logo

logo

logo

logo

logo

البائكة

بايكه

-

 ¢ البائكـة

البائكـة

 

 

البائكة من مصطلحات العمارة الإسلامية الشائع استخدامها عند العديد من الآثاريين والمعماريين للدلالة على تركيب معماري مؤلف من عدد من العقود أو الأقواس أو القناطر المرتبطة بعضها ببعض بشكل سلسلة متتالية في صف واحد ترتكز جميعها على عدد من الأعمدة أو الدعائم على أبعاد متساوية وفي خط مستقيم، وتقوم البوائك عموماً بحمل سقوف الأبنية الأثرية في المباني الإسلامية حيث يرتكز السقف على العقود المرتفعة التي ترتكز على الأعمدة أو الدعامات الحاملة لها في الوسط؛ وتستند البوائك بطرفيها إلى الجدارين الجانبين.

البوائك في جامع الأزهر في مصر 

اعتمد المعماري المسلم استخدام البوائك أو البوايك ليتسنى له رفع سقف البناء إلى أعلى مستوى يرغب فيه لإعطاء البناء الفخامة والهيبة التي يرغب فيها؛ ويتيح دخول كمية كبيرة من الإضاءة والتهوية للمبنى.

بوائك حرم جامع الشيخ محي الدين بن عربي في دمشق 

 

شاع استخدام البوائك في جميع أنواع العمارة الإسلامية الدينية منها كالجوامع والمساجد والمدارس والخانقاوات والأربطة وغيرها، وكذلك في العمائر المدنية مثل القصور والدور والخانات والإصطبلات، وفي العمائر العسكرية مثل قاعات الجند وغيرها؛ حيث صار البناء يحتوي على عدد من البوائك التي تحصر بينها الأروقة أو البلاطات أو الأساكيب أو المجازات القاطعة؛ فبُنيت في داخل الأروقة أو جُعلت في الواجهات الداخلية للبناء ملتفة حول الصحون والقنوات المكشوفة أو المغطاة مرتكزة على دعامات حجرية مربعة أو مستطيلة؛ أو على أعمدة حجرية أو رخامية وذات أبدان أسطوانية أو مضلعة أو حلزونية.

بوائك متعددة ضمن حرم أحد الجوامع 

وفي عمارة المساجد جاءت هذه البوائك في الأصل موازية لجدار القبلة ثم متعامدة عليها موزعة بحيث تحصر كل بائكتين فيما بينها، ما اصطلح على تسميته «بالبلاطة»، ثم سُميت المساحة المتحصلة بين البائكتين المتعامدتين على محراب القبلة في حرم الصلاة الرئيسي بالمجاز القاطع أو الأسكوب - كما في المسجد الأقصى[ر] «المسجد القبلي» في الحرم القدسي الشريف [ر] في مدينة القدس [ر]- حيث أُضيف خلال الإصلاحات التي أجراها عليه الخليفة العباسي المهدي سنة ١٦٣هـ/٧٨٠م، وكذلك في جامع القيروان في تونس عندما قام زيادة الله الأغلبي بإعادة بنائه سنة ٢٢٢هـ/٨٣٦م.

تميز الجامع الأموي في دمشق باحتوائه على نمط متطور من البوائك، تتألف كل بائكة فيه من مستويين الأول: هو عقود محمولة على دعامات كما في واجهة الرواقين الجنوبي والشمالي المطليّن على الصحن؛ أو محمولة على أعمدة كما في حرم الصلاة؛ أو محمولة على دعامات وأعمدة بحيث يوجد دعامة بين كل عمودين كما في واجهتي الرواقين الغربي والشرقي للجامع، أمّا المستوى الثاني فيتألف من دعامتين بينهما عمود فوق كل عقد موجود بالمستوى السفلي من البائكة كما في واجهة الرواقين الغربي والشرقي؛ أو من دعامات صغيرة فقط كما في واجهة الرواقين الجنوبي والشمالي؛ أو من أعمدة صغيرة فقط كما في المستوى العلوي لبوائك حرم الصلاة الرئيسي؛ إذ يذكر كريزول أن هذه البوائك ترجع بأغلبها إلى تجديدات سنة ٣٤٠هـ/٩٥١م.

 
بائكة خارجية عند قبة الصخرة - القدس 
 

وفي وصف لجامع ابن طولون في القاهرة من العصر العباسي للشافعي في كتابه «العمارة العربية في مصر الإسلامية» ذكر فيه: «يتكوّن جامع ابن طولون من صحن كبير مكشوف.. تحيط به الظُلَّات من جوانبه الأربعة، وأكبر ظُلّة فيه وأعمقها هي التي جهة القبلة، إذ تنقسم إلى خمسة أروقة بواسطة خمس بائكات توازي جدار القبلة، كل بائكة منها تتكوّن من سبعة عشر عقداً...»

وقد ورد بوثائق الوقف العائدة إلى العصر المملوكي والعثماني ما نصه: «بوائك مبنية بالحجر الفص النحيت»، أو « بايكة بها قناطر على أكتاف»، كما يرد عند الحديث عن مئذنة الغوري بالأزهر أنها « المنار المستجد المتوصل إليه من صدر البايكة البحرية من الجامع».

 
بائكة مطلة على صحن مكتب عنبر - دمشق 

كما يُلاحظ أنّ شيوع استخدام البوائك في بناء الإصطبلات أدى إلى إطلاق اسم الجزء على الكل، فصار يُطلق على مكان إقامة الدواب بائكة، فيرد في الوثائق المملوكية ما نصه: « بايكة كبرى مقام عشرة أرؤس خيل ومتبن وسلم لطابق علو البايكة كامل المنافع والحقوق وسطح برسم الدريس» أو «بايكة برسم خيل مسقفة غشيماً محمول سقفها على أعمدة من الصوان والحجر النحيت».

غزوان ياغي

 

مراجع للاستزادة:

- عاصم محمد رزق، معجم المصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، ط١ (مكتبة مدبولي، القاهرة ٢٠٠٠).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 528
الكل : 31175470
اليوم : 627