logo

logo

logo

logo

logo

باب الفرج (ساعة-)

باب فرج (ساعه)

-

باب الفرج (ساعة -)

لمياء جاسر

 

تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لمنارة الساعة تجاه باب الفرج في حلب في ساحة تحمل هذا الاسم سنة 1316 هـ/1898م في عهد السلطان عبد الحميد خان الثاني وولاية رائف باشا لحلب، وكان مكانها قسطل ماء مربع الشكل يسمى قسطل السلطان- وهو من آثار السلطان سليمان خان الملقب بالقانوني ابن السلطان سليم العثماني- الذي بُنِي سنة 940هـ/ 1533م عند قدوم السلطان حلب، ورُمِّم عام 1226هـ /1811م.

وقد كمُلَت عمارة برج الساعة سنة 1317هـ/1899م، وكان مهندسها شارل شارتييه أفندي، وهو مهندس الولاية، وبكر صدقي أفندي وهو مهندس المركز آنذاك. وقد بلغ مصروف عمارة هذه المنارة 600 ليرة عثمانية جمعت من ذوي الثروة واليسار. ويقال إنها1500 ليرة، جُمِع نصفها من أهل الخير والباقي من صندوق الدولة.

ساعة باب الفرج 

يعلو البرج في الهواء 35 ذراعاً (28م)، وتشبه عمارته إلى حد ما المنارة أو المئذنة ولكنه أضخم، فهو يضم باباً يؤدي إلى درج يصعد إلى الطابق العلوي حيث وضعت أجهزة الساعة لضبطها وإصلاحها وصيانتها.

مدخل برج الساعة 

ويلاحظ تأثره بعمارة الباروك التي سيطرت في تلك الفترة على العمارة في أوربا وغيرها من بلدان العالم ولا سيما في شكل القبة والأظفار والأفاريز، ولكن بناءه لم يخلُ من بصمات محلية وسمات تعود بوضوح إلى العمارة الإسلامية كاستعمال المقرنصات والخط الكوفي المزهر والأشكال النجمية.

ويمكن تقسيم بدن برج الساعة إلى ثلاثة أقسام رئيسة غير متساوية، القسم السفلي وله شكل جذع هرم رباعي تميل جدرانه الأربعة قليلاً إلى الداخل، ويضم مدخلَ البرج في ضلعه الجنوبية، وثلاث نوافذ متشابهة في الأضلاع الأخرى الباقية، وينتهي في الأعلى بزخارف هندسية باللونين الأبيض والأسود، ويليها كوات مفصصة تقوم فوقها شرفة لها سياج مزخرف بتخاريم حجرية هندسية نجمية سداسية.

ويتألف القسم الأوسط في الأسفل من قسم مربع يضم في كل من زواياه الأربع مقرنصاً صغيراً وينتهي في الأعلى بإفريز يعلوه قسم آخر مربع يضم في كل من زواياه الأربع ناصية مجوفة تضم عموداً بازلتياً أسود، وتضم كل من الجدران الأربعة ساعة دائرية، فهناك ساعتان متقابلتان للتوقيت العربي وساعتان للتوقيت الغربي يعلوها إفريز محمول على ظفرين.

والقسم الثالث مبنىً صغير مثمن الشكل، عند كل رأس من رؤوسه الثمانية ركيزة منحنية، وتضم كل ضلع بين الركيزتين فتحة مفصصة. وتعلو هذا الجزءَ قبةٌ مضلعة مثمنة تقسم بوساطة أفاريز إلى ثلاثة صفوف يضم السفلي منها فتحات دائرية، وتنتهي القبة بقبة أخرى صغيرة مثمنة بصلية الشكل فوقها جهاز لتعيين جهة الرياح.

وللبرج أربع واجهات، تضم الواجهة الجنوبية مدخل البرج، وهو باب تعلوه قوس مجزوءة (موتورة) مزخرف بخطوط منكسرة zigzag، يقع ضمن بوابة على طرفيها مكسلتان صغيرتان. وعلى كل من طرفي البوابة ناصيتان مجوفتان، تضم الأمامية منهما عموداً صغيراً له تاج مربع يضم مثلثات متعاكسة مشطوبة. ويعلو البوابة في كل من الزاويتين صدفة يعلوها ثلاث مقرنصات كبيرة متطورة ثم حنية مخروطية (نصف قمع) في الوسط. يتقدم المقرنصات والحنية قوس مفصصة (5 فصوص) تتقدمها قوس مدببة زُخرِف المثلثان على طرفيها بزخارف نباتية محورة تعلوها لوحة رخامية مائلة إلى الأمام تضم نصاً بخط كوفي جميل مكوناً من شطرين، جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

قل هي مواقيت للناس

وبين شطري النص مكعب بارز تضم واجهته زخرفة ضمن دائرة (غير واضحة، ربما تكون طغراء). يعلو النص صف من الزخارف ثم كورنيش بارز قليلاً على شكل مظلة محمولة في الطرفين على ظفرين زخرف باطنهما بزخارف نباتية، تنتهي في الأعلى بشكل يشبه التاج في أسفله متدليات.

 
العناصر الزخرفية حول النافذة 

 وتضم كل من الواجهة الشرقية والغربية بدءاً من الأسفل نافذة مفصصة (3 فصوص)، تضم زخارف نباتية وأفاريز يعلوها لوحة مرمرية تضم نصاً مكوناً من ستة أسطر باللغة العربية في الواجهة الشرقية وباللغة العثمانية في الواجهة الغربية جاء فيه:

1 - «لما كان المنهل الذي أنشأه ساكن الجنان حضرة السلطان سليمان.

2 - الأول سنة تسعماية وأربعين حين قدومه إلى حلب قد أشرف

3 - على الدثور لتقادم عهده فسعى خلافة مولانا المعظم حضرة السلطان

4 - ابن السلطان السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني جدد

5 - من أصله مع علاوة عليه الساعة فوقه وذلك سنة ألف

6 - وثلاثمائة وسبع عشرة بعد الهجرة كتبه صادق 1317 (بشكل طولي)».

 
اللوحة التأريخية أسفل النافذة 

ويحيط باللوحة إطار من المثلثات المتناوبة المشطوبة تعلوها نافذة يحدها من الأعلى قوس جرسية (قوس مدببة متطورة)، وفوقها إفريز بارز يضم زخارف نباتية محمول في الطرفين على ظفرين، ويعلوه تاج يشبه الواجهة السابقة.

وتضم الواجهة الشمالية درجاً يهبط إلى القبو، وهناك لوحة من الرخام الأبيض تحت نافذة مشابهة للوحة السابقة الذكر، تضم نصاً باللغة العثمانية مكتوباً بالحرف العربي.

وتدل النصوص السابقة على أن بعض مكونات القسطل لم تهدم بل رممت سنة 1317هـ/ 1899م وأضيف إليها البرج.

ويؤكد ذلك ما يلاحظ أسفل البرج في الطرفين الشرقي والغربي من وجود نافذة يبدو عليها القدم بقي منها جزؤها العلوي المهترئ تعلوه قوس مفصصة ثلاثية عاتقة مزخرفة بزخارف نباتية تقع ضمن تجويف بسيط تحده قوس مجزوءة محمولة على عمودين صغيرين في الطرفين بقي جزء من أحدهما ظاهراً للعيان. وعند تفحص النافذتين يُلاحظ وجود فتحات لخروج الماء، إضافة إلى وجود فتحتين مسدودتين لقسطلين فخاريين معدين لخروج الماء، وهي من دون شك من بقايا قسطل السلطان، ويكون بذلك الجزء السفلي من البرج هو من بقايا القسطل المذكور رمم وبني فوقه البرج كما يبيِّن النص المذكور. ويستنتج أن البقية الباقية من النافذة والعمود قد غمرت ضمن الأرضية، وربما تظهر لو أمكن كشف الأساس هناك، كما أن القسطل كان منخفضاً ينزل إليه بعدة درجات شأن العديد من القساطل المعروفة في مدينة حلب.

مراجع للاستزادة:

- كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب 1992م).

- محمد راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (حلب 1988م).

-فيض الله الغادري، حلب لؤلؤة التاريخ ودرة بلاد الشام (دمشق، د.ت).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 811
الكل : 60640907
اليوم : 91047