logo

logo

logo

logo

logo

ثولوس

ثولوس

Tholos - Tholos

 ثولوس

ثولوس

 

 

الثولوس Tholos اسم يوناني أطلق على نوع من العمائر. وتتألف عمارته من قسم داخلي يضم غرفة دائرية داخلية ذات قبة وقسم خارجي يضم مدخلاً ذا شكل مستطيل يتصل به، وسطحه مثلثي؛ مما يعطي شكلاً يشابه خلية النحل أو ثقب المفتاح. وأصل التسمية ثولوس يعود إلى مقابر ضخمة للملوك في اليونان في الفترة الميسينية (نحو ١٥٨٠-١١٠٠ ق.م) والتي كانت تبنى في أثناء حياة الملك، وعند وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين منه كانت تفتح مقبرة الثولوس للقيام بمراسم الدفن، ثم تغلق بعد إتمام هذه المراسم.

ظهرت عمائر الثولوس في دور حلف وخاصة في المرحلة الحلفية المبكّرة لتكبر ويتّسع حجمها في المرحلة الحلفية الوسطى وتصبح السمة المميزة للبناء في هذا الدور؛ ولكنها ما لبثت أن اختفت كلياً في المرحلة الحلفية الأخيرة.

مخطط الثولوس وتطوّره:

ظهور بناء الثولوس تعبير دقيق عن تطوّر نمط المجتمع وظهور نظم اجتماعية معقّدة تعبّر عن خلية اجتماعية أكبر فكّرت مليّاً لتنشئ نمطاً معمارياً متميّزاً بتقنية البناء ومواد الإكساء، ولم يكن هذا النموذج المعماري وليد المصادفة، إنما نجم عن تراكم خبرات على الأرجح أنها بدأت من الحضارة النطوفية بظهور الأبنية ذات المخطط الدائري على المنحدرات، وكان نصفها محفوراً في الأرض مثل تل «أبو هريرة» وتل المريبط في الجزيرة السورية. هذا النمط المعماري تطوّر خلال العصر الحجري الحديث إلى بناء ذي مخطط منتظم بسبب الحاجة إلى فضاء أوسع؛ ليمارس الإنسان نشاطاته اليومية التي أصبحت أكثر تعقيداً.

وبعد ظهور العمائر المستطيلة الشكل خلال عصر ما قبل النيوليت الفخاري PPNB أصبحت النموذج السائد حتى بداية العصر الحجري النحاسي مع فترة حلف الباكر؛ إذ تمّ دمج أسلوبي العمائر المستطيلة والدائرية؛ لتنتج المخطط المعروف بـ «الثولوس«.

وقد بني على أساسات حجرية، واستخدم الطين المدكوك في بناء الإنشاء العلوي ووضع الخشب والقصب مع الطين، وتم كسوة الجدران والأرضية بالجص.

ظهر العديد من نماذج الثولوس، وسيتم ذكر بعض النماذج الموجودة في بعض المواقع الأثرية في سورية، منها:

١- تل صبي أبيض:

حيث تم اكتشاف أربعة أبنية ثولوس (VI-VII-VIII-IX)، وكلها تعود إلى العصر الحجري الحديث الفخاري(دور ما قبل حلف).

البناء VI وهو البناء الأكبر، قطره نحو ٦.٧٥م.

البناء VII قطره نحو ٤.٥٠م.

البناء VIII قطره نحو ٢.٥٠م، عرض المدخل ٥٠ سم.

البناء IX قطره نحو ٢.٥٠م، عرض المدخل ٥٠ سم.

بناء من دور حلف المبكر وجد في تل صبي أبيض
مخطط القرية المحترقة في تل صبي أبيض

٢- تل حالولة:

ظهر نموذج ثولوس بالسبرين S43-44 يعود إلى العصر الحجري الحديث الفخاري (دور ما قبل حلف)، وكان مخطط البناء دائرياً، قطره صغير، وطيّنت أرضيته ومصطبته بالكلس.

٣- تل أم قصير:

وجد بناءان من الثولوس يعودان إلى دور حلف، كانا غرفة مستطيلة صغيرة مع جدار مستقيم رفيع وصف من الحجارة على شكل حلقي، كان قطره 6م.

٤- تل يونس:

تم العثور في الطبقة ٨ على منشآت غير عادية تتضمن ثولوساً مع قبة من اللبن منخفضة جداً، منها نموذج من الثولوس بلغ قطر الغرفة المقببة فيه ٦ م فقط.

٥- تل حلف:

تم العثور على بناءي ثولوس في طبقة من القطاع B، وتبين من دراسة الدلائل الأثرية أن أبنية الثولوس تعود إلى العصر الحجري النحاسي إلى دور حلف الأوسط أو الحديث.

لا بدّ من ذكر أبنية الثولوس الموجودة في تل الأربجية بالعراق والتي تؤرّخ إلى دور حلف؛ نظراً لأهميتها الاستثنائية، واستمرار ذلك النمط من الأبنية من فترة حلف المبكّر إلى فترة حلف الوسيط، حتى إنها وجدت بأعداد كبيرة بأقطار تراوح بين (3-9م)؛ مما يعطي أهمية لهذا التل على مستوى المنطقة.

بناء دائري أساساته مبنية بالحجر في تل صبي أبيض
ثولوس مبني من اللبن أمامه مدخل مستطيل (تل صبي أبيض ٥٩٠٠ق.م)

فقد عثر على نماذج ثولوس كبيرة في هذا التل مع تأسيسات حجرية حملت قبة من اللبن، ودعّمت بجدران من اللبن وتعددت النظريات بشأن الطابع الغالب لثولوس الأربجية، فمنهم من أضفى عليها الطابع السكني، وبعضهم الآخر أعطاها الطابع الديني مفسّراً ذلك بأن أغلب الحجارة الموجودة في المكان تركت بمكانها ولم تستعمل، وهذا الأمر غريب؛ لأن المصدر الأقرب للحجر يبعد ٣كم عن الموقع، والتراب الموجود حول الثولوس كان أحمر نظيفاً.

يتبين من دراسة المعطيات الأثرية لأبنية الثولوس في العصر الحجري الحديث الفخاري (دور ما قبل حلف) و دور حلف أنّ تلك الأبنية استخدمت لأغراض السكن، واستخدمت من أجل أنشطة منزلية شائعة مثل تحضير الطعام أو تصنيع الملابس كبناء الثولوسVI المكتشف من خلال تنقيبات تل صبي أبيض في سوية القرية المحروقة، حيث ظهرت بعض المدقات والمغازل والوزنات والمخارز العظمية وغيرها من المكتشفات في حجرات البناء VI ، وكل ذلك دليل استخدام خدمي للبناء كما تدعم مكتشفات مواقع أخرى كتلّ حسونة وياريم تبة وتل طورلو هذا الاستخدام.

إعادة تصور لبناء يظهر الحياة اليومية للسكان في منتصف الألف السادس ق.م (خربة الشنف)

ويلاحظ اكتشاف العديد من القبور داخل أبنية الثولوس في تل الأربجية بالعراق؛ مما جعل الباحثين يكوّنون فكرة أن أبنية الثولوس خصصت لاستخدامات دينية، أما التنقيبات في مواقع أخرى بإيران ومنطقة سنجار؛ فقد أكدت أن تلك الأبنية استخدمت كمنازل سكنية.

وإذا أُريد تفسير منطقي لوظيفة الثولوس وسبب استخدامه؛ فيمكن القول: إن السقوف المقببة المصنوعة من الطين المدكوك كلياً لا تتطلب الخشب، وهذا يتناسب مع طبيعة الأراضي القاحلة حيث إن هذه القبة سبب الدفء شتاءً والبرودة صيفاً.

ليلى السماك

مراجع للاستزادة:

- M. M. G. P. Akkermans and Marc Verhoeven, An Image of Complexity: The Burnt Village at Late Neolithic Sabi Abyad, Syria, American Journal of Archaeology,(1995),pp:532.

- M.M.G. P. Akkermans and Glenn M. Schwartz, The Archaeology of Syria from Complex Hunter –Gatherers To Early Urban Societies Ca.16000-300 BC.,(Cambridge-2003).

- J. Mellaart, The Neolithic of The Near East, (London-1975)


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 995
الكل : 45599623
اليوم : 306