logo

logo

logo

logo

logo

أديابين (مملكة-)

اديابين (مملكه)

Adiabene (Kingdom-) - Adiabène (Royaume-)

أديابين (مملكة -)

    كميت عبد الله

تاريخ مملكة أديابين

 

تقع مقاطعة أديابين  Adiabene في شمالي العراق  قرب الحدود الإيرانية - التركية - العراقية الحالية، وهي محاطة من ثلاثة أطراف بنهر دجلة ورافديه الزاب الأعلى والأدنى، في حين تمتد شرقاً لتصل إلى بحيرة أورميا.

تعد كتابات الجغرافيين الإغريق والرومان مثل استرابون [ر]  Strabon، بطلميوس المجسطي، بلينيوس[ر]  Plinius من أهم المصادر التي تلقي الضو على تاريخ مملكة أديابين.

ترجع تسمية أديابين إلى الإغريقية  Adiabene، وهي مشتقة من السريانية حدياب  Hadyab، والاسم العربي حدياب مشتق من اللفظة السريانية أيضاً، وكانت عاصمتها أربيل  (Arbela - Arbeila).

وكان أغلب سكان أديابين من الآراميين أو من الآشوريين الذين كانوا يتكلمون اللغة السريانية.

تاريخ مملكة أديابين:

كانت أديابين في العهود القديمة جز اً من بلاد آشور، وقد أصبحت فيما بعد ولاية أساسية من ولايات الامبراطورية الإخمينية[ر]. هزم الإسكندر الكبير الجيوش الفارسية على أرضها عام 31 ق.م في معركة جاوجميلا قرب أربيل، وكان من نتيجتها أن أصبحت خاضعة للسيطرة المقدونية، وحكمها السلوقيون، ثم قامت فيها مملكة محلية أصبحت بعد ذلك واحدة من أهم ممالك الامبراطورية البارثية.

تعاقب على حكمها الملوك: أيزاتس Izates ت(15م) ، بازيوس مونوباز ت(20-30م)، أيزاتس بن مونوباز Izates bar Monobazeus ت(30 - 58م)

مونوباز Monobaz II  ت(58م ـ منتصف السبعينيات)، الامبراطورية الرومانية (116-117م)، نارساي الأديابيني  Narasai of Adiabene ت(170 - 200م)، شهارات  Shaharat . ت( 220 - 226 م).

انحدر الوضع السياسي العام في أديابين مع غزوات الامبراطور تراجانوس [ر]  Trajanus -في عام 116م لبلاد ما بين النهرين - الذي أراد تقوية حدود الامبراطورية الرومانية، وقام بضم مدينة نصيبين التي يفترض أنها كانت ما تزال تابعة لأديابين.

قام تراجانوس في السنة التالية بمهاجمة أديابين، وهزم حاكمها مبارسابيس Mebarsapese، وأعيدت تسمية مقاطعة أديابين باسم أسيريا Assyria، وأعلنت ولاية رومانية. تابع تراجانوس زحفه بعد ذلك حتى وصل إلى الخليج العربي، أعاد البارثيون التجمع في قاعدتهم في ميديا في هذه الفترة، و قاموا بغزو أسيريا وقتلوا الحاكم الروماني، لذلك عادت الجيوش الرومانية إلى الشمال، وسيطرت على بلاد الرافدين وعلى أسيريا مرة أخرى. بعد موت تراجانوس في 117م اتبع الامبراطور الجديد هادريانوس [ر]  Hadrianus سياسة خارجية مسالمة؛ مما أدى إلى تراجع الرومان لحدود الفرات ثانية.

عندما اندلعت الحروب الأهلية بين سبتيموس سفيروس Severus وخصمه نيجر Niger الذي حاول اغتصاب السلطة، استغل ملكا أديسا وأديابين هذه الحروب وهاجما مدينة نصيبين، ولكنهما بعد انتصار سبتيموس ضد خصمه نيجر قاما بتقديم الاعتذار لسبتيموس سفيروس، ولكن هذا الاعتذار ومحاولة تسويغ موقفهما إلى جانب نيجر لم يقنع سبتيموس سفيروس الذي أمر بغزو أديابين في سنة 195م، ونتيجة لذلك قام مجلس الشيوخ الخانع في أديابين بمنح سفيروس لقب قاهر أديابين Adiabenicus.

وفقاً للمؤرخ الروماني ديو كاسيوس Dio Cassius حاول الامبراطور كركلا [ر]  Caracalla في إحدى غزواته في بلاد الرافدين أن ينصب كميناً لآخر حاكم بارثي ويدعى أرطبانوس Artabunus، وعندما أخفق قام بتخريب أضرحة أسلاف البارثيين في أربيل Arbela.

رغم انتصار الساسانيين على البارثيين بقيت السلالات الحاكمة في أديابين مخلصة للبارثيين وقاوموا التقدم الساساني في أديابين وأذربيجان Atropatene، ونتيجة لهذا وللاختلاف الديني لم ينظر إلى أديابين على أنها جز أساسي من إيران رغم استتباب السيطرة الساسانية عليها عدة قرون. وبعد إعلان الامبراطورية البيزنطية المسيحية ديناً رسمياً للدولة كان عدد المسيحيين الآشوريين أكثر من عدد الزرادشتيين الساسانيين في أديابين.

أرسلت الامبراطورية البيزنطية جيوشها إلى المنطقة في أثنا الحروب البيزنطية - الساسانية، لكن ذلك لم يغير الحدود على الأرض، وبقيت أديابين ولاية ساسانية حتى الفتح الإسلامي.

وكانت في أديابين خلال القرن الأول للميلاد طائفة مسيحية مهمة، قام بعض العلما اللاهوتيين منها مع أولئك في أديسا [ر] Edessa بترجمة الكتاب المقدس للسريانية. ويعتقد أن ططيان Tatian المولود في أديابين هو الذي كتب فيها في سنة 72م كتاب "الدياطيسرون" Diatessaron المشهور، وهو النسخة الجامعة للأناجيل.

بعد أن أصبحت أربيل Arbela المقر الأسقفي Metropolitan  للنسطوريين [ر] في القرن السابع الميلادي قام الساسانيون بدعم مسيحي أديابين، الذين كانوا في غالبيتهم من النسطوريين ضد الحكام البيزنطيين الذين قاموا بعزل رجال الدين النسطوريين ونفيهم واتهموهم بالهرطقة. في النهاية ومع الفتح الإسلامي للمنطقة أصبحت أديابين تعرف باسم حدياب.

مراجع للاستزادة:

 - ج. ب. سيغال، الرها المدينة المباركة، ترجمة يوسف إبراهيم جبرا (حلب 1988).

 - نوري بطرس عطو، تاريخ حدياب (أربيل 2011).

 - يوسف حبي، كنيسة المشرق الكلدانية- الأشورية (بيروت 2001).

- David BARISH,  Adiabene: Royal Converts to Judaism in the First Century C.E., Study of Source (Cincinnati- 1983).


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : بلدان وممالك
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 290
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1127
الكل : 45609544
اليوم : 10227