logo

logo

logo

logo

logo

التكريتية (تربة-)

تكريتيه (تربه)

-

 التكريتية

التكريتية (التربة -)

 

 

تقع التربة التكريتية في حي الصالحية بدمشق على الزاوية الناتجة من تقاطع حي المدارس وطريق يتفرع منه متجه إلى الشمال الشرقي يسمى طلعة عرودك، وهي مقابل دار الحديث الأشرفية البرانية، وإلى الشمال مع الانحراف قليلاً إلى الغرب، من جامع الأتابكية.

يقول ابن شاكر الكتبي في «فوات الوفيات» عن توبة ابن علي بن مهاجر التكريتي وزير المنصور قلاوون (ت٦٩٨هـ) إنه عمّر لنفسه تربة حسنة تصلح للملك. وأوضح دهمان في «حواشي القلائد الجوهرية» أنها لا تزال موجودة تحتفظ بتخطيطها وبعض رونقها القديم، وهي من أجمل الأبنية المملوكية في دمشق.

الواجهة الجنوبية الرئيسية للتربة التكريتية

تتميز التربة بواجهة جنوبية حجرية مبنية من الحجر الطحيني المشذب، تتوسطها بوابة مرتفعة معقودة بالمقرنصات تعلوها طاسة محززة مظلية الشكل، وفوق ساكف الباب قطعة حجرية عليها نقش أشبه بزهرة ذات ست بتلات، وفي واجهة التربة وعلى طرفي البوابة أربع نوافذ منخفضة تزين سواكفها الحجرية زخارف هندسية منقوشة بالحجر من دون إملاء، وتعلوها سواكف عاتقة بسيطة، كما تعلو النافذتين اليساريتين حشوة قرصية ملساء (جامة) كاملة الاستدارة في وسطها قمرية مفتوحة لعلها كانت تحتضن حلية تزيينية في يوم من الأيام، ولم تعد موجودة اليوم.

يتم الدخول من البوابة إلى دهليز مسقوف بالقبوات المتصالبة والمكسوة بالكلسة البيضاء، يفضي إلى قسمين يميني (جنوبي شرقي) ويساري (جنوبي غربي)، كما يؤدي في نهايته إلى دار سكنية ملاصقة للتربة. تقع حجرة الدفن التي تضم الضريح في القسم اليميني، وتظهر ضمن جدرانه البنية الإنشائية المؤلفة من أقواس حاملة ضمن جدران المدفن التي تصل سماكتها إلى المتر، وتعلو المدفن قبة ملساء كانت متهدمة وأعيد بناؤها سنة ١٩٨٥م تستند إلى رقبة من طبقتين؛ الطبقة العلوية مؤلفة من ست عشرة ضلعاً تزخرفها بالتناوب ثماني نوافذ معقودة، وثماني دخلات ذات تسعة حزوز. أما الطبقة السفلية مثمنة الأضلاع تزينها بالتناوب أربع نوافذ مصمتة معقودة، وأربع نوافذ مزدوجة معقودة، ويعلو كلاً من الطبقتين إفريز حجري مؤطر لها، وقد تم كشف الحجر المكون للجدران حتى أسفل الطبقة السفلى لرقبة القبة وذلك في أعمال الترميم الأخيرة التي تمت في التربة، وأعيد إكساء القبة بالكلسة البيضاء من الداخل وبالطلاء الأحمر القرميدي من الخارج، واستخدم الزجاج المعشق في نوافذ رقبة القبة.

المسقط الأفقي
الواجهة الجنوبية الرئيسية
مقطع طولي

يتوسط الحجرة قبر مبني من الحجر، يعلو الأرض نحو ٤٠سم، من دون أي كتابة تأريخية، أما القسم اليساري فهو مصلى له محراب يقع في الضلع الجنوبية متوسطاً نافذتي المصلى التي يطل منهما على جادة المدارس. تغطي المصلى قبوة متقاطعة تغطي فواصل تقاطعها أشرطة من الزخارف الجصية، كما تغطي معظم جدران المصلى الزخارف الجصية.

     

وهذا القسم أهم بكثير من المدفن لما يحويه من زخارف مماثلة للزخارف الموجودة في طليطلة وقرطبة وغرناطة، وتتألف عناصر الزخرفة من: خط ثلث سميك، وخط كوفي أندلسي متطاول وكثير العقد، إضافة إلى أشرطة هندسية متشابكة وتكوينات نجمية ترسيمية ضمن حقول وأقراص، مع عناصر تزيينية على شكل سعف النخل، أو أوراق رمحية ومروحية، أو أوراق ملتفة في دوائر أو حلزونات، أو مع سوق ممدد.

أي إن زخارف التربة التكريتية جمعت بين الأشرطة الكتابية والتكوينات النباتية والهندسية التي تجمع بين الأشرطة الهندسية مع الوحدات النجمية أيضاً.

واجهة المدخل
حجرة الدفن من الداخل وعناصرها الإنشائية والمعمارية

وقام ليتمان بقراءة الكتابات التي تضمنتها الزخارف الجصية، فعلى الجدار الغربي وعلى المستطيل العلوي كُتب: ١ـ «بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما والله العظيم وهو الأكبر»، وتتكرر فوق الأشرطة الكتابية التزيينية وتحتها الكلمات التالية:

الزخارف الجصية التي تزين الخزانة الجدارية مقابل المحراب
الزخارف الجصية التي تعلو الباب داخل المصلى
لوحة زخرفية على الجدار الشمالي للمصلى

٢ـ «وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم»، ثم: «وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»، وفي الوسط وقبل الكتابة الزخرفية الكلمات التالية: «خلق السموات والأرض وإن الله عليم»، وفي الجدار الشمالي في وسط الزخارف فوق النافذة كلمة: «طه»، وفوق الكتابة الزخرفية وتحتها وإلى جانب النافذة باستثناء الإطار الداخلي تتكرر الكتابات المذكورة برقم ٢، وهناك شريطان آخران استخدما كإطار داخلي للنافذة، شريطان شاقوليان وآخر أفقي، يتضمنان النصوص التالية: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي...».

جزء من الأشرطة الكتابية الجصية التي تمتد على جدران المصلى
زخارف المصلى

وقد رممت التربة في سنة ٢٠١٠م على نفقة أحد المحسنين، وشملت أعمال الترميم كامل عناصر التربة. وهي اليوم تستخدم مصلى لسكان الحي.

أحمد الدالي

 

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (المجمع العربي للتأليف والدراسات والترجمة، بيروت ١٩٨٦م).

- قتيبة الشهابي، النقوش الكتابية في أوابد دمشق (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٧م).

- كارل ولتسينجر وكارل واتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير (دمشق ١٩٨٤م).

- محمد بن طولون الصالحاني، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، تحقيق: محمد دهمان (مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق ١٩٨٠م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 590
الكل : 31630719
اليوم : 65574