logo

logo

logo

logo

logo

البكري (مسجد-)

بكري (مسجد)

-

البكري (مسجد -)

 

 يقع مسجد البكري (برويز باشا) في دمشق القديمة ضمن السور؛ في محلة القيمرية على العقار رقم 44/2، وهو مسجد صغير يتصدر المحور الرئيسي لجادة البكري القريبة من ساحة باب توما.

الواجهة الرئيسية للمسجد

ومنشئ المسجد كان أميراً من أعيان دمشق وأصحاب الرأي، وقد عمر مسجده هذا قريباً من الدار التي كان يسكنها آنذاك، وتوفي سنة 1015هـ/1606م.

والمسجد مُشيّدة عثمانية، تقول المصادر إن بانيها هو الأمير برويز باشا، وقد تمّ تجديد المسجد سنة 1069هـ/ 1658م كما تدلّ اللوحة التأريخية أعلى باب الدخول.

مدخل المسجد وعناصره الزخرفية
اللوحة التأريخية للمسجد فوق باب الدخول

يؤلف المسجد مع حمام البكري الواقع بجانبه كتلة معمارية واحدة، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ولذا انتقلت تسمية «البكري» من الحمام إلى المسجد، وكذلك إلى الجادة المحيطة بهما، فأصبحت الجادة والمسجد والحمام تُعرف بها.

المسقط الأفقي
مقطع AA
مقطع BB

يطلّ المسجد على جادة قناية الحطب بواجهته الشمالية المصمتة؛ وعلى جادة النحوي بواجهته الشرقية المبنية بأسلوب الأبلق من مداميك الحجر البازلتي الأسود والكلسي الأبيض، وينفتح في طرفها الشمالي باب المسجد الخشبي، وهو ذو عقد وتري مزرر من الحجر المزّي والحجر الكلسي الأبيض، ويعلوه شريط زخرفي من الحجر المنحوت بأشكال هندسية متدرجة؛ يؤطر لوحة زخرفية نُقش عليها النص الآتي:

إنما يَعمر مساجد الله من آمن بالله

واليوم الآخر وأقام الصلاة

مذ جدد قيل أرخ جامع الخير جامع

سنة 1069

كما تنفتح الواجهة الشرقية على الشارع بثلاث نوافذ معقودة بعقود حجرية وترية، إضافة إلى الباب الصغير في طرفها الجنوبي الذي يُصعد منه إلى المئذنة، وذكرت المصادر أن سبيلاً كان في هذه الواجهة؛ ولا أثر له فيها اليوم.

يحوي مدخل المسجد عقدين حجريين متتاليين بتباعد يسمح للباب الخشبي بالاستقرار بينهما عند فتحه، ويؤدي عبر درجتين حجريتين إلى حرم المسجد ذي المسقط المربع، وتعلوه قبة نصف كروية ملساء ومدببة، ترتكز مباشرة على الجدران ذات العقود الحجرية الأربعة البارزة عنها والمرتكزة في زواياها، وقد أعيد بناء القبة على هذا الشكل - في نهاية سنة 1432هـ/ 2010م - من الطوب القرميدي، وتمّت كسوتها بالكلسة العربية البيضاء من الداخل والخارج. أما الجدران الداخلية للقسم الرئيسي للحرم فهي مبنية بأسلوب الأبلق من الحجر المزي والكلسي الأبيض حتى ارتفاع ثلاثة أمتار، وتنتهي بإفريز من الحجر المنحوت بأشكال هندسية، وأما القسم العلوي فمكسوٌ بالكلسة العربية البيضاء، وأما أرضية الحرم فهي مرصوفة بالحجر البازلتي والكلسي الأبيض غير المنتظم.

يُنصّف المحراب الجدار الجنوبي للحرم، وهو مبني من المداميك الحجرية ذات اللونين القرميدي والأبيض بأسلوب الأبلق، ويعلوه عقد مدبب من الحجارة المزررة، يحمله عمودان بسيطان ذوا مقطع مثمن من الرخام الأزرق، ويعلوه شريط زخرفي من الحجارة المزررة. ويؤطر العقد وكامل المحراب شريط تزييني من الحجر المنحوت بعناصر هندسية متكررة أساسها المسدس والقطع الناقص، وقد تمّت خلال عمليات الترميم التي جرت بداية من سنة 1432هـ/2010م إضافة لوحتين جداريتين من القاشاني عن يمين المحراب ويساره، وهناك منبر خشبي حديث بسيط يرتفع عن الأرض بمقدار ثلاث درجات في الزاوية الجنوبية الغربية للحرم.

الفراغ الداخلي للمسجد/ الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم
الزاوية الجنوبية الغربية لحرم المسجد

يتضمن الجدار الشمالي عناصر مشابهة للجدار الجنوبي وأشرطته الزخرفية، وقد تم استخدام التجويف الجداري المناظر للمحراب مكتبة جدارية. أما الجدار الغربي فيغلب في مداميكه الحجر الأسود البازلتي بدلاً من المزي، ويتضمن مشكاتين ونافذةً وباباً معقوداً بعقد حجري وتري، يُصعد منه عبر درجتين إلى القسم الغربي الأصغر (فراغ الصحن) الذي لم يبقَ من أصله سوى الجدران ذات العقود المدبّبة الواسعة المرتفعة التي تنفتح في أعلاها نوافذ صغيرة.

وينصّف الجدار الجنوبي منها محراب بسيط ذو عقد نصف دائري، كُسيَ حديثاً حتى ارتفاع ذروته وجميع الجدران بمداميك الحجر المتناوب من اللونين الأبيض والأسود. واستُحدثت أيضاً ميضأة ودورة مياه على الجدار الشمالي، فُصلتا عن فراغ الصحن (مصلّى) بفاصلٍ خشبيّ ذي زخارف هندسية. أما السقف فهو مستو وحديث ومن الإسمنت المسلّح. وأما الأرضية فقد غُطّيت بالبلاط الإسمنتي الحديث.

باب المئذنة في الواجهة الشرقية للمسجد

ومئذنة المسجد أصلية قديمة، ولها جذع ذو مقطعٍ مُربّعٍ ينتقل إلى المقطع المثمن فوق مستوى سطح المسجد، ويُصعد إليها من باب شرقي مرتفعٍ عن مستوى الطريق وذي عقد حجري وتري، يتوصل منه عبر درجٍ حلزوني إلى شرفة الأذان الخشبية البارزة عن الجذع، ولهذه الشرفة درابزين معدني، وفي زواياها الثماني ترتكز أعمدة خشبية لتحمل المظلة الخشبية ذات الإطار المعدني والتي يعلوها جوسقٌ مثمّنٌ مُصمت ينتهي بقلنسوة مخروطية هرمية متوّجة بالهلال.

أحمد الدالي

مراجع للاستزادة:

- أسعد طلس، ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد (مكتبة لبنان، لبنان 1975م).

- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (المجمع العربي للتأليف والدراسات والترجمة، بيروت 1986م).

- كارل ولتسينجر وكارل واتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق تعريب قاسم طوير (دمشق 1984م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1116
الكل : 40572390
اليوم : 102205