logo

logo

logo

logo

logo

بيل (جرترود-)

بيل (جرترود)

Bell (Gertrud) - Bell (Gertrud)

بيل (غيرترود -)

(1868 - 1926م) 

 

ولدت غيرترود بيل  Gertrude Bellفي الرابع عشر من تموز/ يوليو في بريطانيا، ودرست في كلية الملكة في لندن، وأتمت تعليمها في أكسفورد حيث نالت شهادة التفوق في التاريخ الحديث. برعت بيل في علوم الآثار واللغات، وتعلمت العربية والفارسية والتركية والإيطالية والألمانية والفرنسية، وتمتعت بشخصية قوية ومقدرة دبلوماسية وسياسية. جابت غيرترود بيل معظم مناطق أوربا، وكان لها رحلات استكشافية في بلاد الشام والرافدين والأناضول والجزيرة العربية. وقد أمضت آخر عشر سنوات من حياتها في العراق، إلى أن توفيت في بغداد عن عمر يناهز 58 سنة.

كان لبيل دور كبير في الاحتلال البريطاني للعراق؛ ذلك أنها بدأت عملها السياسي هناك عام 1914م عندما أرسلت إلى البصرة لمساعدة الجيش البريطاني في دخول بغداد، فرسمت الخرائط المطلوبة لأماكن كانت تعرفها جيداً خلال زياراتها السابقة. وفي عام 1915م أصبحت موظفة في إدارة المخابرات البريطانية في مصر /المكتب العربي. وفي آذار/مارس 1917م  - عند دخول الجيش البريطاني بغداد- أُوكلت إليها وظيفة رسمية من قبل المفوض السامي بيرسي كوكس Percy Cox كما مُنِحت لقب سكرتيرة الشرق. وكان لها دور في تعيين فيصل بن الحسين ملكاً على العراق عام 1921م. وقد دوَّنت بيل الكثير من أخبارها وشؤون عملها في رسائلها المشهورة إلى والديها.

عرف عن غيرترود بيل  اهتمامها الكبير بالآثار، فقد زارت إيران عام 1892م ومكثت فيها ثلاث سنوات للاطلاع على معالمها ونشرت تفاصيل رحلتها هذه في كتابها «صور فارسية» Persian Pictures. وفي السنوات ما بين 1900 و 1906م قامت بعدة جولات استكشافية زارت فيها كلاً من فلسطين (القدس) والعراق، كما زارت لبنان والأردن حيث اطلعت على آثار البتراء. وفي عام 1907م قامت بتحريات أثرية في مواقع حثية وبيزنطية في تركيا بالتعاون مع السير وليم رامسي Sir William M. Ramsy، وظهرت نتائج أبحاثهما في كتاب مشترك بعنوان «ألف كنيسة وكنيسة»  The Thousand and One Churches في عام 1909م.

عادت بيل فيما بعد لتزور مواقع الفرات في سورية ثم في العراق، لتستكشف هناك قصر الأخيضر وتجري فيه بعض التحريات، ونشرت عنه كتابها «قصر الأخيضر وجامعه» الذي صدر عام 1914م. كما كان لها فضل كبير في تأسيس إدارة للآثار القديمة في بغداد، وعُينت مديرة فخرية لها حتى وفاتها، وساهمت أيضاً في تأسيس المتحف العراقي عام 1924م.

في شباط/ فبراير 1905م كانت لغيرترود بيل زيارة ثانية لجبل العرب، حيث تعرفت أوضاع سكانه وعاداتهم وتقاليدهم، ومعالم الجبل الأثرية، وتحدثت عن آثاره بإعجاب كبير مثلما في صدد وصفها لصلخد، إذ تقول: «ها نحن وجهاً لوجه مع صلخد، مكان رائع انتصب فوق قلعة بنيت فوق مخروط بركاني مرتفع». وقد فصَّلت بيل مشاهداتها في جبل العرب في كتابها الموسوم  «مذكرات غيرترود بيل في جبل الدروز». 

من بعد ذلك تجولت في سورية، وضمنت تفاصيل جولتها تلك في كتابها الموسوم «سورية: البادية والمعمورة» The Desert and the Sown. وتبقى أهم جولة لها في سورية تلك التي قامت بها عام 1910م حينما توجهت من حلب إلى جرابلس (كركميش) لتشاهد آثارها، ولتمضي في رحلة شاقة على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات، وقد سجلت مشاهداتها تلك في كتابها  Amurath to Amurath عام 1911م.

زارت بيل في جولتها تلك عدداً من المواقع والتلال الأثرية، منها: تل البنات، وتل الفارة حيث شاهدت أساسات لقلعة في أعلاه، وكذلك تل الشيخ حسن وتل جفنة، فضلاً عن تل المريبط وتل الفري وتل «أبو الحسن». واطلعت حينذاك على عدد من المواقع الأثرية المهمة، مثل: قرية صرين حيث شاهدت برجين (مقبرتان برجيتان)، ومرت على قلاع: نجم، جعبر، حلبية، زلبية وهرقلة. وذكرت أيضاً مرورها على كهف يدعى الزاغ، وخربة هداوي، وهي تلة خضراء قرب النهر، وكذلك خربة الدوخية، إلى أن وصلت إلى البصيرة وهي موقع قديم أرجعته بيل إلى العصر الروماني، ومن البصيرة سارت نحو البوكمال لتدخل بعدها الأراضي العراقية.

لقد كانت حياة غيرترود بيل ممتلئة بالمغامرات والاكتشافات والتأثيرات الكبيرة في مجالات التاريخ والآثار والسياسة.

نزار مصطفى كحلة

مراجع للاستزادة:

- مذكرات غيرترود بيل في جبل الدروز، ترجمة وتحقيق كمال الشوفاني (دار العوَّام، ط1، 2008م).

- Gertrude Bell Amurath To Amurath Gertrude Bell (London 1924).

- E. Burgoyne, Gertrude Bell From Her Personal Papers (1914- 1958). (London 1959).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1086
الكل : 40539631
اليوم : 69446