البزوري (جامع-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

البزوري (جامع-)

بزوري (جامع)

-

البزوري (جامع -)

يقع جامع البزوري في مدينة دمشق القديمة خارج السور؛ في منطقة قبر عاتكة؛ غربي مقبرة الدقاق، ويُطلّ على حارة البزوري شمالاً وحارة نحلاوي شرقاً.

وهو مشيّدة مملوكية وجامع عظيم، لعل بانيه هو التاجر أبو بكر محفوظ بن معتوق البغدادي البزوري صاحب التربة في سوق البزورية عند خان أسعد باشا العظم، والمتوفى سنة 694هـ/1294م.

مقطع أ أ يمر بالمدخل الأثري والمحراب 200/1

ويتبيّن من المعاينة الميدانية للجامع أنه تعرّض لتغيرّات وتبديلات جذرية وإضافات وإكساءات متعددة كان آخرها سنة 1398هـ/1978م، أسهمت في تغيير الوضع المعماري الأصلي، «ولم يبقَ من بناء الجامع العظيم إلا المنارة المربعة البديعة»، كما يقول طلس. وللجامع حالياً واجهة شمالية رئيسية مبنية من مداميك الحجر الكلسي؛ كُسيت حديثاً بالحجر الأبلق سوى المدخل الأثري، وفُتحت فيها ثلاثة مداخل ذات أبواب مستحدثة: المدخل الغربي الأصلي والرئيسي بجانب المئذنة؛ معقود بعقد حجري مدبب وتبرز كتلته ضمن الصحن، والمدخل الوسطي المستطيل المستحدث، والشرقي ذو ساكف حجري مستقيم وضخم يعلوه عقد عاتق مؤلف من حجرين ومفتاح؛ كان واجهة سبيل الجامع؛ فتمّ إلغاؤه وفكّ حجارة جدرانه الداخلية وتحويله إلى مدخل إضافي للجامع. تفتح هذه المداخل الثلاثة على صحن واسع ذي مسقط مستطيل (نحو 20×8م)، أُزيلت بركة الميضأة المربعة التي كانت تتوسطه، ورُصفت أرضيته بالرخام الحديث، وكُسيت جدران الواجهات الأربعة المطلّة على الصحن بالحجر الأبلق الحديث؛ سوى جزء من الواجهة الغربية التي تمثّل الواجهة الشرقية لقاعدة المئذنة الأثرية والمفتوح فيها باب صغير يتوصل منه إلى شرفة المؤذن، والعقد المدبب الملاصق لها الذي يوجد ضمنه باب يؤدي إلى قاعة ذات مسقط مستطيل تحوي مصلى وخدمات للجامع. وأما الواجهة الشرقية للصحن فقد استحدثت فيها ميضأة ومطهرة.

وأما الواجهة الجنوبية للصحن فهي مجدّدة بكاملها، وقد فُتح فيها باب رئيسي للحرم ينصّفها؛ ثم شباكان عن يمين ويسار ثم باب غربي، وتعلو هذه الأبواب والشبابيك سبعة شبابيك علوية صغيرة مختلفة الأبعاد والأشكال.

والحرم ذو مسقط مستطيل (نحو 21×13م) مؤلف من رواقين (بلاطتين) يفصل بينهما عمودان وسطيان، قد أُحيطا بدعامة مربعة مستحدثة، ودعامتين طرفيتين. تحمل هذه الدعامات والأعمدة ثلاثة عقود مدببة من الحجر الأبلق تفصل بينها قمريات ذات إطار حجري كلسي دائري، تحمل بالتالي وسط السقف المحدث من الإسمنت المسلح. وقد استحدث بالحرم سدّة تغطي الرواق الشمالي بكامله يُصعد إليها عبر درج رخامي مستحدث. وأما الواجهة الجنوبية فلا يميّزها سوى وجود المحراب البارزة كتلته خارج سمت الواجهة الخارجية الجنوبية للجامع، وهو حنية نصف دائرية يعلوها عقد نصف دائري، قد كُسي المحراب وإطار حوله بالرخام المستحدث. وتنصّف هذه الواجهة ثلاثة شبابيك علوية مستطيلة واسعة. وأما المنبر الخشبي فموجود في الزاوية الجنوبية الغربية للحرم، له مدخل يعلوه إفريز من المقرنصات وشُرّافات نباتية. ولهذا المدخل باب ذو مصراعين خشبيين له حشوات مزخرفة بزخارف هندسية، يفتح على الدرج الخشبي الذي يُصعد عبره إلى جلسة الخطيب التي تعلوها عقود نصف دائرية، تحمل جوسقاً دائرياً تعلوه قبة بصلية متوجّة بالهلال، وأما ريشتا المنبر وسياجه فهي مشغولة بالزخارف الهندسية بكاملها.

حارة البزوري والجامع

واجهة جامع البزوري المجددة

والمئذنة الموجودة أصلية، وهي ذات قاعدة حجرية كلسية مربعة، يرتفع جذعها المربع فوق مستوى سقف المصلى بمقطع يصغر قليلاً عن قاعدتها، والجذع مبني من نحو 35 مدماكاً حجرياً كلسياً إلى مستوى أسفل شرفة المؤذن، له فتحات إنارة ضيّقة ومتعدّدة، وتنصّف أضلاعه حشوة دائريّة بشكل مروحة من الحجر الكلسي والبازلتي الأسود، فوقها مدماك علوي يحوي بلاطات من القاشاني نُزعت جميعها ما عدا ما تبقّى منها في الجهة الشرقية ومكتوب عليها بخط الثلث: «الجناب الأمجد السيفي العالمي ال.....»، ثمّ تعلو هذه البلاطات وتنصّفها نوافذ متطاولة معقودة بعقد حجري نصف دائري، وهي ذات درابزين خشبي، تحيط بها بلاطتان دائريتان من القاشاني نُزعت أيضاً. وأما شرفة المؤذن فهي ذات مسقط مثمن غير متساوي الأضلاع؛ وذات إطار حجري مسننّ يبرز عن الجذع قليلاً، ولها درابزين خشبي بسيط وأعمدة خشبية تحمل المظلة الخشبية المثمنة وغير متساوية الأضلاع والبارزة قليلاً عن الشرفة، يعلوها جوسق مثمن من طبقتين ينتهي بقلنسوة ذات قاعدة أسطوانية وتاج حجري محزّز يعلوها الهلال بأعلى قمة المئذنة.