  (نحو 793ق.م)، وبور- سجيلBur-Saggile   (نحو 763ق.م)، ثم بعل- حران- بل- أوصور Bel-Harran- bel –usur (نحو727ق.م)، ثم منوكي – آشور- لي Mannu-ki-Assur-le  (نحو 709ق.م)، ثم موت- أكيلأشور Mut-akkil- Assur  (نحو 706ق.م).

بينت التنقيبات الأثرية أن جوزان لم تبن كعاصمة للمملكة دفعة واحدة، ولكن تم بناؤها على أربع مراحل مما يوحي ديمومة طويلة للحياة فيها. ومن أشهر ملوكها كبارا (حكم نحو أواخر القرن العاشر ق.م) الذي التفت للبناء فهدم القصور والمعابد والأبراج التي شيدها أسلافه وبناها من جديد، لأنها كانت على الأرجح بسيطة وعادية ولا تليق بالملوك، وهذا ما يؤكده نقش كتب باللغة الآشورية وجد في المعبد القصر (بني على نموذج بيت خيلاني)، يقول إنه (هو الملك كبّارا بن خديان) عمل ما لم يعمله أبوه.

وعثر على تمثال من الحجر البازلتي لهدد يسعي اكتشف مصادفة عام 1979م في تل الفخيرية (جنوب غرب رأس العين) عليه نقش كتب على نسختين (آشورية وآرامية) تم من خلاله الكشف عن أسماء اثنين من حكام بيت بخيان هما شمش نوري (حكم نحو عام 866ق.م) وابنه هدد يسعي (حكم نحو 830-820ق.م) الذي حكم مناطق لم تكن قد خضعت سابقاً لأسرته. ولا يسمي هدد يسعي نفسه ملكاً في النسخة الآشورية، لأنه ربما كان خاضعاً لمراقبة والي نصيبين الآشوري الذي أنيط به أمر تنفيذ أوامر الملك.

تمثال يعاد ترميمه في برلين 

نقب في تل حلف العالم الألماني ماكس فون أوبنهايم M. von. Oppenheim عام 1899، وبعد سنوات أبلغه بعض المواطنين بالعثور على تماثيل في المنطقة فتابع حفرياته خلال الأعوام 1911م و1913م و1927م و1929م. ثم نقب في الموقع الأمريكي كالفن ماك إيوين Calvin  McEwan  صيف 1940. ثم أنطون مورتكات A. Moortgat سنة 1955، والذي تحوّل بدءاً من 1958 للتنقيب في تل خويرة الواقع 60كم إلى الغرب. وبدءاً من 2001  تتابع بعثة ألمانية - سورية بإدارة ع. م. بغدو ـ أ. بروس A. Pruss العمل في الموقع.

دلت التنقيبات الأثرية على أن الاستيطان في تل حلف ابتدأ منذ الألف السادس قبل الميلاد، ثم أصبح مستوطنة مزدهرة في الألف الخامس قبل الميلاد، قبل أن يغدو في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، عاصمة لمملكة بيت بخيان الآرامية (جوزن). والمدينة ذات مخطط مستطيل أبعادها 600×300م، يحيط بها سور له أبراج بمسافات منتظمة. ويحتوي الموقع على مدينة عليا داخلية أبعادها نحو 150×200م، وفيها الأبنية المهمة كالقصر والقلعة، ومدينة منخفضة تحيط بالعليا من الخارج، وفيها البيوت السكنية.

منحوتة من تل حلف  
منحوتة من تل حلف 1

نُقلت معظم المنحوتات التي اكتشفها أوبنهايم إلى متحف البرغامون في برلين، وعُرضِت في جناح خاص أُطلق عليه اسم «متحف حلف» الذي أُعيد فيه إنشاء واجهة القصر المعبد القائمة على ثلاثة من الأعمدة على شكل تماثيل. لكن المتحف تعرض للقصف خلال الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تدمير الكثير من محتوياته. وقد بدأت منذ سنوات أعمال الترميم لما يحتويه هذا الجناح من منحوتات، وتوصلت إلى نتائج جيدة كان من اللافت فيها إعادة ترميم تمثال حجري لأسد كان مؤلفاً من 900 قطعة. ويحتوي متحف حلب على الكثير من منحوتات تل حلف وصل عددها تقريباً إلى 183 منحوتة، كما تم بناء واجهة متحف حلب وفق نموذج واجهة القصر/ المعبد( بيت خيلاني) نفسه في تل حلف.

محمود حمود 

مراجع للاستزادة:

- Daniel  C. Snell, The Arameans (Ebla To Damascus), Washington, 1985.

- Edward, Lipinsi, The Aramaeans, Their Ancient History Culture Religion, Louvain (Belgium, 2000).

 - Hélène Sader, Les États Araméens De Syrie, Orient- Institut, (Beirut, 1987).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1114
الكل : 40547081
اليوم : 76896