logo

logo

logo

logo

logo

أسرحدون

اسرحدون

Esarhaddon - Assarhaddon



أسرحدون

 

 
أسرحدون
بوابة أسرحدون
موشور أسرحدون

يعد أسرحدون (680-669ق.م) الملك الرابع عشر من ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة (911- 610ق.م). ورث عن والده سنحاريب (704-681ق.م) ملكاً عظيماً، أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ عليه وتثبيت أركانه. فكانت أولى مهامه التخلص من الفتن الداخلية التي أودت بحياة والده واستمرت إلى أن تولى الحكم. وقد كان لوالدته نقية - زكوتي (الآرامية الأصل) دور واضح في دعم سياسته.

وجه أسرحدون اهتمامه إلى مدينة بابل، ليتبع سياسة مغايرة لسياسة أبيه سنحاريب. فبعد أن قضى على تمرد مردوخ بلادان فيها (680ق.م) قدم امتيازات دينية واقتصادية لأهلها إذ أعاد بنا أسوارها ومعابدها، وخاصة معبدها الرئيس، وعمل على إعفا سكانها من الضرائب والسخرة، وحافظ على استتباب الأمن فيها، ليتفرغ للجبهتين الشرقية والشمالية، حيث واجه موجات الكميريين. أما على الحدود الجنوبية فقد ساعد أسرحدون الأمرا الميديين على القضا على الاضطرابات، وأفلح في تعيين ملك موالٍ له في بلاد عيلام (675ق.م). وفي جنوب بلاد الرافدين عقد أسرحدون معاهدة مع قبائل الجمبولو، وبذلك استطاع أن يفرض نوعاً من الأمن والاستقرار مما دعا بعض الباحثين إلى عدّ عهده فترة سلام عيلامي- بابلي.

لكن هذا السلام لم يمتد إلى الجبهة الغربية والجنوبية الغربية للإمبراطورية حيث أراد أسرحدون تأكيد الوجود الآشوري على الساحل السوري. فبعد أن كانت المدن الفينيقية تتمتع باستقلال ذاتي، وتدفع جزية على نحو منتظم لآشور تمرد ملك صيدا عبدي ملكوتي عام 677ق.م على أسرحدون بتأييد من ملك مصر طهرقا، الذي وجد أن من مصلحته الحفاظ على نفوذ مصري في الساحل السوري. إلا أن أسرحدون أخمد هذا التمرد، وسيطر على صيدا، وأنشأ بقربها مدينة جديدة سماها كار- أسرحدون، وحولها إلى ولاية آشورية. ثم إنه دعا اثنتين وعشرين مدينة سورية للمساهمة في تقديم مواد البنا ، ومن هذه المدن: صور، أرواد، جبيل، أشدود، غزة، وعكا. وتذكر النصوص الآشورية أن عشر مدن من قبرص أخذت تدفع الضرائب إلى أسرحدون. وتعد مدينة صور من أهم المدن التي تحالف ملكها بعلي مع الملك الآشوري في حملته ضد صيدا، ولذلك قام أسرحدون بضم عدة مدن تابعة لصيدا له، وهذه المدن هي: جبيل، عكا، وأرواد، كما وقع معه في عام 674 ق.م معاهدة تنظم العلاقات بينهما، وهذا ما أكده نصها الذي عثر عليه في زنجرلي (شمأل)، كما عثر على نص آخر للمعاهدة عند نهر الكلب في بيروت.

وفي منطقة شرقي الأردن أسهمت كل من عمون ومؤاب وآدوم في تقديم المواد اللازمة لعملية بنا كار- أسرحدون. أما في جنوب- شرقي هذه المنطقة فقد سكنت قبائل عربية ذات أهمية كبيرة لآشور، لأنها كانت قادرة على التفاوض مع عرب سينا وفي دعم أسرحدون في مد سيطرته على مصر، لذلك قام أسرحدون بمساندتها عند الأزمات. وهذا ما حصل عندما ساعد الآشوريون يطع بن حزئيل حاكم دومة الجندل في استعادة سلطته التي انتزعت منه.

بلغت المنافسة الآشورية المصرية أوجها عندما حاول طهرقا مراراً استعادة سيطرته على المراكز التجارية في الساحل السوري- الفلسطيني من خلال دفعه مدن هذه المنطقة للتمرد على أسرحدون. وظهر ذلك عندما حرض مدن صور، لخيش، يهوذا وأور- سالم على محاولة الاستقلال عن الحكم الآشوري. هذا الأمر دفع الملك لقيادة حملة في عام 671 ق.م للتصدي لهذه المدن فسيطر على صور وقتل ملكها بعلي، وبعث فرقة من جيشه إلى مصر لمحاربة طهرقا.

استطاع أسرحدون النجاح في دخول مصر، حيث وصل إلى الدلتا وسيطر على العاصمة ممفيس ودخل قصر طهرقا وأسر عائلته. ثم نظم إدارة المناطق التي خضعت له بتقسيمها إلى ولايات صغيرة، وعين حكاماً موالين فيها، واتخذ لقب ملك مصر وباتروس (مصر العليا) وكوش. لكن هذه السيطرة لم تدم طويلاً، فبمجرد أن غادر أسرحدون وجيشه مصر استطاع طهرقا استعادة حكمه على ممفيس، وهذا ما جعل أسرحدون يقود حملة ثانية لاستعادة النفوذ الآشوري في مصر، لكنه توفي قبل الوصول إليها في عام 669ق.م.

كان أسرحدون قد قسم حكم مملكته قبل وفاته، وذلك بسبب وفاة ابنه الأكبر، وخوفه على الإمبراطورية من الفتن بعد موته فسمى ابنه آشور- بانيبال ملكاً على آشور، وابنه الآخر شمش- شوم- أوكن ملكاً على بابل. وعقد معاهدة بين الأخوين لهذا الغرض بحضور الملوك والحكام التابعين كافة، وقد أُكدت المعاهدة بعد وفاته بدعم من والدته نقية- زكوتي.

 

دانية يعقوب

 

 

مراجع للاستزادة:

- J. R. MACINTOSH, Ancient Mesopotamia, New PerspEctives, (New York, 2005).

- Leo OPPENHEIM, The Ancient Near East Texts, (Princeton, 1969).

 


التصنيف : العصور التاريخية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 397
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40605019
اليوم : 134834