logo

logo

logo

logo

logo

باقرحا

باقرحا

Baqirha -

 ¢ باقِرْحا

باقِرْحا

 

 

تقع قرية باقرحا Baqirha في جبل باريشا [ر]، على قمة عالية تطل على سهل سرمدا، في محافظة إدلب، وتعد من القرى الأثرية المهمة التي أنشئت في الكتلة الأثرية خلال العصرين الروماني والبيزنطي. والعديد من مبانيها الأثرية بحالة جيدة من الحفظ، مما يساعد على فهم طبيعة التطور المعماري فيها خلال العصرين الروماني والبيزنطي. وتجاور هذه القرية مجموعة من القرى الأثرية مثل دار قيتا [ر]، وخربة الخطيب [ر]، وباريشا، وداحس [ر]، كما يوجد في أسفل السفح على بعد نحو 500م دير يحمل اسم ديرونة.

المعبد الروماني:

يوجد في أعلى قمة السفح معبد روماني متميز بطراز بنائه، وهو بحالة جيدة من الحفظ، ويتألف من التيمنوس Temenus (ساحة المعبد) والسيلا Cella (قدس الأقداس)، ويعود بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي، وهذا ما تثبته الكتابات اليونانية الموجودة في الموقع، والدالة على أن أعمال البناء قد انتهت في سنة 161م. وقد كرّس هذا المعبد لزيوس بوموس، حيث تتقدم السيلا أربعة أعمدة، وما يزال كلٌّ من باب التيمنوس وواجهة المعبد الخلفية في حالة معمارية جيدة، وتثبت المعاصر حول المعبد أن الأراضي كانت ملحقة به.

باقرحا من جهة دار قيتا

وفي هذا الموقع أيضاً العديد من المباني الضخمة من العصر البيزنطي، حيث يتميز بعضها بالزخارف الرائعة، وهي مبنية من الحجارة الكبيرة المتعددة الأضلاع أو المنتظمة.

وتحتوي القرية على كنيستين؛ الأولى تقع في الجهة الغربية، والثانية في أقصى شرقي الموقع. وقد بنيت الكنيسة الغربية- وهي الأقدم- في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي، وبناها المعمار ماركيانوس كيريس Markianos Kyris، ثم أعيد ترميمها وتوسيعها في عام 501م، وهذا ما يؤكده اكتشاف نقش كتابي على ساكف الباب الجنوبي من الكنيسة. وتتألف هذه الكنيسة من مجاز مركزي وجناحين يفصل بينهما صفان من الأعمدة، وهناك بيما (كرسي المواعظ) في وسط المجاز المركزي، وتشبه الزخارف في هذه الكنيسة زخارف كنيسة القديس سمعان.

باقرحا - الكنيسة

أما الكنيسة الثانية؛ فهي تقع في الجهة الشرقية من الموقع، وتتألف من مجاز مركزي وجناحين يفصل بينهما صفان من الأعمدة أيضاً، وهي ذات حنية مربعة تعود إلى عام 546م، وقد بنيت على أساسات أقدم تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وما تزال تنتصب حتى الآن بكامل ارتفاعها في حالة استثنائية من الحفظ.

باقرحا - المعبد الروماني

 

وفي الموقع -إضافة إلى المباني المذكورة- الكثير من المباني السكنية التي تحوي واجهاتها زخارف جميلة، وقد بنيت وفق مخططات وتقنيات عالية، مما يؤكد حالة الرخاء في هذه القرية خلال العصر البيزنطي، حيث دلَّ وجود الكثير من المعاصر المحفورة في الصخر في هذا الموقع على ذلك، إضافة إلى النمو الاقتصادي الذي حصل نتيجة زراعة الزيتون والكرمة وإنتاج النبيذ والزيت والتجارة بها مع المناطق المجاورة، كلُّ ذلك وفّر لأهل القرية موارد إضافية لبناء مبانٍ مهمة.

مأمون عبد الكريم

 

مراجع للاستزادة:

- H .C . Butler, Early Churches In Syria, Fourth To Seventh Centuries, Completed By E. B. Smith, (Princeton, 1929).

- I. Pena, P. Castellana Et R. Fernandez, Inventaire Du Jébel Baricha, (Franciscan Printing Press, 1987).

- G. Tate, Les Campagnes De La Syrie Du Nord, (Paris, 1992).

- G. Tchalenko, Les Villages Antiques De La Syrie Du Nord, I, (Paris, 1953-1958).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 594
الكل : 31234972
اليوم : 60129