logo

logo

logo

logo

logo

الباسطية (مسجد-)

باسطيه (مسجد)

-

 الباسطيّة

الباسطيّة (مسجد -)

 

مسجد الباسطيّة مسجد صغير الحجم، إذا ما قيس بمقاييس المساجد الإسلامية عامة، والباسطيّة لغة، من الباسط، والباسط «من أسمائه عَزَّ وجَلَّ، وهو الذي يبسُط الرِّزْق لعباده، ويوسِّعُه عليهم بجُودِه ورحمته، ويبسُط الأرواحَ في الأجْسادِ عند الحياة وهذا ما يتفق مع الوظيفة الدينية لهذا المكان.

وجامع الباسطيَّة بناء أثري في قلب مدينة سلمية القديمة، إلى الجنوب الشرقي من مدينة حماة بنحو 33كم، ويقع تحت شارع الثورة، عند التقائه بالطريق المتجه جنوباً نحو المركز الصحي (الإشرافي). وهو الآن مدفون تحت مستوى الطريق المعبَّد بنحو 1.5م عن مستوى سقف هذا المسجد، وكل ما يُعرف عنه جاء من خلال شهود عيان من كبار السن.

 

ويبدو من خلال وصف المسجد أنه كان يستخدم للصلاة والعبادة على نحو سري، في حقبة زمنية من تاريخ سلمية، والذي يبدو للباحثين في تاريخ هذه المدينة أنه يعود إلى القرن الثالث الهجري التاسع والعاشر الميلاديين، حينما كانت سلمية مركزاً سرياً للدعوة الإسماعيلية الشيعية الإسلامية، ومكان إقامة لإمامها المتصل بنسبه إلى الإمام جعفر الصادق، والتي انتهى تواجدهم فيها نحو 291هـ / 904م، مع خروج آخر أئمتهم عبد الله المهدي منها متجهاً نحو المغرب العربي، قبل أن يتمكن من إعلان قيام الدولة الفاطمية في تونس سنة 297هـ/911م، ويبدو أن الإسماعيليين قد مارسوا طقوسهم الدينية على نحو سري بعيداً عن أعين أمير سلمية العباسي آنذاك، والمعادي والمخالف لهم مذهباً.

والذي يثبت الهوية الإسلامية لهذا البناء (المسجد)، إضافة إلى تسميته (الباسطيّة)، هو وجود المحراب في الجدار الجنوبي للبناء، لكن لا يمكن حتى الآن إثبات قيام هذا البناء على أنقاض بناء بيزنطي مسيحي، بسبب غياب التنقيبات المنهجية، وعلى الرغم من وجود بعض التيجان في داخله.

والمسجد بناء مستطيل الشكل، تبلغ أبعاده 5م شمال-جنوب، و4م شرق- غرب، وهو مسقوف بوساطة قبو معقودة، ارتفاع السقف نحو 4.5م، يوجدَ في منتصف الجدار الجنوبي تجويف محراب كبير، ويذكر أن أرض المسجد كانت مبلطة بالكامل بأحجار بازلتية مشغولة جيداً، كما ينتشر حول المحراب عدد من التيجان البازلتية المختلفة الأشكال والطرز، والتي كانت تستخدم للجلوس من قبل المريدين لتلقي دروسهم الدينية، فيما كان شيخهم أو معلمهم يجلس على مصطبة صغيرة ملاصقة للجدار الغربي. وفي جوار الجدار الشمالي توجد فوهة بئر تتصل بقناة ماء عذبة تسري من تحت أرضية المسجد باتجاه /شرق - غرب/، بغية تأمين الطعام ومياه الشرب ومياه الوضوء للمصلين.

وكان يمكن الدخول إلى المسجد مباشرة عبر فوهة بئر كانت موجودة في أحد المنازل القريبة سابقاً، قبل شق الطريق الحالي. والبئر على شكل سرداب، بعداه (1×1م)، وارتفاعه 1.5م، ومحاذ للجدار الجنوبي للمسجد، والذي ربما استخدم أيضاً للتهوية، كما يمكن الدخول إلى المسجد عبر دهليز يبدأ من هذا السرداب، وهو درج نازل، باتجاه الشرق، وبشكل محاذ للجدار الجنوبي للمسجد ومن ثم ينعطف شمالاً، لينعطف من جديد غرباً، حيث يفضي إلى حرم المسجد، عبر باب معقود في منتصف الجدار الشرقي للمسجد تقريباً.

تأتي أهمية هذا المسجد من أن لا مئذنة له، وكان أوائل القادمين إلى سلمية في بداية إعمارها الحديث، يصلّون في هذا المسجد بحسب عقيدتهم وخوفاً من ملاحقة السلطة.

وقد تعرَّض المدخل للتخريب سابقاً، بعد إجراء حفريات للصرف الصحي في القرن الماضي، وقد رُدِمَ القسم الظاهر منه بوساطة التراب والإسمنت.

نزار مصطفى كحلة

مراجع للاستزادة:

-محمود أمين، سلمية في خمسين قرناً –د.ت- د.م.

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31243185
اليوم : 68342