logo

logo

logo

logo

logo

بندق (مسجد-)

بندق (مسجد)

-

بندق (مسجد -) 

 

يقع مسجد بندق في دمشق القديمة خارج السور، في المنطقة العقارية سوق ساروجا، حارة قولي، دخلة دولاب، خلف سوق الخجا الجديد غرب شارع الثورة.

وهو مسجد تاريخي من العصر العثماني بتأثير مملوكي واضح، عُمِّر للشيخ محمد بندق؛ حيث مرقده في الإيوان الشرقي، وذلك بمعرفة السيد حسن بن سليمان.

مسجد بندق

أنشأ السبيل والمنارة إبراهيم بن محمد في النصف الثاني من القرن 12هـ/ 18م، ثم جدّد المسجد والسبيل عبد الله بن أحمد أغري بوز في شعبان سنة 1182هـ/1768م.

الواجهة الشمالية 

أضيفت إلى المسجد في العصر العثماني المتأخر غرف على واجهة الصحن الغربية؛ مما أدى إلى تخلخل في أبعاد الصحن وفي محورية محراب المصلى الخارجي. وكذلك تم إنشاء دار سكنية على الجدار الشمالي الخارجي للمسجد حيث غطت على جزء مهم من مدخل المسجد؛ مما أدى إلى تشويه واجهة الدخول والتعدي على خصوصية استعمال فراغ الدخول الخاص بالمسجد. ثم تمّ تحويل المسجد إلى دار سكن في منتصف القرن العشرين من دون أي مستند قانوني، ونُفذت إضافات وتعديلات أدّت إلى تشويه وتخريب كبيرين.

مدخل المسجد

وتمّ إعادة المسجد إلى وظيفته الأصلية بعد إزالة الإضافات والتعديلات وبعد تنفيذ أعمال الترميم والتأهيل، وتم افتتاحه سنة 1433هـ/2012م من قبل الأوقاف، فاستعاد حلّته الأثرية القشيبة.

مسقط المسجد شبه مستطيل أبعاده 16.70×10م، وواجهته الشمالية الرئيسية مبنية من أحد عشر مدماكاً من الحجر المزي والكلسي، ومعدل ارتفاع المدماك 33سم، يعلوها إفريز مقرنصات ذات حنية واحدة، وتنتهي بجدار من الطوب المليّس والمكلّس مشكلاً واجهة بارتفاع 6.70م، وفي قسمها الغربي ترتفع عنها أربعة مداميك حجرية مع إفريز المقرنصات؛ لتشكل أعلى مدخل المسجد، وهو تجويف حجري يدخل عن سمت الواجهة بعمق 53سم، وينصّفه باب الدخول المؤطّر بأحجار متناوبة من البازلتي الأسود والمزّي الضارب إلى الحمرة (أبلق) يعلوه ساكف حجري مزّي مستقيم، ثم يعلوه خمسة مداميك متناوبة من الحجر البازلتي والمزي ينصّفها حشوة دائرية مزررة بالحجر البازلتي والمزي أيضاً، يعلوها عقد حجري مدبب بشكل حدوة الحصان، وينصف هذه الواجهة الشمالية بين المدخل وزاويتها الشرقية المشطوفة والمنتهية بحنية محرابية سبيل بارتفاع خمسة مداميك يتضمن فتحة السقاية في أسفله ولوحة كتابية في أعلاه منقوش عليها النص الكتابي: «بسم الله الرحمن الرحيم وسقاهم ربهم شراباً طهوراً أنشأ هذا السبيل الفقير إبراهيم بن محمد في النصف الثاني للقرن الثامن عشر». ويعلوه عقد وتري مؤلف من ست صنجات وقفل حجري من الألوان الأسود والقرميدي والطحيني ذو زخارف نباتية، يعلوه ست فتحات حجرية متدرجة صغيرة شبه هرمية ضمن ثلاثة مداميك حجرية تسمح للنور بالدخول إلى إيوان الضريح، ثم يعلوها لوحة من الحجر المزي منقوش عليها النص الكتابي:

«إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر

جدد هذا المسجد والسبيل عبد الله بن محمد أغري بوز في شعبان سنة 1182هـ» (1768م).

مسقط الطابق الأرضي

ويعلو هذه اللوحة لوحة أخرى من الرخام الأبيض منقوش عليها:

«عمّر هذا المسجد الشريف العالي

مرقد الشيخ محمد بندق الولي

بمعرفة السيد حسن بن السيد سليمان

مأمور روزنامجة أردوعربستان»

ويؤطر عقد السبيل والفتحات الصغيرة واللوحات الكتابية أعلاه أحجار متناوبة من البازلتي والمزي.

السبيل

 وأما الواجهة الشرقية فتتماثل وجدارها اللبني العلوي مع الواجهة الشمالية، ويستمر إفريز المقرنصات بالارتفاع نفسه، غير أنها تحتوي في قسمها الشمالي على فتحة شباك إيوان الضريح، وهي مستطيلة بارتفاع خمسة مداميك حجرية ذات إطار متناوب يعلوها ساكف حجري مزّي مستقيم يعلوه شريط حجري مزرر باللون القرميدي والطحيني. وتحتوي هذه الواجهة في قسمها الجنوبي على فتحة شباك حرم المسجد، وهي مستطيلة ذات عقد وتري، كلتا الفتحتين ذات مصبّعات معدنية. وتظهر آثار وجود فتحة بين الفتحتين باستدلال الساكف والإطار، وقد أُغلقت سابقاً بالحجر المزي والكلسي.

الواجهة الشرقية

وأما المئذنة الخشبية فقد كانت تتوضع أعلى الزاوية الشمالية الشرقية، حيث أُزيلت سابقاً، ثم أُعيد إنشاؤها في موقعها الأثري بحسب الطراز العثماني الشائع في ذلك العصر، وهي تتألف من قاعدة خشبية تمثل المطاف ذا الدرابزين الخشبي المزخرف بالأشكال الهندسية الإسلامية، يعلوها مظلة خشبية مغطاة بألواح الرصاص ثم جوسق بسيط يعلوه قلنسوة هرمية مخروطية مغطاة بألواح الرصاص أيضاً ومتوّجة بالهلال النحاسي.

وباب الدخول خشبي ذو مصراعين، يفتح على موزع مفتوح مرصوف بالحجر الكلسي الحديث، يُصعد منه عبر أربع درجات من الحجر البازلتي الأسود إلى مستوى مربع الدخول إلى الحرم وإيوان المرقد والصحن، وهو مغطى بشمسية خشبية حديثة. ثم يُصعد منه عبر درجة من الحجر المزّي إلى مدخل الحرم ذي الباب الخشبي والمعقود بعقد وتري من الحجر البازلتي الأسود والمؤطر أيضاً بالحجر نفسه، يعلوه فتحة إنارة ذات شباك خشبي.

ويفتح الباب على فراغ الحرم المستطيل ذي الأبعاد 7.5 ×4م، سقفه خشبي تقليدي، وأرضيته مرصوفة بالبلاط الحديث، وجدرانه حجرية كلسية في قسمها الأسفل ومن الطوب اللبني والكلسة في قسمها الأعلى، ويتوضع المحراب في الثلث الشرقي من الواجهة القبلية، وهو تجويف نصف دائري من الحجر المتناوب القرميدي والطحيني، وله عمودان رخاميان بقاعدتين مقرنصتين وتاجين نباتيين يحملان عقداً حجرياً مدبباً متناوب الألوان تعلوه لوحة كتابية منحوتة في الحجر الكلسي تحوي الآية الكريمة: «كلما دخل عليها زكريا المحراب». ويحيط بالمحراب إطار حجري أبلق من الألوان نفسها يزنّره إفريز حجري كلسي ينتهي بالميمات في الأسفل، وتتوضع كتبية مستطيلة مرتفعة عن يمين المحراب. وينصّف الجدار الشرقي للحرم شباك خشبي بعقد حجري وتري ذي مصبعات معدنية، ويواجه المحراب شباك مماثل على الجدار الشمالي، أما الجدار الغربي فينصفه شباكان خشبيان ذوا مصبّعات معدنية، تظللهما مظلة خشبية مستحدثة من الخارج.

وأما إيوان الضريح الشرقي فيُصعد إليه مباشرة من مربع الدخول عبر عقد واسع مدبب بشكل حدوة الحصان متناوب الألوان بالحجر الأبيض والأسود مستنداً إلى دعامتين طرفيتين من الحجر الكلسي. وينصّف الإيوان مع انزلاق بسيط باتجاه الشمال التركيبة الحجرية للقبر الذي يضم مرقد الشيخ محمد بندق والمزنّرة بإطار حجري كلسي على سمت الأرضية المرصوفة بالحجر البازلتي. وتتألف تركيبة القبر من قاعدة من الحجر الكلسي والمزي ذات أبعاد 166×103×33سم يعلوها قاعدة من الحجر المماثل ذات أبعاد 126×63×35سم تنتهي بموشور هرمي من الحجر الكلسي، يوجد على أطرافه أربعة تيجان منحوتة صغيرة، وينصف الجهة الغربية تاج مماثل يكبرها قليلاً. وسقف الإيوان خشبي تقليدي مجدد، وجداراه الشرقي والشمالي مبنيان من تسعة مداميك من الحجر الكلسي ثم الطوب اللبني المكلّس، ويحتوي الشرقي منهما على شباك خشبي ذي مصبّعات معدنية يرتفع 25سم عن الأرضية ومعقود بعقد وتري مدبب أيضاً، وأما الجدار الجنوبي فهو مبني من ثلاثة مداميك حجرية كلسية ثم من الطوب المكلّس ينصّفه شباك خشبي مستطيل ذو مصبّعات معدنية.

إيوان الضريح 
المحراب 

وكذلك يُصعد عبر أربع درجات بازلتية سوداء من مربع الدخول إلى صحن المسجد المفتوح، ومسقط الصحن مستطيل ذو أبعاد 8.80م × 4.74م مرصوف بالحجر البازلتي والمزي، وجدرانه الأربعة من الطوب اللبني المكلس، ويتوضع المحراب المبني من الحجر الكلسي والخالي من الزخارف في ثلث الواجهة القبلية باتجاه الغرب، وهو يتكون من تجويف نصف دائري تعلوه طاسة نصف كروية يعلوها مدماكان من الحجر ينتهيان بإفريز حجري بسيط. وتتوضع غرفتان على واجهة الصحن الغربية مسقوفتان بسقف خشبي تقليدي مجدد ومفتوحتان على الصحن عبر باب وشباك خشبي ذي مصبعات معدنية تظللها شمسية خشبية مستحدثة، والجنوبية منهما غرفة الإمام، وجدرانها مكلسة، وأرضيتها مرصوفة ببلاط حديث، والشمالية استحدث فيها ميضأة ودورتا مياه مكسوة بالسيراميك الحديث. ويتوضع درج من الحجر الكلسي ذو درابزين معدني على جدار الصحن الشمالي، يُصعد منه عبر اثنتين وعشرين درجة ذات أبعاد 76×25×25سم إلى سطح المسجد.

زكريا كبريت

مراجع الاستزادة:

- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (المعهد الإفرنسي بدمشق، مكتبة لبنان، بيروت 1395هـ/1975م).

- قتيبة الشهابي، النقوش الكتابية في أوابد دمشق (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1418هـ/1997م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 552
الكل : 31517405
اليوم : 33810