logo

logo

logo

logo

logo

البقاع (سهل-)

بقاع (سهل)

-

البقاع (سهل -)

 

يأخذ سهل البقاع شكل شريط طولي ضيق يمتد مسافة 145كم في قلب الأرض اللبنانية في اتجاه عام من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي.

 وينحصر هذا السهل بين سلسلة مرتفعات لبنان الشرقية في الشرق وسلسلة مرتفعات لبنان الغربية في الغرب؛ وتتمثل أعلى أجزائه بالقرب من منابع العاصي- الليطاني وهي المنطقة المحيطة بقريتي نيحا وعيحا جنوب غربي نبع اللبوة، ويراوح الارتفاع هنا من 1300 إلى 1500م فوق مستوى سطح البحر، وتعد هذه المنطقة الأخيرة خط تقسيم المياه الرئيسي الفاصل بين أعالي نهر العاصي الذي يتجه شمالاً وأعالي نهر الليطاني الذي يمتد جنوباً. كما يعظم ارتفاع أرضية البقاع في القسم الجنوبي منه ولاسيما عند قمم الجبل الغربي حيث يصل إلى ارتفاع 1508م فوق مستوى سطح البحر.

سهل البقاع

يُقسم سهل البقاع إلى قسمين: الأول هو البقاع الشمالي ويتضمن حوض نهر العاصي والأراضي المجاورة له، وتظهر أرضية هذا القسم على شكل مثلث شبه متساوي الساقين يقع رأسه عند منطقة شعث (على منسوب 1000م) في حين تمتد قاعدته عند منطقة بحيرة حمص؛ أما القسم الثاني فهو البقاع الجنوبي ويتضمن القسم الأكبر من حوض نهر الليطاني الذي يخترق أرضاً منخفضة كانت بحيرة مستنقعية، تحتل بحيرة سد القرعون أخفض أجزائها.

ويعود تاريخ الاستيطان في سهل البقاع إلى العصر الحجري النحاسي، حيث بدأ لبنان يؤدي دوراً أكبر في الحياة التجارية مع نهاية العصر الحجري النحاسي والألف الثالث ق.م، مما لفت أنظار حكام مصر الفرعونية الذين تمكنوا من فرض سيطرتهم عليه في الألف الثاني ق.م، وكان موقع كامد اللوز أحد المقرات الرئيسية للحاكم الفرعوني في البقاع إذ كان يمكن إخضاع منطقة البقاع الجنوبية لرقابة فعالة انطلاقاً من هذا الموقع الواقع على مصب طريق التجارة القديم الممتد من دمشق إلى البقاع، ومنه انطلقت الحملات العسكرية المصرية في القرن الثالث عشر ق.م باتجاه الشمال لمواجهة التوسع الحثي في منطقة حمص حيث جرت معركة قادش [ر] عام 1285ق.م.

كان البقاع في العصور الكلاسيكية جزءاً من سورية المجوفة Coele Syria، ولاسيما لوقوعه على طريق المواصلات من شمالي سورية إلى مصر. إذ شهدت هذه المنطقة منذ منتصف القرن الثاني الميلادي بناء عدد كبير من المعابد الصغيرة والهياكل الضخمة على الهضاب القريبة من حافة البقاع، كان للقسم الأكبر منها علاقة وثيقة بموقع بعلبك [ر] (هيليوبوليس) الذي ظهر تأثيره الواضح في هندستها وأسلوب بنائها.

ويعد موقع عنجر [ر] خالكيس الواقع في الشطر الشرقي من سهل البقاع عند السفوح الشرقية لسلسلة جبال لبنان الشرقية؛ أحد أهم المواقع الأثرية للإيتوريين[ر] ثم للأمويين الفريدة في لبنان، وتعود أغلب الآثار الظاهرة المتبقية إلى عهد الخليفة الأموي الوليد ابن عبد الملك (705- 715م) الذي اتخذ منها مقراً صيفياً.

باسل زينو 

مراجع للاستزادة:

- حسن سيد أحمد أبو العينين، دراسات في جغرافية لبنان (بيروت 1968).

- حسن سيد أحمد أبو العينين، لبنان دراسات في الجغرافية الطبيعية (دار النهضة العربية، بيروت 1980).

- كارل هاينز برنهردت، لبنان القديم، ترجمة ميشيل كيلو (دار قدمس، دمشق 1999).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 595
الكل : 31778637
اليوم : 54098