logo

logo

logo

logo

logo

بيتري (وليم ماثيو فلندرز-)

بيتري (وليم ماثيو فلندرز)

petrie (William Matthew Flinders) - petrie (William Matthew flinders)

بيتري (وليم ماثيو فلندرز -)

(1853- 1942م) 

 

وليم ماثيو فلندرز بيتري William Matthew Flinders Petrie آثاري بريطاني تلقى تعليمه الأولي في البيت بسبب اعتلال صحته في أثناء طفولته، وفي تلك المرحلة المبكرة من حياته أخذ عن أمه الاهتمام بالآثار، وأخذ عن أبيه أصول المساحة التي كان أبوه ممتهناً لها. في عام 1880م سافر بيتري إلى مصر ليثبت آراء بيازي سمايث Piazzi Smyth عن الهرم الأكبر والنبوءات التوراتية، غير أن قياساته الدقيقة واستعماله لمعلوماته المساحية جعلته ينبذ تلك الآراء العشوائية، ولكن الكثير من المختصين أخذوا على بيتري نفسه غرابة الأطوار والشطط في بعض آرائه. وابتداءً من عام 1892م عمل بيتري أستاذاً للمصريات في جامعة لندن، وقلد فارساً في عام 1923م نتيجة لمساهماته في مجال الثقافة. وكان تقاعده من العمل الميداني في عام 1938م، وحينذاك انتقل إلى المعهد الأمريكي للأبحاث الشرقية في القدس حيث توفي هناك.

توجه وليم بيتري مرة أخرى إلى مصر في عام 1884م ليقوم بالتنقيب في موقع تانيس Tanis الذي يعود تاريخه إلى عهد المملكة الحديثة، وانتقل بعد ذلك للتنقيب في الموقع الدفني في الفيوم. وقد شملت تنقيباته في مصر مواقع أثرية عدة من بينها أبيدوس Abydos، نقاده Nagada، تل العمارنة، طيبة Thebes، وعمل أيضاً في سيناء. وكانت أعمال بيتري في مصر ترعى من قبل «الجمعية - المنظمة لاستكشاف مصر» Egypt Exploration Fund/Society والمعهد البريطاني للآثار في مصر British School of Archaeology in Egypt الذي قام بتأسيسه. ويعزى إلى عالم الآثار هذا الفضل في أنه رفض في أثناء عمله في مصر الأساليب التخريبية في التنقيب التي كانت توجه للقيام بالنهب المنظم للآثار ويقوم بها معظم معاصريه، وبعضهم مختصون مشهورون بالمصريات.

في عام 1890م قام بيتري بأول موسم تنقيب له في فلسطين، وكان هذا الموسم- الذي دام ستة أسابيع - في موقع تل الحسي Tell al-Hesi. وقد عد ذلك أول موسم للتنقيب الأثري العلمي في الأرض المقدسة، ونسبت إلى بيتري الريادة في التنقيب العلمي المنظم؛ ذلك أنه صاغ مبدأين رئيسين مثَّلا الأساس في منهج التنقيب الأثري الصحيح، وهذان المبدآن هما تحديد الطبقات الأثرية stratigraphy وتصنيف المواد الأثرية typology. فقد أتاحت التعرية الطبيعية في الجانب الشرقي من تل الحسي لبيتري ملاحظة مقطع عمودي للتل يمكن تمييز تعاقب طبقات السكنى فيه من خلال الفصل فيما بين البقايا المعمارية لكل طبقة. وإذا كان شليمان Schliemann قد طور مدخلاً أساسياً للتنقيب الأثري في تل حصارلك (موقع طروادة القديمة) فإن بيتري هو الذي أدرك تكون المواقع الأثرية في فلسطين من طبقات متراكمة من الأنقاض الناجمة عن مخلفات عصور متعددة من السكنى، وبذلك حقق أكبر خطوة منفردة لإبعاد علم الآثار عن التهافت لاستخراج أكبر قدر من التحف إلى العمل المنهجي المنتظم. وهكذا شرع بيتري لأول مرة بأسلوب التنقيب الأفقي للكشف عن كل طبقة أثرية من الطبقات  التي يمكن أن يكشف عن وجودها في التل سلفاً من خلال تنفيذ مقطع عمودي، وهو الأسلوب الذي طور لاحقاً في أعمال رايسنر Reisner وكينيون Kenyon في فلسطين؛ وغدا المنهج المتبع في تنقيب المواقع الأثرية.

المبدأ الثاني الذي صاغه بيتري في أثناء تنقيبه في تل الحسي هو تصنيف المواد الأثرية - خصوصاً الفخار- بحسب العصور، فمن ملاحظة المقطع العمودي توصل إلى أن طراز الفخار كان يتغير من طبقة إلى أخرى؛ أي بتعاقب العصور، وهكذا أمكن تقسيم الفخار إلى مجموعات مصنفة بحسب العصور، وكانت هذه مساهمة علمية كبيرة في تطوير علم الآثار والتنقيب الأثري للوصول إلى ما هو عليه في الوقت الحاضر. ومن الجدير بالذكر أن تجربة بيتري في مصر مكنته من إقامة نظام للتاريخ المتسلسل للمواد الأثرية؛ ومن ثم تحديد الصلات فيما بين المواد المكتشفة في فلسطين وتلك المكتشفة في مصر والمحدد تاريخها سابقاً على نحو جيد.

في أواخر القرن التاسع عشر قام بيتري بأعمال المسح الأثري لمجموعة من الأضرحة في وادي الربابة في القدس، وهي الأضرحة التي يعود تاريخها أساساً إلى العصر الحديدي وأوائل العصر الروماني. وقام بين عامي 1926 و 1938م بتنقيبات أثرية رئيسية في مواقع تل جمّة [ر]، تل الفارعة[ر] الجنوبي وتل العجّول[ر]، وقد بلغ مجموع المواقع الأثرية التي قام بيتري بالتنقيب فيها- في مصر وفلسطين- أكثر من ستين موقعاً. وكان من منهج هذا الآثاري الرائد التركيز على استعمال المساحة والرسم والتصوير الفوتوغرافي مما يساعد على تحقيق النشر المباشر لنتائج التنقيب والمكتشفات، وكانت حصيلة أعماله في هذا المجال نشر أكثر من مئة كتاب وما يقرب من 950 مقالة. ومهما يكن مما شاب بعض آرائه فإنه احتل مكانة مرموقة في تاريخ علم المصريات وعلم آثار سورية وفلسطين وعلم الآثار عموماً. ومن بين الكتب التي أصدرها بيتري:

-  حكايات مصرية .Egyptian Tales, (London, 1895)

 - الطرق والأهداف في علم الآثار   .Methods  and Aims in Archaeology, (London,1904)

 - تكوين الألفبائية   .The Formation of the Alphabet, (London, 1912)

 - سبعون عاماً في علم الآثار   .Seventy Years  in Archaeology, (London, 1931)

-  غزة القديمة  .Ancient Gaza, (London, 1932)

نصار سليمان السعدون

مراجع للاستزادة:

- M. S. Drower, Flinders Petrie: A Life in Archaeology, (London, 1985).

- E. P. Uphill, “A Bibliography of Sir William Mathew Flinders Petrie (1853- 1942)” Journal of Near East Studies 31 (1972), pp. 356- 379.


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1104
الكل : 40571759
اليوم : 101574