logo

logo

logo

logo

logo

بابسقا (موقع-)

بابسقا (موقع)

-

 ¢ بابسقا

بابسقا (موقع -)

 

تقع بابسقا Babisqa على جبل باريشا في شمالي سورية في محافظة إدلب، ولا يفصل هذه القرية عن قرى أخرى قديمة -مثل دار قيتا [ر] وكفير [ر]- سوى جزء من الطريق القديم الواقع على بعد كيلو متر واحد في الجهة الجنوبية الغربية منها.


 
 

ورد اسم بابسقا في كتابات المؤرخين العرب عند ذكرهم للمعركة التي وقعت في 28 حزيران عام 513هـ/1119م بين القائد التركماني نجم الدين يلغازي والأمير الصليبي روجيه دو ساليرن Roger de Salerne في مدينة أنطاكية [ر]، حيث احتل القائد التركماني هذا الموقع قبل أيام من المعركة كي يقطع الطريق أمام انسحاب الجيوش الصليبية منها، ويتمكن من القضاء عليهم.

بابسقا - كنيسة

ويعود الاستيطان في هذا الموقع إلى العصرين الروماني والبيزنطي، وهذا ما يؤكده اكتشاف نقش باللغة اليونانية يعود إلى سنة 143م، يشير إلى مشاركة السكان في بناء المعبد. وقد كانت هذه القرية مركزاً تجارياً مهماً خلال العصر البيزنطي بسبب وقوعها على الطريق التجاري بين الشمال والجنوب.

وفي بابسقا مجموعة من المباني المعمارية التي تعود إلى العصر البيزنطي، وأهمها كنيستان: تميزت الأولى منهما- وهي تعود إلى سنة 391م- بوجود بيما (كرسي المواعظ) في وسط المجاز المركزي، وحنية بارزة نحو الخارج، كما يوجد العديد من الأعمدة ذات الطرز المختلفة. وقد بناها المعماري الكاهن المعروف باسم ماركيانوس Markianos الذي بنى كذلك عدداً من الكنائس المهمة في شمالي سورية، وهذا ما يؤكده وجود كتابة على ساكف واقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الكنيسة تشير إلى اسمه. وكانت هذه الكنيسة مقصداًً للكثير من الحجاج الذين نقشوا على جدرانها الصلبان وكل ما له صلة من الرموز المسيحية، وقد تم الكشف عن مذخرين من الحجر الكلسي مزّينين بالزخارف المختلفة في غرفة المارتيريون Martyrion، حيث كانت تحفظ فيهما ذخائر القديسين، وما يتبع لهم من أثر ذي قيمة دينية مهمة. وقد طرأت على هذه الكنيسة تغيرات معمارية مهمة خلال القرن الخامس الميلادي.

أما ما تبقى من آثار الكنيسة الثانية في هذا الموقع، فهو قليل كالجزء المتبقي من الجدار الغربي للكنيسة. وتشير دراسة المخطط إلى أنها بنيت وفق الكنائس البازيليكية ذات المخطط المستطيل الشكل، وقد كرّست للقديس سيرجيوس St.Serge الذي كان يتمتع بشهرة كبيرة في سورية. وتكمن أهمية هذه الكنيسة التي يعود بناؤها إلى سنة 609 - 610م في أنها تعدّ من آخر الكنائس المؤرخة التي بنيت في الجزء الشمالي من الكتلة الكلسية.

ويقع بجوار القرية ديران، يحتفظ أحدهما بدعامات الأقواس حتى اليوم، وجدران المصلى على مستوى المترين، وتم الكشف في الفسحة الجنوبية للمصلى عن عمود كتب عليه اسم كبرو ( القديس غبرييل)، كما يوجد ناووس مكتوب على غطائه باللغة السريانية اسم القديس كبرو.

أما الدير الثاني الواقع إلى الجنوب الشرقي من الدير الأول- على مسافة نحو 700 متر- فلم يبق منه سوى بعض الجدران فقط.

وفي هذا الموقع أيضاً مبنى آخر يتمثل بالأندرون Andron حيث كان يستخدم لاجتماع الرجال في القرية، وذلك للتباحث بالشؤون التجارية ذات الشأن العام، وقد بني ملاصقاً لمبنى الحمام.

وأما حمام القرية فيقع جنوبي الموقع مباشرة، ويعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، ويعد كبير الحجم بالمقارنة مع إمكانات القرية، ويتألف من القسم الحار والبارد، ومن قسم خاص يسمى صالة الاجتماع وتغيير الألبسة، إضافة إلى الملحقات المطلوبة في الحمامات.

 مأمون عبد الكريم

مراجع للاستزادة:

- H C Butler, Early Churches in Syria, Fourth to Seventh  Centuries, Completed by E. B. SMITH, (Princeton, 1929).

- I. Pena, P. Castellana Et R. Fernandez, Inventaire du  Jébel Baricha, (Franciscan Printing Press, 1987).

- G. Tate, Les campagnes de la Syrie du Nord, (Paris 1992).

- G.Tchalenko., Les villages antiques de la Syrie du Nord, I, (Paris, 1953-1958).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 504
الكل : 31269458
اليوم : 17646