logo

logo

logo

logo

logo

بيزنطة (الامبراطورية-)

بيزنطه (امبراطوريه)

Byzantion -

بيزنطة (امبراطورية-)

 

بيزنطة Byzantion/ Byzantium اسم يعود إلى مستعمرة إغريقية قديمة أسسها أبناء ميغارا Megara   -في عام 652   قبل الميلاد- على ساحل مضيق البوسفور الأوربي محطة للصيادين والتجار. وقد اختار الامبراطور قسطنطين الكبير Constantine ر(306-337م) مكان المستعمرة الإغريقية القديمة لبناء عاصمة جديدة للدولة، فبدأ في بنائها  في شهر تشرين الثاني/نوڤمبر من عام  324م وانتهى منها في 11 أيار/مايو عام  330م، وسماها روما الجديدة لكن الشعب أطلق عليها اسم القسطنطينية نسبة إلى قسطنطين، ولم يبخل قسطنطين على هذه العاصمة بكل مظاهر الثراء والبذخ التي تليق بعاصمة امبراطورية كبيرة، فأقام الأبنية الفخمة وجمع فيها أجمل ما في دولته من فنون، وبنى أضخم ما في العالم من كنائس آنذاك.

واتفق المؤرخون المعاصرون على أن القرن الرابع هو بداية التاريخ البيزنطي للأسباب التالية:

1-  نقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية عام  330م.

2-  الاعتراف بشرعية الديانة المسيحية بعد مرسوم ميلانو عام  313م.

3-  إصلاحات الامبراطور دقلسيانوس Diocletian ر(284-305م) وقسطنطين.

كما يعدّ المؤرخون أن مقومات ثلاثة حددت شخصية الدولة البيزنطية وهي: الثقافة الهلنستية، والديانة المسيحية، والتنظيم السياسي للدولة الرومانية.

كانت الامبراطورية البيزنطية في القرن الرابع تضم الجزء الشرقي من الامبراطورية الرومانية الذي يشمل اليونان ومناطق البلقان الممتدة حتى نهر الدانوب، كما يشمل آسيا الصغرى والبلاد الواقعة شرقها؛ وجزءاً من بلاد ما بين النهرين؛ وبلاد الشام ومصر وشمالي إفريقيا؛ ومناطق أخرى، لكن هذا الامتداد لم يبق على حاله؛ إذ حدثت تغيرات مهمة في المراحل اللاحقة لتاريخها، منها انكماش حدودها؛ إذ لم تعد تشمل جميع البلدان المحيطة بالبحر المتوسط والأراضي الواقعة بين بلاد ما بين النهرين والمحيط الأطلسي، كما كانت في عهد الامبراطورية الرومانية.

ومر تاريخ بيزنطة بعدة مراحل: مرحلة الامبراطور جستنيانوس[ر] Justinian ر(527-565م) الذي أعطى الامبراطورية شيئاً كثيراً من ملامح عظمتها، فقد أعاد مجد الامبراطورية واستعاد ما فقدته من الأراضي من البرابرة. وفي القرن السابع (عصر الأسرة الهرقلية  610-711م) تعرضت الامبراطورية لنكسات كثيرة في حروبها مع الفرس والآفار؛ ثم مع العرب المسلمين الذين حرروا سورية ومصر، وبعد اضطرابات داخلية وحروب مع العرب المسلمين والبلغار آل الحكم إلى الأسرة العمورية؛ ثم الأسرة المكدونية التي تحسنت في عهدها العلاقات مع جيرانها من العرب والأرمن والبلغار.

فسيفساء تمثل الاميراطور جستنيانوس وحاشيته

وفي القرن الحادي عشر الميلادي شهدت الامبراطورية حروباً مع السلاجقة الأتراك ثم حكمتها أسرة كومنين Comnenus ر(1081-1185م)، وفي عهدها بدأت الحروب الصليبية وبقيت بيزنطة محط أنظار الدول المجاورة واهتمامها؛ حتى نجح العثمانيون في إنهاء الامبراطورية البيزنطية واحتلال القسطنطينية عام 1453م.

إن الدولة البيزنطية ليست إلا امتداداً للامبراطورية الرومانية القديمة، وكلمة «بيزنطي» هي تعبير أطلقته الأجيال اللاحقة على هذه الدولة، ولم يكن البيزنطيون يسمون أنفسهم بهذا الاسم، بل كانوا يسمون أنفسهم الرومان، وكان امبراطورهم يعد نفسه حاكماً رومانياً أو خليفة للقيصر الروماني القديم، وظل البيزنطيون يعدون أنفسهم روماناً طوال حياة امبراطوريتهم.

كانت بيزنطة في الفترة الأولى من تاريخها -أي في القرون الثلاثة: الرابع والخامس والسادس- استمراراً للامبراطورية الرومانية، وحافظت على كثير من التقاليد الرومانية في مختلف المجالات، وتعد هذه المرحلة انتقالية، فقد أخذت بيزنطة تكوّن لنفسها شخصية مستقلة لها معالمها المتميزة من معالم الامبراطورية الرومانية. 

تأثرت بيزنطة بالثقافة الهلنستية، واتخذت اليونانية لغة رسمية لها منذ القرن السابع بعد أن ظلت تستعمل في دواوينها اللغة اللاتينية طوال القرون الثلاثة الأولى من تاريخها. كذلك تخلت بيزنطة عن الوثنية واعتنقت المسيحية واتخذتها ديانة رسمية للدولة، وقد تطورت في بيزنطة أيضاً العلاقات الاقتصادية والاجتماعية فنشأت العلاقات الإقطاعية، إضافة إلى ذلك استدعت الظروف والحاجات الجديدة إيجاد تنظيمات عسكرية وإدارية جديدة فأصبح الحكم مركزياً والسلطة مطلقة بيد الامبراطور، ومن الناحية السياسية تغيرت خريطة الامبراطورية البيزنطية عن خريطة الامبراطورية الرومانية القديمة.

كان للدولة البيزنطية الفضل الكبير في الحفاظ على التراث الكلاسيكي القديم، فبذا نشأت الدولة التي نمت على تربتها ثمار الحضارتين اليونانية والرومانية بعد مزجهما بتعاليم الديانة المسيحية، فبيزنطة المسيحية لم ترفض لا الفن الوثني ولا المعرفة الوثنية، كما أنها اتخذت القانون الروماني أساساً لتشريعاتها، والثقافة اليونانية منبعاً لثقافتها وحياتها العقلية، حتى إن الكنيسة المسيحية نفسها تقبلت في تعاليمها كثيراً من أفكار الوثنيين واستعملت طريقة الفلاسفة اليونان في الدفاع عن عقائدها. وقد ظلت طوال ألف سنة ونيف مركزاً مهماً من مراكز الثقافة في العصور الوسطى.

كانت سورية جزءاً من الامبراطورية البيزنطية بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين، وتم في ظل هذه الامبراطورية أعمال الترميم وتدعيم أسوار المدن الرئيسة في سورية مثل تدمر[ر] وأفامية[ر]، كما تم بناء الكثير من المباني منها الكنائس، كما نشأت وتطورت عدة مدن صغيرة مثل الأندرين وسورا والرصافة، إضافة إلى نهضة معمارية عاشتها أرياف سورية حيث انتشرت المئات من القرى في شمالي سورية وجنوبيها وفي غيرها من المناطق.

محمود فرعون 

مراجع للاستزادة:

- السيد الباز العريني، الدولة البيزنطية (دار النهضة العربية، بيروت  1982م).

- نعيم فرح، تاريخ بيزنطة السياسي (جامعة دمشق، 2004 م).

- محمد نبيه عاقل، الامبراطورية البيزنطية (جامعة دمشق، 1969 م).

- A.  Vasiliev, The Byzantine Empire (Madison, 1942).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40585696
اليوم : 115511