logo

logo

logo

logo

logo

بعل (الإله-)

بعل (اله)

Baal - Baal

بعل (الإله -) 

 

بعل Baal إله الخصب والعاصفة والبرق والمطر في المعتقدات الكنعانية، وكان يُعدّ الإله المحارب، لهذا صُوِّر مسلّحاً. واسمه ذو جذر لغوي مشترك في لغات المشرق العربي القديمة. ويتطابق مع العربيّة صوتاً ومعنى ودلالة، ومن معانيه: سيّد، زوج، مالك، صاحب، ملك، ربّ.  يؤنَّث اسم بعل بصيغة بعلة (بعلت) وتعني في العربية زوج الرجل. عُدّ بعل في المعتقدات القديمة ابناً للإله دجن أحد آلهة الخصب السوريّة القديمة، وعدَّ أيضا ابناً للإله إيل. ويرمز إليه بحيوانه المفضّل «الثور» دلالة على القوة والخصب. واقترن اسمه بالزراعة البعلية المعتمدة على مياه الأمطار.

الإله بعل - تمثال برونزي

ورد اسم بعل في النصوص الأوغاريتية مقترناً بألقاب عدّة، منها: « بعل عليون» أي العليّ والقادر، و«راكب عربت» أي راكب السحاب. ويدل اقتران اسم هذا الإله بأسماء جغرافيّة مثل: بعل صيدون وبعل حرمون وبعل عمون (عمّان) وبعل حاصور، وبعل بكا(بعلبك) على مدى انتشار عبادته في العصور القديمة. ويتطابق بعل في شخصه وعبادته مع إله العواصف والأمطار في بلاد الرافدين القديمة أدد [ر] الذي عُرِف في النصوص السورية الأبجدية القديمة باسم هدد. وقد ورد اسم «بعل» بوصفه إلهاً وثنيّاً في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، وصنماً لقوم النبيّ إلياس في القرآن الكريم: ﴿أتدعون بعلاً وتَذَرون أحسن الخالقين ]الصّافات 123].

وللإله «بعل» تماثيل عدّة بأشكال مختلفة أبرزها ما اكتشف في العام 1988م  على قمة جبل القضبون في طرطوس منقوشا على مسلة من الحجر البازلتي الأسود على صورة محارب ذي لحية وعلى رأسه خوذة يزينها قرنا ثور حاملاً بيده اليسرى رمحاً، وبيده اليمنى هراوة، وفي أسفل المسلة صورة جانبية لأسد يمرّ تحت قدميه دلالة على جبروته.

منحوتة لبعل يغرس نصلة رمحه في الأرض - أوغاريت

ترد في النصوص الأدبية الأوغاريتية أكثر من خمسمئة إشارة إلى بعل، وبحسب هذه النصوص فإن مقامه كان في أعالي جبل صافون(الجبل الأقرع نحو 50كم شمال أوغاريت). وقد انتشرت عبادته في مدن الساحل السوري وأنحاء الهلال الخصيب التي تعتمد في الريّ على مطر السماء منذ الألف الثالث ق.م. ويبدو بعل تمثيلاً رمزياً للذكورة كما تبدو الأرض تمثيلاً للأنوثة، ومن هنا نشأت العلاقة الوثيقة بين طقوس الجنس وطقوس الخصب في ميثولوجيا الشرق القديم. وارتبطت بالإله بعل إلهتان من آلهة الخصب هما: عنات التي عدّت زوجته أو أخته في نصوص أوغاريت، وعشتروت أو أثيرة في النصوص التوراتيّة. وقد اشتهر بلقبه «بعل شمين» الذي يعني «بعل السماوات».

وعثر على تمثال له  في العام 2011م منقوشاً على منحوتة بازلتية في موقع تل أحمر في السويداء تعود إلى المرحلة الآرامية المبكّرة. وكان الفينيقيون يعدّونه إله الشمس، وقد نقلوا معهم عبادته إلى قرطاجة في شمالي إفريقيا حيث أطلقوا عليه اسم «الإله بعل حمّون».

تمثالان من البرونز لبعل - أوغاريت

دُوِّنت الأسطورة التي يدور موضوعها حول «دورة بعل» على ستة ألواح عُثر عليها في مرتفع المنشآت المركزيّة في موقع مدينة أوغاريت (رأس شمرا)، وقد حُفِظ على هذه الألواح «1830» سطراً من النّص الذي كان يضمُّ عدداً أكبر من الأسطر في هذه الأسطورة الأوغاريتيّة.

يخوض بعل صراعاً ضد «يمّ» إله المياه العاتية وينتصر عليه، دلالة على انتصار مياه أمطار السماء المُخصبة على مياه بحار الأرض العاتية. لكن الإله «موت» الذي يترصّد كل الكائنات يتمكن من «بعل» فيصرعه ويُنزله إلى العالم السفلي. وبعد قيامة «بعل» من موته يصارع الإله «موت» من جديد ويغلبه في إشارة رمزيّة لانتصار قوى الخصب والحياة على قوى الجفاف والموت. ثم يطلب من كبير الآلهة «إيل» السماح له ببناء قصر خاص به على قمة جبل صافون فيسمح له بذلك اعترافا بجبروته وسلطانه، ودعوة لعبادته وتقديم القرابين إليه.

نذير جعفر 

مراجع للاستزادة:

- أنيس فريحة، أوغاريت (بيروت 1966م).

- سبتينو موسكاتي، الحضارات السّامية القديمة، ترجمة السيد يعقوب بكر (القاهرة 1986م).

- L. E. Toombs “Baal, Lord Of The Earth: The Ugaritic Baal Epic”, The Word Of The Lord Shall Go Forth, (Eds.) C. L. Meyers And  M. Oʾconnor, (Winona Lake,

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40602390
اليوم : 132205