logo

logo

logo

logo

logo

البهرمية (تربة)

بهرميه (تربه)

-

البهرامية (التربة -)

 

تقع التربة البهرامية في مدينة دمشق خارج السور، في المنطقة العقارية جادة الصالحية، زقاق الصخر، شارع الأرجنتين حالياً والمتفرع من نهاية شارع الجلاء (أبو رمانة) شرقاً، والتي فقدت خصوصية موقعها وقدسيته بسبب إحاطتها بالمقاهي التابعة لفندق الفصول الأربعة، لصيقة التربة الفروخشاهية من جهة الجنوب.

هي بالأصل مدرسة مشيدة من العصر الأيوبي، زالت المدرسة، وبقيت التربة، وتُعرف أيضاً بالمدرسة الأمجدية وبتربة بهرام شاه. أنشأ التربة والمدرسة الملك المظفر نور الدين عمر بن الملك الأمجد المتوفى سنة 638هـ/1240م، وقد قام الملك المظفر بعمارة هذه المدرسة من مال وصية - أوصى بها والده الملك الأمجد أبو المظفر مجد الدين بهرام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب المتوفى سنة 629هـ/1232م- صاحب بعلبك بتولية السلطان صلاح الدين له بعد وفاة أبيه. وكانت بالشرف الأعلى الشمالي، ولها نوافذ تطل على الميدان الأخضر المسمى بالمرجة الفيحاء، وقد دُرِست، وأصبحت فيما بعد بستاناً.

بالرجوع إلى المصادر التاريخية يتبين مقدار الضرر اللاحق بالتربة؛ بدءاً من زوال المدرسة التي كانت التربة ضمن مبانيها المعمارية؛ إلى الإهمال الكبير بمبنى التربة والذي يظهر من المخططات القديمة المرفقة والصور المأخوذة عن المراجع العربية والأجنبية القديمة والحديثة، والذي أدى إلى اختفاء إفريزها العلوي الشرقي وإلى التشققات المختلفة في أحجارها وكلستها. وقد تمّ ترميمها أكثر من مرّة في النصف الثاني من القرن العشرين بشكل أساء إلى قيمتها الأثرية، حتى رُمّمت بشكل علمي ضمن مشروع إنشاء فندق الفصول الأربعة وتأهيل محيطه، ثم افتتحت سنة 1426هـ/2005م؛ مما أعاد إليها رونقها الأثري، عدا بعض نقاط الضعف كإغلاق مدخلها الأساسي من التربة الفروخشاهية وتحويل شباكها الشرقي إلى مدخل لها فاختفت مصبعاته المعدنية، وكذلك اختفاء العقد الوتري فوق ساكف المدخل، ورفع مستوى أرضيتها من الداخل، ورصفها بالرخام الحديث؛ لتصبح أرضيتها بمستوى أسفل الشبابيك نفسه، ومن الخارج لتطمر مدماكاً حجرياً، وأخيراً اختفاء هلال القبة النحاسي.

مسقط التربة مربع ضلعه 6.52م، جدرانها مبنية من الحجر الكلسي الضخم المنقوش. واجهتها الشمالية ملتصقة بالتربة الفروخشاهية. واجهتها الجنوبية مبنية من عشرة مداميك حجرية كلسية طُمر منها مدماك واحد تحت مستوى الأرضية الخارجية عند الترميم الأخير. ارتفاع المدماك 45سم. وتنتهي المداميك بإفريز حجري بارز. ينصّف الواجهة شباك زجاجي مستطيل 173×105سم تغطيه مصبعات معدنية يعلوه ساكف مستقيم يعلوه عقد وتري خفيف، ثم يعلوهما مدماكان حجريان ينتهيان بالإفريز الحجري. واجهتها الغربية مماثلة تماماً للواجهة الجنوبية. وأما الواجهة الشرقية فهي أيضاً مماثلة للواجهتين السابقتين غير أنها تضررت بفترة من الفترات، فاختفى العقد الوتري فوق الساكف، وزال الإفريز الحجري، وجُعل الشباك مدخلاً للتربة عبر درجتين عدا درجة منسوب أسفل الشباك؛ وذلك بدلاً من مدخلها الأصلي من منتصف واجهتها الشمالية عبر التربة الفروخشاهية كما يظهر من مخطط سورديل.

الواجهة الرئيسية الشرقية
المسقط الأرضي

 

تعلو الواجهات الأربع رقبة مثمنة ومكلّسة يبلغ ارتفاعها 176سم، أربع أضلاع منها تحوي أربع نوافذ صمّاء معقودة بعقد نصف دائري، وأربع أضلاع تحوي أربعة عقود نصف دائرية، يحوي كل عقد منها نافذتين معقودتين بعقد نصف دائري أيضاً تحويان شباكين خشبيين من الزجاج المعشّق. ويعلو هذه الرقبة رقبة ثانية مكلسة ذات ست عشرة ضلعاً يبلغ ارتفاعها 148سم، ثماني أضلاع منها تحوي نوافذ صمّاء ذات صدفات خماسية الحزوز، وثماني الأضلاع الباقية تحوي ثمانية شبابيك؛ معقود كل منها بعقد نصف دائري، وغُشّيت جميعها بالزجاج المعشق. وترتكز على هذه الرقبة قبة نصف كروية ملساء مدهونة باللون القرميدي، يبلغ قطرها 5.08م، وهي تحوي في منتصف ارتفاعها ست عشرة فتحة إنارة مركّباً عليها مضاوٍ زجاجية ملونة. القبة والرقبتان مبنية من الطوب القرميدي.

التربة من الخارج
قبة التربة من الداخل

يواجه الداخل إلى التربة القبر المهيب الذي ينصّف الفراغ الداخلي. وهو قاعدة حجرية مستطيلة ذات أبعاد 211×138سم وارتفاع 67سم، يعلوها سنام حجري بشكل عقد مدبب ذو أبعاد 163×98سم وارتفاع 79سم، وهو مبني كله من الحجر المزي الصقيل. أرضية التربة رُفع مستواها حتى ساوى مستوى أرضية الشبابيك، وقد رُصفت بالرخام الحديث في عملية الترميم الأخيرة.

القبر

جدران التربة الداخلية ينصّفها عقد مدبب واسع ومرتفع، يحتضن عقداً مدبباً يحوي ضمنه شباكاً مستطيلاً، عدا الواجهة الشمالية المغلقة مع التربة الفروخشاهية. يتم الانتقال منها إلى الرقبة الأولى عبر حنية ركنية محرابية كبيرة خالية من الزخارف، ثم إلى الرقبة الثانية عبر حنيتين وشباك. جميع الجدران والرقبتين والقبة خالية من الزخارف والكتابات ومطلية بالكلسة البيضاء، ولذا يتسم تصميمها بالبساطة عموماً مقارنة مع العديد من القباب الدمشقية الأخرى.

زكريا كبريت 

مراجع للاستزادة:

- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1416هـ/1995م).

- محمد بن عيسى بن كنان الصالحي، المواكب الإسلامية في الممالك والمحاسن الشامية، تحقيق: حكمت إسماعيل (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1413هـ/1992م).

- E. De Boccard, Les Monuments Ayyoubides De Damas, L.i Par Sauvaget (1928), Ifpo- Damas.

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 575
الكل : 31286074
اليوم : 34262