logo

logo

logo

logo

logo

بغراس (قلعة-)

بغراس (قلعه)

-

بغراس (قلعة-)

 

 

بغراس Baghras قلعة وقرية صغيرة، تقع في الشعاب الشرقية للسلسلة الجبلية التي تشكل سلسلة جبال قيزيل ضاي والأمانوس، غربي سهل العمق، وتتبع ناحية بيلان، وتصلها طريق فرعية مزفتة طولها  4كم بطريق يبعد عن مدينتي أنطاكية والإسكندرونة  32كم، وتشكّل مفتاح الطريق الواصل بين أنطاكية والإسكندرونة وكيليكية. ذكرها استرابون Strabon تحت اسم باغراي .Pagrae

 

وهي تحتل مكاناً خاصاً منذ القدم عبر سيطرتها على الطريق الذي يقطع ممر بيلان؛ ولذا صارت موقعاً دفاعياً متقدّماً في مقاطعة أنطاكية حصنها البيزنطيون، ثم عرفت لاحقاً -وعلى الأغلب لدى الفرنجة- باسم غاستون Gaston وغاستين Gastin وغواستون Guaston وغوست Gaust، وهو مشتق من اللفظة اللاتينية  Gastron، وعرفت لدى العرب باسم «باغراس»، وتعرف اليوم بالتركية باسم «بايراس» و .Bakras Kalesi وصفها أبو الفداء بقوله: «إنّها قلعة مرتفعة، ولها أعين وبساتين»، وقال عنها ابن حوقل: «وهي على طريق الثغور، وكان بها دار ضيافة لزبيدة (زوجة الخليفة هارون الرشيد)».

مخطط قلعة بغراس
أ- القلعة السفلية والأرضية السفلية للقلعة.
ب- الأرضية العلوية للقلعة العلوية (مباني الأرضية السفلية مبنية بالرسم المنقط) مع مباني الطور الأول (البيزنطي) وهي مرسومة بالخط الأسود، بينما رسم القسم الذي يعود تاريخه إلى القرنين الثاني والثالث عشر بالتهشير الكثيف.
1- القلعة السفلى. 2- ساحة أمامية وحصن الحرس (حصن البوابة). 3- الشرفة السفلى. 4- مباني القصر. 5- البرج الكبير.
6- غرف المستودعات

ومن المرجح أن موقع القلعة شُغِل من قبل الرومان ثم البيزنطيين، واحتله نقفور فوكاس سنة 357ه/968م، ثمّ استولى عليها السلاجقة سنة 477ه/1084-1085م واستخلصوها من الروم البيزنطيين. ومن بعدهم استولى الصليبيون على القلعة من قتلمش الحاكم السلجوقي سنة 491ه/1098م في أثناء الحملة الصليبية الأولى وحصار أنطاكية. وفي سنة 501ه/1108م دخلت القلعة في أملاك أنطاكية بموجب معاهدة دورازو .Durazzo وفي سنة 548ه/1154م وأثناء قيام سلطان سلاجقة الروم «مسعود» بمهاجمة أراضي أنطاكية هاجمته حامية من الأرمن بقيادة الأمير «سدفانه» بمعونة من الداوية (فرسان المعبد Templars ) الصليبيين من حصن بغراس. وفي السنة نفسها  منح  تورو الثاني Thoros II القلعة إلى الداوية الذين أجروا على دفاعاتها تحسينات خلال هذه الفترة. ثم قام الأمير الأرمني مليح Mlih أخو تورو الثاني بعد وفاته سنة 563ه/1168م وبمساعدة من نور الدين باستخلاص قلعة بغراس من فرقة فرسان الداوية الصليبيين وبقيت في يده حتى وفاة نور الدين سنة 569ه/1174م، ثم استطاع الداوية استرجاع القلعة إلى سيطرتهم وقتل «مليح» في عاصمته سيس في مطلع سنة 570ه/1175م. وفي سنة 583ه/1188م حرر صلاح الدين القلعة من يد فرسان المعبد ثم قام بتدمير القلعة وإخلائها بعد ورود الأخبار بقدوم جيش صليبي جديد من الغرب يقوده الامبراطور الألماني فريدريك الأول بربروسا Friedrich I Barbarossa وقام أحد الفرسان الصليبيين ويدعى فولك دو بويون  Foulques de Bouilon، وهو قريب للملك الأرميني ليو الثاني Leo II بإعادة بناء القلعة على عجل بأسلوب بناء بسيط سنة 586ه/1191م.

منظر خارجي للقلعة
منظر خارجي للقلعة

 

ثم استولى الظاهر بيبرس على القلعة في صيف سنة 666ه/1268م بعد أن استولى على أنطاكية وبعد أن أخلاها الداوية وأحرقوها، فقام المماليك بتسمية أحد الحكام في القلعة للدفاع عنها، وتم خلال هذه الفترة إعادة ترميم تحصينات القلعة وبنائها لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها، ولكن احتلها المغول بقيادة أباقا في سنة 678ه/1280م. وفي سنة 747ه/1347م أصبحت بغراس محطة بريد للمماليك مع أياس ومنطقة كيليكية، ثم اختفت أخبارها وأصبحت محطة على الطريق بين كيليكية وأنطاكية.

تقوم القلعة فوق هضبة صخرية على شكل بيضوي، وهي تأخذ شكل مخمّس، وتتكون من قسمين رئيسين: القسم العلوي شيد فوق الجانب الغربي من قمة الهضبة، والقسم السفلي أضيف من الجهة الشرقية للهضبة بسبب تضاريسها الضعيفة من هذا الاتجاه. وهو يتكون من سور ثانٍ متقدم عن السور الأول مزود ببرج قوي على شكل مدور على الواجهة الدفاعية، وهذا البرج من المرجح أنه يعود إلى فترة الفرنجة الداوية.

لقطة خارجية للقلعة
لقطة خارجية للقلعة
لقطة خارجية للقلعة
لقطة خارجية للقلعة
لقطة داخلية للقلعة
لقطة داخلية للقلعة

شيدت القلعة على أربعة مستويات فرضتها طبيعة المنحدرات الصخرية الحادة للهضبة، وهي تتماشى مع الأرض المحيطة، كما ترتبط أقسام القلعة بعضها ببعض بوساطة ممرات وسلالم عديدة مبنية داخل المنحدرات، وهي تذكر بأسلوب العمارة العسكرية الأرمينية في كيليكية. وأقيم المدخل الرئيسي للقلعة في الزاوية الجنوبية الشرقية على شكل منكسر ذي ثلاثة منعطفات يفضي إلى ساحة كبيرة تتركز فيها بعض المنشآت الرئيسية، فيها بقايا كنيسة تعود إلى فرسان المعبد الفرنجة مع قاعات كبيرة مقببة استعملت مستودعات وقاعات أخرى منقورة في الصخر محمولة على ركائز ضخمة. وكان يتم توفير الماء للقلعة عبر قناة جر ضخمة تتوضع عند أسفل القلعة آتية من منطقة الجبل الأحمر الواقع غرب القلعة. استخدم في البناء حجارة غالبيتها ذات أطراف منحوتة بالمطرقة تأخذ على الغالب شكلاً شبه مدور، وتنتظم ضمن مداميك مستوية وتستند إلى شظايا من الحجر، وهو نموذج يعود إلى فترة ازدهار في القلعة كانت فيها القلعة تحت حكم الأرمن. قام المماليك بعد الاستيلاء على القلعة بتقوية البرج الكبير الصليبي على الجانب الشرقي من السور الأول حيث كسي هذا البرج بحجارة مقصبة بسيطة. ولاشك في أن هذا البرج قد استخدم في هذه الأثناء برج إشارة، كما أنّ الإنشاءات المملوكية التي استخدم فيها هذا النوع من الحجارة تعود إلى الفترة نفسها وتشاهد في أماكن أخرى حيث تبدو أكثر جودة وأحسن نوعية، ويعتقد أن البنائين هم من الأرمن الذين استخدموا للعمل في البناء ولم يتمكنوا من إتقان الأسلوب المملوكي المميز. ويُلاحظ أنّ جدار البدنة الواقع إلى الشمال من البرج المركزي بني أيضاً من الحجارة نفسها ذات الحجم الكبير، استخدمت في البرج المدور في القسم الجنوبي من السور الأول، وهو أيضاً قد أعيد بناؤه في الفترة المملوكية. وفي أقسام أخرى من القلعة مداميك يتناوب فيها الحجر الأبيض والأسود في منسوب المدخل ويمكن نسبتها إلى الفترة المملوكية أو العثمانية، وهي تكون بمجموعها مجموعة عمائر تحتاج إلى الكثير من الدراسات الميدانية والتاريخية المتأنية.

هيثم حسن

مراجع للاستزادة:

- Claude Cahen., La Syrie Du Nord À L’époque Des Croisades Et La Principauté Franque D’antioche, (Paris 1940), I Vol., Pp. 141-142.

-  René Grousset,. Histoire Des Croisades Et Du Royaume Franc De Jérusalem, Tome Ii, (Paris, Plon, 1935).

 - René Dussaud, Topographie Historique De La Syrie Antique Et Médiévale, Librairie Orientaliste Paul Geuthner. (Paris 1927).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 616
الكل : 31229846
اليوم : 55003