logo

logo

logo

logo

logo

الجعلان

جعلان

Scarab - Scarabée

 الجِعْلان

الجِعْلان

 

 

الجُعَل scarab (والجمع منه: الجِعْلان، ويقال أيضاً: الجِعْران) حشرة سوداء تعيش في رمال الصحراء تدفن نفسها، وتظهر مع أول شعاع الشمس، وكثيراً ما تدفع أمامها كرة صغيرة من روث الحيوان، تحوي بويضاتها لتعرضها لحرارة الشمس حتى تفقس، وبهذا الوصف فقد رمز المصريون الأوائل إلى الإله الأول «الذي لم يكن» بالجعلان، ثم أصبح بهذا الرمز يعبر عن معنى الخلق «خبرو» باللغة المصرية، كما جعلوا صورته رمزاً للإله أتوم «إله الخلق»، الخالق الذي ارتبط منذ أقدم العصور بإله هليوبوليس أتوم، ثم بالإله رع الذي عُبِد بالمدينة نفسها. وبالتالي ارتبط الجعل في رمزيته السابقة ارتباطاً وثيقاً بفكرة الخلق، وبعقيدة الشمس التي انتشرت بين المصريين، وهيمنت على حياتهم الدينية، واتخذوا منه تميمة تحمي صاحبها من الشرور، وحلية يتزين بها الناس، كما تم وضعه على صدور الموتى بعد تحنيطهم للتبرك به، وقد صنع غالباً من حجر السياتيت أو الفيانس «القاشاني»، أو من الأحجار الصلبة مثل الأوبسيديان، والجرانيت، والبازلت، وكذلك من الأحجار الكريمة ونصف الكريمة، كالعقيق واللازورد وغيرها.

جعلان مصرية

بدأ المصريون باستعمال الجعلان تميمة سحرية منذ أوائل الدولة القديمة، توضع على صدر المتوفى لتحميه من خطر التعرض للإدانة في أثناء محاكمته في العالم الآخر، وعثر على مئات الجعلان المثقوبة في الوسط لتعلق بخيط ثم تلبس حول الرقبة تميمةً للحماية، ومن هنا جاءت فكرة استخدام الجعلان خاتماً للحلي والتزيين، حيث تم العثور على ٣٦ جعلاً بهذا الشكل في منطقة دهشور واللاهون، مصنوعة من الأحجار الكريمة، وكلها تحمل أسماء أميرات وأسماء ملوك فراعنة عاصروا الفترة التي صنعت بها هذه الخواتم.

وفي الدولة الوسطى استمر استعمال الجعلان تميمةً، في حين أخذ بعض ملوك الدولة الحديثة في استعمال الجعلان لتسجيل المناسبات الرسمية، مثل الزواج الملكي أو الخروج في موكب الصيد وغير ذلك، كما فعل الملكان أمنحوتب الثالث ورمسيس الثاني وغيرهما. وإلى جانب ذلك استعملت الجعلان لتسجيل نص من كتاب الموتى، ويعرف هذا النوع باسم «جعلان القلب»، إذ كان يوضع غالباً في مكان القلب على الجثة، ويقول النص-الفصل الثالث- من كتاب الموتى: «حتى لا يشهد القلب ضد صاحبه، وحتى لا يجعل اسمه ملطخاً بالسيئات ضد صاحبه أمام قضاة المحكمة، وحتى لا يكذب أمام الإله الأعظم رب الموتى. وقد ارتبطت هذه العادة بإيمان المصري القديم بعقيدة أوزريس، وعرف أن القلب هو الشاهد الذي يتولى الحديث عن صاحبه أمام محكمة الموتى، وأن هذا الحديث سوف يبعث بالمتوفى إلى الجنة أو إلى الهلاك.

نموذج من الجعلان

ولم يقتصر استخدام الجعلان على التمائم السحرية؛ بل استخدمت للأغراض العامة: كالأختام الأسطوانية، وأزرار الأختام التي على صورة الحيوانات، والخواتيم الذهبية الضخمة التي تستخدم كختم، وقد توضع فصاً لخاتم، أو عقد أمكن أن تختم بها سدادات الأواني والخطابات والمزاليج ضد عبث اللصوص، كما كان هناك أختام تحمل اسم الموظف وألقابه ونقشت على بعضها الأمنيات «عام سعيد لفلان»، والحِكم «راحة البال قيد من الغضب» وأيضاً «آمون قوة الوحيد». وكانت الجعلان تسجل الكثير من التفاصيل التي تؤرخ الفترات المختلفة من تاريخ مصر القديمة، فعند تحديد تأريخ طبقة أو فترة ما، ولم يتم العثور على أي دليل آخر، يلجأ الأثريون إلى الجعلان لفك رموزها واستخدامها كدليل للتأريخ.

نموذج من الجعلان

ولم يقتصر انتشار الجعلان واستعمالاتها كتمائم على الحضارة المصرية بل امتدت إلى الحضارة الرافدية وحضارة بلاد الشام، حيث زخرت المتاحف بالجعلان المصرية الصنع، والمهداة من الملوك والأمراء المصريين، وأيضاً الجعلان المحلية الصنع للتبرك والعبادة، كونها رمز الخالق الأعظم. وقد عثر في تل سيانو في منطقة جبلة الأثرية على جعل يحمل نقشاً يمثل الملك رمسيس الثاني يقوم بحملة صيد، وآخر عثر عليه في دير الزور- محفوظ في متحف دير الزور- يحمل رسوماً حيوانية، وهناك الكثير من هذه الجعلان محفوظة في متحف دمشق القومي ومتحف بيروت القومي، وهي تحمل أشكالاً متنوعة ما بين الأشكال الهندسية والحيوانية والنباتية، وبعض الجعلان التي تمثل تميمة القلب في متحف الجامعة الأمريكية في بيروت، والكثير منها نُحِت عليها أسماء الملوك المصريين، تعبيراً عن ولائهم لهؤلاء الملوك، أو ربما وجود ما يعرف بالجالية المصرية خصوصاً في أوغاريت وجبيل قد مهد السبيل لانتشار هذه التميمة بكثرة. ومن بين أسماء الملوك الذين نحتت أسماؤهم على الجعلان ضمن المناطق الأثرية السورية، الملوك خوفو وخفرع وأمنمحات الثالث وغيرهم من ملوك الدولة المصرية القديمة.

ابتسام ديوب

مراجع للاستزادة:

- سمير أديب، موسوعة الحضارة المصرية (دار العربي للنشر والتوزيع، ٢٠٠٠).

- W. M. Flinders Petrie, “ Scarabs and Cylinders with Nams, London, 1917.

- Raphael, Giveon, Egyptian Scarabs from Western Asia from the Collections of the British Museum, 1985.

- Percy E. Newbrerry, Ancient Egyptijan Scarabs (London, 2012).

- Percye E. Newberry, Egyptian Scarabs (London, 2002).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 31671057
اليوم : 25639