logo

logo

logo

logo

logo

الجمرك (خان-) /حلب/

جمرك (خان) /حلب/

-

 ¢ الجمرك

 الجمرك (خان -) /حلب/

 

يقع خان الجمرك في حي الجلوم، في سوق المدينة، خلف الجامع الأموي الكبير، وقد بناه إبراهيم خان زادة سوكولو محمد باشا سنة ٩٧٧هـ/١٥٦٩م ضمن مجمع تجاري، ليكون وقفاً إسلامياً يعود ريعه إلى الديار المقدسة (مكة المكرمة والمدينة المنورة). وهو أكبر الخانات في مدينة حلب، وتبلغ مساحته ٦٤٠٠م٢؛ ولذلك سمي بالخان الكبير، كما سمي بخان الأجانب لسكنى القناصل الأجانب فيه مع جالياتهم.

إن إقامة الجاليات الأجنبية في الخانات في حلب كان في صلب الاتفاقيات الدولية المبرمة مع الدولة العثمانية، وقد بقوا فيها لاعتبارات أمنية واقتصادية حتى سنة ١٢٣٨هـ/ ١٨٢٢م حين سمح لهم السلطان محمود الثاني بمغادرتها.

وكان الخان مركزاً للفرنسيين والإنكليز والهولنديين يقيمون فيه، وكان يضم مقراً لقنصل الجالية وراهبها ويسمى مقره بالدير تفخيماً، وقد أصبح الخان فيما بعد المركز الرئيسي للصرافة وبيع الأقمشة بالجملة، وفي سنة ١٩٨١م منع الصرافون من مزاولة أعمالهم فأصبحوا يعملون سراً، وسمي الخان بخان الجمرك ربما لتمركز رجال استيفاء الرسوم الجمركية فيه.

الموقع العام

يضم المجمع (٥٢) مخزناً أرضياً، و(٧٧) غرفة علوية ومسجداً، وهناك على جانبي مدخله سوق الجمرك (أو الهواء) يضم ٣٤٤ حانوتاً، ومنهلي ماء. وهناك إضافة إلى ما سبق إسطبل وقيسارية تضم ٢٣ مخزناً.

تبدل شكل الخان الداخلي بما أضافه التجار والقناصل، وبسبب تعرضه للزلزال الكبير سنة ١٢٣٨هـ/ ١٨٢٢م. وقد ملئت باحة الخان بالأبنية الطفيلية، كما أضيف إليه الكثير من العناصر المعمارية الحديثة كالأدراج الصاعدة إلى الطابق الثاني ومشربيات خشبية.

يتألف المسقط الأفقي للخان من مدخل تليه ردهة مسقوفة بقبة محمولة على الجدران جُعلت مناطق انتقالها بالمثلثات الكروية، يليها على الطرفين سوق خان الجمرك، ويليه مدخل الخان الرئيسي الفخم، وهو مسقوف بقبة ترتفع فوق أربع أقواس كبيرة مدببة، والانتقال من الشكل المربع إلى الدائري يتم بالمقرنصات. ويلي ذلك ردهة تسقفها قبوة متقاطعة لها مفتاح على شكل نجمة مثمنة داخلها مقرنصات ودلايات، ومن الردهة يتم الدخول إلى صحن الخان وهو مربع الشكل، يتوسطه مسجد الخان.

وعلى طرفي الردهة درجان يصعدان إلى الطابق العلوي الذي يضم محلات تجارية كثيرة، وهناك فوق المدخل قاعة فخمة أعدت لاستقبال التجار من ذوي المكانة الرفيعة، وكانت لفترة مخصصة لسكن القناصل والجاليات الأجنبية، وقد عدلوا في تخطيطها بما يتلاءم مع طريقة حياتهم وذوقهم.

وعموماً فإن الخان يتألف من طابقين أرضي وأول، تتوزع فيهما المحلات التجارية ذات المسقط المستطيل في صفوف موازية للأضلاع الأربع للخان، حيث تطل بواجهاتها على الفِناء الداخلي للخان، ويتقدم المحلات في الطابق العلوي رواق يحيط بالفِناء الداخلي للخان.

بنيت القاعة على المخطط ذي الأواوين الأربعة المتعامدة، سقف القسم المركزي منها بقبة نصف كروية من دون رقبة تقوم فوق إفريز مزخرف بمثلثات كروية، كما سقفت كل من الغرفتين على جانبي الإيوان الشمالي بقبة، وسقفت باقي أجزاء القاعة بقبوات برميلية متطاولة.

يقع المسجد وسط الباحة وهو معلق يقع في الطابق الأول فوق دكاكين الطابق الأرضي، وهو قبلية ذات شكل سداسي لها مدخل من الطرف الشمالي الشرقي، وهناك لوحة فوق بابه تذكر أن محمد ميمة أشاد هذا المدخل سنة ١٤١٠هـ / ١٩٨٩م.

منظر داخلي للباحة والمسجد

يسقف المسجد قبة نصف كروية محمولة على (١٢) قوساً كبيرة مدببة ترتكز على أظفار مقرنصة، وتضم جدران المسجد (٧) نوافذ مستطيلة الشكل ومحراباً بسيطاً. وهناك أسفل القبة شريط كتابي ملون بالأزرق والأحمر أزيل نصفه، ويضم القسم الباقي منه أسماء الله الحسنى. وفي سمت القبة من الداخل زخارف نباتية يحيط بها شريط كتابي باللون الأبيض ضمن (٦) مجموعات يتناوب فيها اللونان الأزرق والأحمر جاء فيها: «البسملة، وسورة الإخلاص، وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله إلهاً آخر، صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم». ويحيط بالكتابة رسوم لمزررات باللونين الأبيض والأحمر. وقد كسيت القبة من الخارج بصفائح الرصاص.

تتألف واجهة القاعة المطلة على الباحة من تجويفين يتوجهما مقرنصات. ويضم كل منهما في الأعلى نافذة تضيق واجهتها إلى الداخل (كمرامي السهام)، يعلو فراغها حنية صدفية تتقدمها قوس مفصصة خماسية.

واجهة القاعة المطلة على الباحة

وتحت النافذة مزررات بالألوان: الأصفر والأسود والأبيض، يليها إلى الأسفل نافذة مستطيلة ضمن جدار بنظام الأبلق، وهناك على الطرفين عمودان ملتحمان بالجدار يضم بدنهما ضفائر، ولهما تاجان مقرنصان .

الواجهة القبلية لحرم المسجد

تتألف واجهة المدخل الخارجية من شريط هندسي عريض يمتد على طول الواجهة ويضم صفوفاً من الحجارة باللونين الأبيض والأسود (الأبلق)، وفوقه لوحة حجرية كبيرة تضم نقوشاً نباتية داخلها نافذتان ونجمة سداسية، وفي الأعلى شريط من المزررات أسفلها نافذتان بينهما نص باللغة العثمانية والخط العربي يؤرخ المبنى لسنة ٩٧٧هـ/ ١٥٦٩م.

زخارف قبة المسجد

وقد تعرض الخان للتخريب مؤخراً حتى صار يحتاج كغيره من العديد من المباني المهمة في مدينة حلب إلى حملة وطنية كبيرة لترميمها وإعادة تأهيلها.

لمياء جاسر

مراجع للاستزادة :

- ألكسندر وباتريك راسل، تاريخ حلب الطبيعي في القرن الثامن عشر ، ترجمة خالد الجبيلي، ط١( دار شعاع للنشر والعلوم، مصر ١٩٩٩م).

- أندريه ريمون، العواصم العربية عمارتها وعمرانها في الفترة العثمانية ، ترجمة قاسم طوير( دار المجد، حلب 1986م) .

- محمود حريتاني، حلب أسواق المدينة (دار شعاع للنشر والعلوم، ط1، حلب ٢٠٠٦م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 518
الكل : 29645244
اليوم : 25254