logo

logo

logo

logo

logo

الجماجم

جماجم

Skull (s) - Crône(s)

 ¢ الجماجم المليسة

 الجماجم المليسة

 

الجماجم المليسة plastered skulls هي الجماجم التي يتم التعامل معها بدقة؛ إذ تم تقوية هذه الجماجم بالطين، و أعيد تشكيل الأجزاء المتأكلة من الوجه وذلك بملء جميع الفجوات والندوب «محاجر العين، وفراغات الأنف، و تجويف الفم» بالجص الخشن الأحمر، وتم تمثيل العين عن طريق وضع طبقتين من الأصداف مع وجود شق نصفي بين الصدفتين، أو صدفة واحدة فقط، وبعد اكتمال ذلك تم وضع طبقة من الجص الناعم البني (وأحياناً بني محمر)على الوجه، أما القاعدة فقد تم ملء التجويف بالجص مشكلاً قاعدة أخذت الشكل المقعر؛ مما يدعو إلى الافتراض أن الجماجم كانت توضع للعرض على منصة أو رف، والقاعدة المقعرة ستضمن وضعاً أفضل للجمجمة.

جماجم مليسة من تل أسود

ظهر اهتمام خاص بالجماجم خلال العصر النطوفي، و بداية العصر الحجري الحديث ماقبل الفخار «أ»PPNA ، إلا أن الاهتمام الأكبر ظهر في مرحلة ماقبل الفخار «ب» PPNB. ظهرت عادة عبادة الجماجم أوعبادة الأسلاف في العديد من مواقع بلاد الشام، وكان أهمها في فلسطين، ومن هذه المواقع: أريحا حيث عثر فيها على عدد كبير من الجماجم التي فصلت عن الهياكل العظمية، والعديد من هذه الجماجم كان موضوعاً على شكل دائرة ووجوهها نحو الداخل ، كما عثر في موقع بيسان على جمجمتين مليستين وضعتا داخل منزل، وفي كهف نحال أورن (وادي الفلاح) في فلسطين استخرج ثلاث وعشرون جمجمة مكتملة تقريباً بينها ست جماجم طليت بمادة القار الأسود. أما في الأردن فقد عثر في موقع عين غزال على أربع عشرة جمجمة متفرقة في أنحاء الموقع حيث استخدم سكان الموقع نوعين من المعالجة للجماجم، إما عن طريق الطلاء وإما عن طريق التلييس. وأما في سورية فقد أعطى تل الرماد أكبر مجموعة من الجماجم المليسة في بلاد الشام حيث تم الكشف عن ثلاث وعشرين من الجماجم المليسة كانت موضوعة في ثلاث مجموعات. كما عثر في موقع تل أسود على تسع جماجم مليّسة أعينها مغمضة وضعت ضمن قبرين.

يمكن وضع سمات مشتركة في جميع هذه المواقع في أسلوب التعامل مع الجماجم:

• استخدام الجص لإعادة تشكيل ملامح الوجه المتأكلة في جميع المواقع التي عثر فيها على مثل هذا النوع من الطقوس.

• عدم وجود الفك السفلي في أغلب المواقع باستثناء جماجم أريحا وتل الرماد.

• لا يوجد اختيار معين للجنس أو العمر لإجراء عملية التجصيص؛ ففي موقع بيسان دلت الدراسات الأنثروبولوجية أن الجماجم المجصصة تعود إلى سيدات، وفي موقع عين غزال عثر بين الجماجم المجصصة على جماجم لأطفال صغار في السن.

• بعض الجماجم وضعت أو جهزت لتوضع على أعمدة أو تماثيل مصنعة من الطين، كما في أريحا وتل الرماد وتل أسود وعين غزال.

• بعض الجماجم دفنت مع عظام طويلة كما في عين غزال وموقع كفرهاهوريش.

• إضافة إلى التلييس هناك نوع آخر من المعالجة، وهو طلاء الجمجمة بمادة المغرة الحمراء، كما هو الحال في موقع «أبو هريرة»، وموقع عين غزال.

• اكتشاف دفنات منزوعة الرأس في أغلب تلك المواقع، ومن المحتمل أنها تشكل بقايا الهيكل العظمي المكمل للجمجمة.

إن ظهور عادة تلييس الجماجم خلال PPNA ترافق مع اختراعات كثيرة مثل التدجين والاستقرار؛ ولهذا فقد وضعت فرضيات كثيرة لوظيفة هذه الجماجم آنذاك:

- بوصفها قوة علاجية: ربما حملت هذه الجماجم في معتقدات سكان تلك المجتمعات خصائص علاجية وقوة سحرية حامية من الأمراض.

– عبادة الأسلاف أو الأجداد: يرى بعض العلماء أن هذه الجماجم كانت تعود إلى زعماء أو أشخاص موقرين، فحاول السكان الاحتفاظ بالقوى الروحية لزعمائهم المتوفين من باب الاحترام والتوقير لهم.

- ولعل استخدام هذه الجماجم كان نوعاً من الوساطة بينهم وبين قوى الطبيعة، ففي هذا العصر استقر السكان في قرىً معينة طوال السنة، معتمدين اعتماداً أساسياً في غذائهم على الزراعة، فلابد أنهم مارسوا طقوساً دينية خاصة لزيادة المحصول، والجدير ذكره أن هذا المعتقد مازال لدى سكان المايا في دولة غواتيمالا.

ويمكن القول إن هذه الجماجم تدل على ما هو أكبر من مجرد الاعتقاد باستمرار الحياة، إذ حفظت أوعية لقوة مقدسة، وإجلالاً لأرواح أسلافهم، وبالتالي فإن فرضية عبادة الأسلاف هي صيغة مقبولة فيما يخص الجماجم المليسة.

لقد كشف في تل أسود عما يشير إلى طريقة انتزاع الجمجمة من الجسد، إذ كشف في إحدى الغرف الصغيرة عن بساط عليه آثار لهيكل عظمي وهو مفصول الجمجمة؛ مما يدل على أن الجثة تترك على بساط حتى يتم تلاشي اللحم عنها، ومن ثَم يقومون بفصل الجمجمة بسهولة لتتم معالجتها لاحقاً وتصبح جمجمة مليسة.

مي الحايك

مراجع للاستزادة:

- جاك كوفان، الألوهية والزراعية ، ترجمة: موسى الخوري (وزارة الثقافة 1999م).

- K. M. Kenyon, Jericho, Oldest Walled Town. Archaeology,Vol. 7,(1954).

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 602
الكل : 31790952
اليوم : 66413