logo

logo

logo

logo

logo

التتن (خان-) /دمشق/

تتن (خان) /دمشق/

-

 التتن

 التتن (خان-) /دمشق

 

 

يقع خان التتن في سوق السلاح جنوب الجامع الأموي، شرق خان الحرير، في حي باب البريد، وهو من خانات العصر العثماني، بنا ً على الطابع والطراز المعماري، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة تثبت تاريخ البنا . وقد ذكره بعض الباحثين باسم خان التوتون، وسُمِّي كذلك نسبة إلى مادة التتن (كلمة عثمانية تعني التبغ والتنباك، وقيل التبغ فقط؛ لأن التنباك بالعثماني يقال له طومباق، إلا أنه لا يمكن فصل تجارة التبغ عن التنباك) التي كانت تباع وتشترى فيه، أما اليوم فلم يعد يستخدم لتجارة التبغ، بل أصبحت أغلب مخازنه مستودعات، مع بعض الورشات، منها لصناعة القباقيب والبشاكير والحبكة والتطريز والعلاقات الخشبية، والبزورية، وبعض المكاتب التجارية.

موقع خان التتن في مدينة دمشق القديمة داخل السور

لهذا الخان- كباقي الخانات- باب ضخم ذو خوخة مازال موجوداً، يتم النزول عبره إلى الخان من سوق السلاح بثلاث درجات، ويلي الباب دهليز مستطيل. ويتألف البنا من طابقين، يضم الطابق الأرضي مدخلاً مسقوفاً وفسحة سماوية رئيسية وفسحة صغيرة في الجهة الشمالية الغربية من الخان، و٢٦ مخزناً ودرجاً حجرياً يصعد به إلى الطابق الأول الذي يحتوي أربعين مخزناً، وجميع المحلات بملكية أصحابها الشاغلين لها.

تقوم بنية الخان على الأقواس والجدران الحاملة، والقبوات المتصالبة، ومادة بنا الخان من الحجر البازلتي الأسود والحجر الكلسي ذي اللون الأصفر الداكن في الجدران المطلة على الساحة الداخلية للخان، ومن الجدران الحاملة (اللبن والحجر الغشيم) في الجدران الداخلية.

مسقط الطابق الأرضي

الفسحة السماوية الرئيسية للخان مستطيلة الشكل، طولها يبلغ ثلاثة أضعاف عرضها (مستطيل مؤلف من ثلاثة مربعات) يعلو كل مربع منها جذع قبة من المحتمل أنها كانت تغطى من الأعلى شتا ً وتفتح صيفاً، الوسطى منها تبلغ ارتفاعاً أعلى من مجاوراتها، وهذه القباب مبنية بالقرميد ومكسوة من الخارج بطبقة من الطينة الإسمنتية ومن الداخل بالكلسة البيضا ، تقوم هذه القباب على أقواس حاملة محيطية تحدد جدران الساحة، وعلى قوسين حاملتين، تقسمان الساحة المستطيلة نظرياً إلى ثلاثة مربعات، يتم الانتقال من المربع إلى الدائرة في قاعدة القبة بمثلثات كروية بسيطة، خالية من أي مقرنصات أو رسومات، مكسوة بالكلسة البيضا .

أرضية الخان مرصوفة بالحجر الأسود (اللبون)، وتتوسط الفسحة الرئيسية بركة ربما لا تعود إلى تاريخ بنا الخان، وهي غير واردة على المخطط الكدسترائي للخان، ولا يقتصر مخطط الخان على مخازن تتوزع حول الساحة، حيث يتفرع من هذه الساحة من الجهة الشرقية والغربية تفرعان باتجاه الشمال، يؤديان إلى عدد من المخازن، تتوزع حول التفرعين وحول الفسحة الصغيرة التي يؤدي إليها التفرع الشمالي الغربي، وهناك تكرار لهذين التفرعين في الطابق الأول.

رواق الطابق الأول المسقوف بالقبوات المتصالبة الفسحة السماوية الرئيسية

أرضيات الطابق الأرضي طينة إسمنتية، أما أسقف الطابق الأرضي فهي قبوات متصالبة، وأغلب الجدران الداخلية مكسوة بالكلسة العربية البيضا ، مع وجود بعض المداخلات التي طالت عدداً قليلاً من المخازن، ولمخازن الطابق الأرضي أبواب ذات سواكف حجرية مستقيمة، وبعض المخازن لها نوافذ على الفسحة ذات إطار حجري معقود.

مقطع مار بالمدخل والفسحة السماوية

يصعد من دهليز المدخل المسقوف إلى الطابق الأول بدرج حجري، إلا أنه لا يصل إلا إلى الطابق الأول، ويتم الصعود إلى السطح بدرج حجري أيضاً من مكان آخر في الطابق الأول، ويتضمن الطابق الأول رواقاً متصلاً بأضلاع الطابق الأول الشمالية والشرقية والجنوبية إلا أنه لا يطل على الفسحة، وتتوزع المخازن على طرفيه، كما يمتاز الخان بأن لهذا الرواق كما ذكر تفرعين جانبيين باتجاه الشمال في الجهة الشرقية والغربية تتوزع المخازن يمينهما ويسارهما أيضاً. وسقف هذا الرواق وتفرعاه متتالية من القبوات المتصالبة التي يوجد في قفل كل منها فتحة علوية للإنارة، كما هي أسقف المخازن في الطابق الأول، تطل بعض مخازن الطابق الأول بنوافذ على الساحة السماوية الرئيسية وكذلك الفسحة الصغيرة، وأرضيات الطابق الأول مبلطة ببلاط حديث.

مسقط الطابق الأول

وأغلب جدران الطابق الأول أيضاً ذات كسوة من الكلسة البيضا ، تتنوع أبواب مخازن الطابق الأول بين معقودة ومستطيلة الشكل، وأغلبها ذو إطار حجري.

ومن الناحية الإنشائية فإن حالة الخان جيدة إلا أنه بحاجة إلى بعض أعمال الترميم الخاصة بالإكسا ات، وبما أن ملكية الخان خاصة فيتم ترميمه من قبل شاغليه، إلا أنه شهد مشروعاَ شاملاً للترميم في سنة ١٩٨٩م جعل الخان بحال أفضل من الناحية الإنشائية والوظيفية.

أحمد الدالي

 

مراجع للاستزادة:

- أكرم حسن العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٩م).

- قتيبة الشهابي، أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٠م).

ـــ عبد القادر الريحاوي، «جرد أثري لخانات دمشق»، مجلة الحوليات الأثرية المجلد 25، المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٦٣م.


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 508
الكل : 31802921
اليوم : 2464