logo

logo

logo

logo

logo

جوليا مائسة

جوليا مايسه

Julia Maesa -

 ¢ جوليا مائسه

 جوليا مائسه

 

جوليا مائسه Julia Maesa هي الأخت الكبرى لجوليا دومنا[ر]، وهي مثلها سليلة أسرة كهنوتية عريقة من حمص. كانت متزوجة من يوليوس أفيتوس Julius Avitus الذي وصل إلى منصب القنصلية ثم صار والياً على مقاطعة آسيا الصغرى، وكلفه الامبراطور كركلا[ر] Caraclla برئاسة سفارة له إلى قبرص، ولم يطل به العمر، وهكذا ترملت مائسه قبل موت أختها عام 217 م. وكان لها ابنتان هما جوليا سواميه[ر] وجوليا ماميه، وكلتاهما كانتا متزوجتين من رجلين سوريين وأنجبتا ابنين تقلدا عرش الامبراطورية الرومانية الواحد تلو الآخر.

جوليا مائسه

عاشت مائسه سنوات طويلة في بلاط أختها الامبراطورة جوليا دومنا، وعادت معها إلى الشرق وأنطاكية عام 214 /215م في ركاب حملة كركلا الحربية ضد البارثيِّين، وشهدت نهاية أختها الفاجعة التي رافقت جثمانها إلى روما، وبعد انتهاء مراسم الدفن أمرها الامبراطور الجديد ماكرينوس Macrinus بالعودة إلى موطنها، ولكنه سمح لها بأخذ ثروتها الطائلة فعادت إلى حمص لتعيش عند أقربائها في انتظار الفرصة الملائمة.

لم تكن جوليا مائسه أقل طموحاً في الحكم من أختها المتوفاة، وقد تمكنت بعد وقت قصير بفضل دهائها وأموالها من انتزاع عرش روما من ماكرينوس لحفيدها الأكبر إلاجبال[ر] كاهن إله الشمس الذي كان فتى في الرابعة عشرة من عمره، يتمتع بجمال أخّاذ ومحبوباً لدى جنود الفرقة الغالية ) Legio lll Gallica) التي كانت تعسكر بالقرب من حمص، ومن أشد المؤيّدين لكركلا، وكانت ذكراه لاتزال حية في النفوس.

واستغلت جدته الماهرة في تعاملها مع الناس وتدبير المؤامرات هذه الأوضاع، ونشرت شائعة تقول إن إلاجبال (وهو في الحقيقة اسم إله الجبل) كان ابن كركلا، وهكذا نادى به الجنود امبراطوراً بوصفه أنطونينوس الجديد، وتسمى باسم أبيه المزعوم ماركوس أوريليوس أنطونينوس Marcus Aurelius Antoninus .

وفي المعركة التي جرت بين الطرفين قرب أنطاكية كان لجنود ماكرينوس الغلبة في البداية، ولكن جوليا مائسه وابنتها وحفيدها تمكنوا من بث الحماس في نفوس الجنود الفارين فعادوا إلى ميدان القتال وحققوا النصر على جيش ماكرينوس الذي قتل في أثناء فراره، وبذلك تكون جوليا مائسه قد استحقت لقب «أم المعسكر« Mater Castrorum بجدارة .

وهكذا بدأ دورها في السياسة الرومانية، إذ شكلت مع ابنتها وحفيدها الصغير السن ما يشبه حكومة ثلاثية على مدى أربع سنوات (218 - 222م) كان الحكم مشتركاً بين هؤلاء الثلاثة، ولكن الجدة كانت هي الممسكة بمقاليد الأمور.

قطعة نقدية عليها نقش لجوليا مائسه

وفي أحد النقوش من إفريقيا تظهر إلى جانب الامبراطور إلاجبال بوصفها أم المعسكر وأم مجلس الشيوخ وإلى جانبها ابنتها سواميه بوصفها امبراطورة وأم الامبراطور.

كانت الجدة تحث حفيدها وأمه على مراعاة التقاليد الرومانية وعدم التبذير في الإنفاق، ولكن من دون جدوى، وأثارت تصرفات إلاجبال الأخلاقية الشاذة واستهتاره بالمشاعر الدينية الرومانية وكذلك فضائح أمه المستهترة ليس فقط حفيظة الجدة وعامة الرومان، وإنما أيضاً استياء الجنود واستنكارهم. ورأت الجدة أن ذلك سيكلفه في آخر الأمر فقدان عرشه وتمكنت أخيراً من إقناعه بتبني ابن خالته الفتى ألكسيانوس ومنحه لقب قيصر (أي ولي العهد) أمام مجلس الشيوخ الروماني.

ولم يدم الأمر طويلاً حتى وقع ما كانت تخشاه؛ فقد سقط إلاجبال وأمه قتيلين ضحية نقمة الجنود في معسكر الحرس الامبراطوري، ومثّل بجثتيهما قبل إلقائهما في نهر التيبر. وتمت المناداة بألكسيانوس امبراطوراً باسم سفيروس ألكسندر (222_235م) يساعده مجلس استشاري من 16 سيناتوراً. وبدأ عهد حكم جديد من الحكم الصالح الرشيد. ويشير أحد النقوش التي أقيمت تكريماً للامبراطور إلى جدته وأمه بوصفهما امبراطورتين مقدستينSanctissimae Augustae .

وفي عام 226م ماتت الجدة عن عمر ناهز السبعين سنة تولت مقاليد الحكم فيها على مدى ثماني سنوات، وكان لها الدور الأول والحاسم في إيصال حفيديها السوريَّين الواحد تلو الآخر إلى عرش الامبراطورية الرومانية.

محمد الزين

مراجع للاستزادة:

-The Oxford Classical Dictionary, 2nd Edition (Oxford 1970)

-J.Balelon, Imperatrices syriennes (Paris 1957)

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1075
الكل : 45598904
اليوم : 143885