logo

logo

logo

logo

logo

بني قحطان (قلعة-)

بني قحطان (قلعه)

-

بني قحطان (قلعة-)

 

تقع قلعة بني قحطان غربي المنطقة الوسطى لجبال اللاذقية في منطقة جبلة في محافظة اللاذقية، وتبعد 20كم إلى الشرق من مدينة جبلة، وترتفع 360م عن سطح البحر. عُرفت  بقلعة بني قحطان نسبة إلى بني قحطان الذين هاجروا من اليمن إلى الشام عند انهيار سد مأرب؛ أما عند الصليبييِّن فقد عُرفت باسم القلعة العجوز. Château de la Vieille

بقايا سور قلعة بني قحطان

ظهرت أهمية موقع القلعة الاستراتيجي خلال القرن  5هـ/11م في وقت اشتدت فيه حروب القلاع في شمالي سورية بين القوة البيزنطية في أنطاكية والمسلمين في منطقة جبال الساحل، وتشرف القلعة على الطريق المهم الذي كان يربط مدينة جبلة على البحر المتوسط مع مدن وسط سورية مثل حماة وشيزر وأفامية.

وقد تأثرت قلعة بني قحطان بالاضطرابات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة في القرن 5هـ /11م، فاحتلها نيطيقيا حاكم أنطاكية سنة 423هـ/ 1031م وقام بتجديد عمارتها.

الحصن العلوي
الجدار الشمالي الشرقي

في سنة 505هـ/1111م احتل الصليبيّون بقيادة أمير الجليل تانكرد القلعة، ومنها كانوا يقومون بغزوات على مناطق شيزر . ونحو سنة  555هـ/1160م خضعت القلعة لبعض الجماعات من التركمان، ثم استعادها الصليبيون الذين شيّدوا فيها بعض التحصينات، واحتفظوا بها ما يقرب من عشرين سنة. ثم استولى عليها السلطان صلاح الدين في أثناء حملته التي قام بها على الشريط الساحلي سنة 584هـ/1188م وقام بترميمها . وقد خضعت القلعة للصليبييّن من جديد نحو سنة  608هـ/1211م عندما منحها روبان أمير أنطاكية لفرسان المشفى (الأوسبتالية)، وأصبحت لهم مع قلعتي المرقب والحصن.

مرمى سهام

 

وتأخذ هذه القلعة شكل التل الصخري الذي بُنيت عليه بارتفاع يُقارب  9م من مستوى الأرض المجاورة. وتمتد عمارتها بطول  250م تقريباً شرق-غرب، في حين تمتد بعرض شمالي جنوبي بما يزيد قليلاً على  50م . وتحيط بالقلعة أسوار ضخمة مدعمة بالأبراج، بُنيت من حجر البازلت الضخم المنحوت بدقة، والتي تظهر فيها فتحات رماية السهام، وقد كانت  تضم بداخلها العديد من العمائر وخزانات المياه التي كانت تُملأ من نبع جفونة القريب عبر أنابيب فخارية، كما كانت تحتوي على حمام والعديد من القاعات الأخرى المبنية بمستويات مختلفة. أما اليوم فيتم الدخول إليها من الجهة الشمالية عبر باب موجود بين جدار سور الحصن العلوي وكتلة معمارية يمكن أن تشكل برجا في جدار هذا السور؛ وتشغل هذا الموقع حالياً بعض البيوت السكنية الحديثة التي ماتزال مأهولة بالناس. وبالاتجاه شرقاً يتم الوصول إلى القسم العلوي من القلعة، والمشغول ببعض الزراعات الحديثة. ويظهر في القسم الشرقي من سطح الهضبة برج مركزي، أحيط بسور ما يزال باقياً منه القسم الشرقي، والمبني من حجارة كبيرة منحوتة جيداً، حيث تطل واجهته الرئيسية على الجهة الشرقية، وقد أغلق هذا البرج من الجهة الغربية بوساطة جدار يتوسطه باب، وقد أحيط من جانبه الجنوبي ببرج مسدود، ويتكون البرج من عدد من القاعات المقببة التي يمكن ملاحظة إحداها في الجانب الشمالي من البرج. والجدار الشمالي الشرقي من سور هذه القلعة  مبني بمداميك ارتفاعها 50سم، وحجارة يبلغ طولها نحو 90سم، في حين تبلغ سماكة الجدار ثلاثة أمتار، وتبلغ هذه السماكة 2.5م من الجهة الشرقية. ويوجد بقايا ممر في المستوى العلوي ضمن الجدار الشمالي للقسم العلوي من القلعة، كان يسمح بالانتقال بين أقسام السور. وقد أُحيط القسم العلوي من الخارج بقسم آخر سفلي  يبدو واضحاً من الجهة الشمالية والجنوبية والشرقية، والذي أُحيط بدوره بجدارٍ مبني بحجارة صغيرة. وتعود منشآت البرج المركزي في القلعة العلوية إلى الفترة الصليبية، في حين تعود أجزاء السور الخارجي المحيطي إلى القرن 5هـ/11م.

هيثم حسن

مراجع للاستزادة:

- يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي، تاريخ الأنطاكي «المعروف بصلة تاريخ أوتيخيا»، حققه عمر عبد السلام تدمري (طرابلس، لبنان  1990م).

-René Dussaud, Topographie Historique De La Syrie Antique Et Médiévale, (Paris 1927).

-Thierry Bianquis, Damas Et La Syrie Sous La Domination Fatimide 2. (395-468/969-1076) 2E Tome, (Damas, 1989).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1092
الكل : 40569461
اليوم : 99276